هل سمعت من قبل عن الانترنت المظلم او الاكثر سواد مما نتخيل جميعا، اخر احصائيات يقال ان استخدام الانترنيت الظاهر للجميع لا يمثل سوى 5% من اجمالي الانترنيت، اذا اين يكون بقايا الانترنيت ، هناك ثلاث انواع من الانترنيت كما مبين في الصورة التوضيحية ، في الاعلى يكون الانترنيت العادي الظاهر لنا جميعا والذي نستخدمه الان ، وفي وسط الجبل الثلجي الانترنيت العميق وفي اسفل الجبل هو
deep-dark-web-859×1024-1.jpg
الانترنيت المظلم ،وأن الانترنيت الاقل ظلام وهو العميق ،الذي تكون فيه مواقع عمالقة السياسة والاعلام في العالم ومواقع خاصة بالحكومة ،و يستخدم السياسيين النت العميق لأنه مشفر بالكامل ولا يخضع لأي رقابة ولا تستطيع اي جهة بالعالم تعقبه ،او معرفة مستخدمه ،وتستخدمه الحكومات لتكون المعلومات سرية تماما ولا يمكن معرفتها ،لذلك تستخدمه اغلب السفارات في العالم في حالة التواصل بينها وبين دولة اخرى ، واستطاعت الولايات المتحدة في احد السنوات ان تكشف رسالة بين سفارة احد الدول وارهابي عن طريق النت العميق Deb Web هذا هو الجانب الاقل خطورة ، اذا فما هو النت المظلم وماذا يوجد فيه .
للأنترنيت المظلم هو الجانب الاسود في النت العميق تجد فيه كل شيء ممنوع في الانترنيت الظاهر مثل تجارة المخدرات في العالم يتم البيع فيه لكل انواعها ،هناك أيضا الجرائم الاقتصادية، التي تتم في صورة معاملات مالية غير مشروعة؛ إذ توفِّر بعض هذه المواقع “بطاقات ائتمانية افتراضية”، فيما تسهل أخرى اختراق البنوك والمؤسسات المالية، إلى جانب البطاقات الائتمانية المسروقة التي يتم عرضها للبيع، فيما تظهر استخدامات متنوعة أخرى، مثل تلك المواقع المتخصصة في إجراء التجارب الطبية على البشر، عبر استغلال المشردين، لتظهر مواقع اخرى لصناعة القنابل والمواد المتفجرة، وموقع تجارة القتل يتم ارسال صورة الشخص الى مواقع وبعد القتل ترسل الاموال والحكومات دائما تحاول تتبع القتلة لكنها تفشل لأنها مواقع مشفرة ، ومواقع جنس الاطفال اي اغتصاب اطفال وهذه المواقع تقدر بأكثر من 50 الف موقع يتم تعذيب الاطفال بأبشع الصور من قبل مرضى نفسين بالتعذيب حتى الموت في بعض الاحيان وفي عام 2010 اثارة حادثة فديو بث لشخص يجبر على اكل شيء ما، قيل انه خطف مع اسرته وقطعوا اسرته واجبروه على اكلها لكن لا احد يعرف مصدره لان كل شيء مشفر. اما مواقع الاسلحة فهي تجارة رائجة تديرها مافيات عالمية لبيع انواع الاسلحة والنساء والاطفال وايصالها الى المكان المتفق عليه ، اما التعامل المادي يتم عن طريق عملة البتكوين وهي عملة الكترونية مشفرة بالكامل وصلت هذه العملة 4000الى دولار وعليها اقبال عالمي.
وفي سياق هذه التجليات الخطيرة حول تهديدات “الإنترنت المظلم” في العالم، تبقى انعكاساته متعددة وتمثل تهديدا أمنيا للدول، وأبرزها كونه يمثل ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية؛ إذ إن فضاء الإنترنت يبقى بشكل عام وسيطا تستخدمه التنظيمات الإرهابية في تسهيل ممارسة نشاطاتها، ولا يمكن التغاضي عن دوره في عولمة هذه التنظيمات التي قامت بتوظيفه في الترويج والدعاية لأيديولوجياتها وعملياتها, وبات تنظيم “داعش” يشكل أقرب مثال على هذا التوجه؛ فقد استغل الفضاء الخفي من الإنترنت من أجل تجنيد المقاتلين الجدد وجذب التمويلات النقدية وفي التواصل والتشبيك بين المقاتلين، خاصة مع “الذئاب المنفردة”، وأصبحت مواقع الإنترنت مصدره الأساسي للترويج لعملياته وأهدافه، بالإضافة إلى تأمين مصادر تمويل تكون بمنأى عن القيود المفروضة لتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية, هذه الانعكاسات تضاف إلى ما بات يعرف بـ”الحروب الإلكترونية” أو في مصطلحها الحديث وهو الحرب “السيبرانية ” cyber war ، فالإنترنت المظلم بات ساحة واسعة وآمنة للعبث بالأمن الداخلي للدول، وشن العديد من الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المنشآت الحيوية والعسكرية، ويظهر أن الاعتماد على “الإنترنت المظلم” قد لا يقتصر فقط على تنظيمات إرهابية أو أفراد وجماعات تمارس أنشطة غير مشروعة، وإنما قد امتد ليشمل دولً تستخدمه في حربها ضد دول أخرى، وهو ما يبدو وحسب دراستنا لهذا الموضوع تأسس ما يعرف بالاختراق السيراني.
وهو اختراق انظمة الدول والمنشئات الحيوية بل وحتى اختراق اجهزة المخابرات العالمية واخطر من ذلك يمكن اختراق المفاعل النووية واصبح الفضاء الالكتروني ملغوم، وفي حالة حرب بين الدول فبات كل شيء مخترق في حياتنا ، وبسبب اختراق كل شيء في الفضاء الإلكتروني تأسس ما يعرف “بالأمن السيبراني “cyber security وهو لحماية مؤسسات الدولة العسكرية اولا والخدمية ومن ثم حماية المجتمع من الاختراقات التي يمكن ان تعصف بالدول وفعلا بانت اهمية الامن السيبراني في العالم وبدات الحرب بين الدول بالخفاء وشكلت اغلب الدول الكبرى جيوش للاستعداد للحرب السيبرانية او لحماية مؤسساتها, مثل امريكا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا بل حتى دول في الشرق الاوسط مثل تركيا وايران والسعودية ، فلا يمكن حماية مؤسسات الدولة العسكرية والامنية بل حتى المنشاة الحيوية والخدمية ولا يمكن حماية الانتخابات بدون امن سيبراني ،وسوف نعرض بعض الاختراقات لدول كبرى لنوضح اهمية الامن السيبراني ولنؤكد بوادر الصراع الاكتروني “السيبراني “بين الدول وهو ما سيكون مقالنا القادم عن السيبرانية ، أحدث عمليات الاختراق وقعت في 17 أغسطس الجاري، بعد إعلان هاكرز يطلقون على أنفسهم اسم “شادو بروكرز” Shadow Borkers اختراق وكالة الأمن القومي الأميركية NSA والحصول على أنظمة اختراق وقرصنة إلكترونية أنشأتها الوكالة وحلفائها الأربع، بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا ، وادعى الهاكرز حصولهم على ما أسموه “أسلحة سايبرية” تتضمّن برامج تشغيل يمكن استخدمتها من قبل الولايات المتحدة في تخريب البرنامج النووي الإيراني. وعرضوا ما بحوزتهم للبيع مقابل 580 مليون دولار.
واعتقد ان الولايات المتحدة وافقت بالعرض والدليل ان المفاعل النووية الايرانية تعرضت لأكبر عملية سيبرانية من قبل الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل بعملية معلنه بتخريب اجهزة في مفاعل ابو شهر النووية ،وردت ايران التي تملك ثلاثة فرق سيبرانية بهجمة على شركة رامكو السعودية وتعطيل الاف الاجهزة فيها لانها لم تستطيع الرد على امريكا واسرائيل ، وفي عملية اخرى هي عملية استغرقت نحو عامين وكانت محصلتها مليار دولار ، فقد أقدم قراصنة على اختراق الأنظمة المالية لعدة بنوك حول العالم، غالبيتها في روسيا، اليابان، سويسرا والولايات المتحدة. وبحسب شركة “كاسبرسكاي” المتخصصة في مكافحة الفيروسات وأمن الكومبيوترات، تعرّضت 30 دولة ونحو مئة مصرف عالمي للهجمة التي أطلق عليها اسم Carbanak cybergang، وهو اسم البرنامج الذي استخدمته المجموعة في فبراير 2015، ومن ثم اتهمت فرنسا باختراق روسيا لانتخاباتها والمانيا ايضا اتهمت روسيا واتهمت امريكا الصين بممارسة هجمات سيبرانية عليها وبسبب فقدان امن الفضاء شكل الاتحاد الاوربي مجلس امن سيبراني والمانيا جيش سيبراني قوامة 23 الف جندي وفرنسا شكلت جيش سيبراني والصين وايران والسعودية شكلت مجلس امن سيبراني ….الخ والجميع لا يستطيع حماية مؤسساته 100% حتى الدول الكبرى.
وفي الختام اين نحن من هذا الاختراق ، كل شيء مخترق في العراق لا شيء مصان اطلاقا لا خصوصية مجتمع ولا مؤسسات الدولة مؤمنه من الاختراق ولا اجهزة الدولة الحساسة محصنة امام الاختراقات بل حتى الانتخابات كانت غير مؤمنه ويمكن اختراقها والدليل ان امريكا والمانيا تعترف باختراق انتخاباتها كيف العراق ، وان البرلمان وبكل اعضائه مخترق واجزم ان هاتف رئيس الوزراء ممكن اختراقه في اي لحضه من قبل الهاكرز اذا الامن الاجتماعي والعسكري والقومي مخترق بالكامل ، ولا يوجد في العراق الى الان مجلس امن سيبراني ،ان كانت السلطة قد سمعت في هذا المصطلح.