ان الانسان خلق ليعبد الله كل على شاكلته و العبادة جزء من العمل اليومي و برنامج حياته و اعتاد ان يعمل ليل نهار لكسب لقمة العيش و ان الحياة البشرية تعد مختبرا للعمل كما قال الله تعالى (خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا) وهو يتمتع بكسب يده وان الانبياء و الرسل عملوا و اكلوا من نتاج عرق جبينهم و دعوا الى ان يعمل الانسان و كل الاديان تدعو الى العمل و نبذ الاعتماد على غيره او مد يده للسؤال و بالموت يقف عمل اجهزة الجسم و قطاره في الحياة و كذالك عمله …. يهدف الانسان من وراء عمله الى استمرار الحياة و كسب الرزق ليخدم اسرته و مجتمعه و الانسانية جمعاء و هذا هو الاساس الا ما استثنى منها و درجة الخدمة المقدمة مسألة نسبية تختلف من مهنة الى اخرى و لكن العمل ضمن المؤسسات و المنظمات تمنح العمل طابعا اكثر انسانية لان مفهوم الانسانية هى مجموعة من وجهات النظر الفلسفية و الاخلاقية التي تعتمد على قيمة و كفاءة الانسان سواء كان فردا او جماعة وهو من المصطلحات القديمة يتطور بتقدم البشرية و اختلف النظر اليها اعتمادا على الوضع السياسي و الاقتصادي و درجة مكانة المجتمع وافكارمعرٍفي الانسانية و باختصار تعني القيام بالعمل و تقديم الخدمات الى بني الانسان دون الالتفات الى جنسه و دينيه و قوميته و لونه و محل اقامته و مستوى ثقافته وعلى قدم المساواة و التعامل معه برفق و عطف لكونه انسانا و قد دعت كل الدساتير و القوانين الدولية و الداخلية و المواثيق الى التعامل بانسانية و نبذ العنصرية و الطائيفية خاصة عند تقديم الخدمات من قبل الحكومات و المنظمات و حاربت كل اشكاله و اسست اجهزة رقابية من اجل سلامة العمل المقدم في هذا الجانب ولكن للاسف مايزال هناك اختراقات جسيمة بحق الانسان في مناطق مختلفة من العالم و يعود ذالك الى عدم معرفة قيمة هذا الكائن الذي خلقه الله لاستخلاف الارض و عمارته .
وباعتبار العمل الامني الذي الذي يقدمه العاملين ضمن الاجهزة الامنية تأتي في رأس هرم حاجيات الانسان لان العمل الامني تعني خلق بيئة أمنة من كل مصادر الخوف و الفزع والتهديد داخليا و خارجيا لينعم الانسان بباقي جوانب حياته السياسية و الاقتصادية و التنموية …. الخ وان الجهود المبذولة من قبل رجل الامن من تحديد مواطن التهديد و صدها تاتي في اطار انساني بحت اي انه يقدم هذه الخدمة الجليلة الى الانسان دون تميز و بعبارة اخرى فانه يهدف الى بناء مجتمع امن يعيش فيه الانسان بكل الطوائف و الاديان و القوميات و الالوان و يسعد بسعادتهم وان اي اختراق في سبيل زعزعة استقرار مجتمعه يحمل نفسه المسؤولية و التقصير و انه يقدم حياته فداء لشعبه و يعمل وراء الكواليس كشمعة يحترق ليضيئ درب الانسانية وان حماية حياة اي انسان و انقاذه من اهم اهدافه و اعماله و طبيعة عمله يفرض عليه الحيادية و الانسانية و التعامل على اساسه مع الناس دون اي اعتبار لافكار سياسية او دينية و يقف بحزم ليمنع اي تجاوز على حقوق الانسان و حياته و ممتلكاته .
و ان العمل الامني يتضمن جانبان و هما الجانب الوقائي الايجابي و الذي يعني العمل من اجل بناء حياة امنة بعيدة عن مصادر التهديد و الخوف يضمن حقوق الانسان في المشاركة السياسية و الانتخاب و الحريات العامة و التنقل و العمل و دعم النظام الديموقراطي الذي هي حكم الشعب و فصل السلطات عن بعضها البعض و سيادة القانون و استتقلالية القضاء و غيرها من الاعمال ، اما الجانب الثاني هو الاجرائي السلبي يتضمن القيام باعمال الردع و مكافحة الجريمة بانواعها و القبض على المتهمين و تحديد مصادر التهديد و الحد منها و احباط المؤامرات و المخططات الارهابية و محاربة الفساد و الاتجار بالبشر و الجريمة المنظمة و الاقتصادية و المخدرات و الخطف اي كل ما يمس امن البلاد و اليات تسليم المجرمين و المتهمين و التعاون و التنسيق الامني بين الدول , وان السرية هي سمة العمل الامني بل و اهمها فان المجتمع يتعامل مع ثمرة الاجراءات التي تتخذها دون معرفة ساعات العمل و الجهد المبذول في سبيل ذلك و النقطة الهامة في الموضوع هو ان هذه الخدمة الجليلة المقدمة من الاجهزة و المؤسسات الامنية تقدم الى كل افراد المجتمع على اختلاف رؤاهم و مذاهبهم و طوائفهم و اديانهم و قومياتهم و الوانهم فالانسان هو الهدف الاسمى لديهم و بتامين حياته يحيى البشرية و من احياها كانما احيا الناس جميعا .
ومن اجل ضمان حماية البعد الانساني في عمل الاجهزة الامنية بشكل عام فان اتخاذ هذه الخطوات كفيلة بها :ـــ
١ــ تنظيم الاجهزة الامنية في اطار قانوني و فق مبادئ الديموقراطية و حقوق الانسان.
٢ــ توجيه العاملين ضمن هذه الاجهزة باحترام الانسان و نبذ العنف .
٣ــ مراقبة الاجراءات المتخذة من قبل هذه الاجهزة عن طريق مؤسسات رقابية عليا .
٤ـــ توطيد العلاقة بين الجمهور و الاجهزة الامنية و تحسينها .
٥ـــ زيادة التنسيق الامني مع الاجهزة الامنية و المؤسسات و المنظمات الدولية .