18 ديسمبر، 2024 11:40 م

أقول لماذا الناس يبكوا ويندبوا؟   اذا ضاع منهم ما ينالوا ويرغبوا
وإني لاسكب ادمعا ابكي لهم     وأظل ارثي بل أنوح واندب
واسأل شيخ القوم ما وصلوا له   هل العيش ما نأخذ وماهو نكسب؟
هل العيش ما يعطى إلينا بمنة؟   ورأسنا يمرغ في الثرى ويترب
هل العيش نأكله فتات موائد؟    ونبكي على ما فات منها ونندب
ونحزن كالخنساء في فقد صخرها  اذا فاتنا جاه وعّز المنصب
هل العيش حلبات لأجل تسابق   فمن كان سباقا لشوطها يغلب
فاين خصال الكفئ اين صفاته؟  أقول لقومي أين تلك وأعجب
فأين تراث المجد من آبائنا؟  وهل نحن ابناء لهم ام نكذب؟
فايننا من ذاك التراث ومجده   أ لسنا بنوهم بل ابانا يعرب؟
الم يبنوا تأريخا لنا بدمائهم    اجيب فذا التاريخ يحكي ويكتب
فلم يبكوا من غم اشاح وفاتهم   ولم يقعدوا الدنيا اذا غاب مكسب
ولم يرضوا في جاه الملوك بمنة  لكي ينعموا والشعب حقه يسلب
فقد ملكوا الدنيا بحد سيوفهم   والشرق دان لهم ودان المغرب
فقد حكموا الدنيا بكل عدالة   وكانوا موازينا وبالحق اصوب
وكانوا ليوثا يحتمي الجار عندهم   فلا قرد ساءسهم ولا هو ثعلب
فكانوا رجالا لن يلينوا لغاشم  صعبوا المراس وفي الوغى لم يغلبوا
أشادوا صروحا لم تزل آثارها   بالعز تنطق دون ان تتهيب
أقول لماذا الناس اضحى حالها   تهب وراء الزمر بل هي تطرب
تميل كميل الريح عند هبوبها   اذا انقلبت في اثرها يتقلبوا
أقول لماذا الناس ان دق مطبل   مشوا خلفه طرش ولن يتهربوا
فأين سراة القوم في دعواتهم   حتما يبقوا في الحضيض ويكذب
فكم من ربوع ضيعوها بكذبهم  كمثل شراع ضاع منه المركب
فما الضير يا نفس قبولنا مرة   نبقى برأي دون ان نتقلب
أقول لماذا غاب عنا خيارنا   عجزنا بان نختار بما هو اصوب؟
جعلنا من الاسلام قولب جامد  يفسره من شاء أنى يرغب
فهل جاء بالإسلام حل كبائر  فأين من الاسلام هذا المذهب
أقول نبذنا الشر خلف ظهورنا   لكل دعي جاء للشر يطلب
فوالله لا نرقى بظل ضلالة   اذا لم نصن دينا لنا ونهذب