23 ديسمبر، 2024 7:58 ص

الانتماء الكوني والإنتماء الكينوني

الانتماء الكوني والإنتماء الكينوني

يخلق الإنسان لا منتمياً ، لكنه شيئاً فشيئاً يحصل على انتماءاته التي يكتسبها منبيئته و واقعه الإجتماعي أو تفرض عليه إيديولوجيات معينة ، وهكذا يدخل في انساقمتشابهة يكون هو جزء منها .

 

وتتحول هذه الانتماءات من فترة الى أخرى بسبب النضوج الفكري او تلاقح الثقافاتالى انتماءات اخرى تتجاذب فيما بينها وتخلق صراعاً لا ينتهي او أزمة هوية مضطربة ،وكما يقول الكاتب اللبناني أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة ” في داخل كل إنسان تلتقي انتماءات متعددة تتصارع في مابينها ”

 

وبطبيعة الإنسان أنه يميل إلى الانتماء إلى جماعة أو فكر ولا يريد ان ينفصل عن هذهالبيئة أو المكون لأنه يشعر بالطمأنينة بينها ، ويعتبر أن انتماءه العقائدي او القبلي أوالسياسي هو هويته ، فيتمسك بها ويقدسها .

 

اللغة ثقافة مكتسبة ، الديانة ثقافة موروثة ، وأي فكر أو ايديولوجيا هي ثقافة وليستهوية ، فلا يمكن ربط الثقافة بالهوية لأنها ستؤدي الى صراعات قاتلة ، وكما يجب فصلالدين عن السياسة كذلك يجب فصل الثقافة عن الهوية لأن الهوية جوهر الشيء وذاتهوحقيقته ، والثقافة مكتسبة او مضافة الى الذات وليس صورة عنها ، ويقول ” داريوسشايغان ” عن الهويّة بأنها عبارة عن صورةٍ مغلوطة للذات.

 

من انت ؟
انا إنسان …
إلى من تنتمي ؟
الى الإنسانية …
هذا هو الإنتماء الكينوني …

اما الإنتماء الكوني ، فالإنسان ينتمي الى عمقه الكوني وليس الى جغرافية الوطن اوالمدينة ، السماء نستظل بها جميعاً ، إذاً نحن ابناء السماء .

 

لا يمكن للعقل أن يتحرر مالم يتجرد الإنسان عن جميع انتماءاته ، إذ أن هذه الإنتماءاتتجعلك تدور في سياقها ولا ولا تستطيع ان تتجاوز حدود ايديولوجيتها .

 

الإنتماءات عازلة للمجتمع إذ تحدد هوية كل فرد فيه على اساس العرق او اللون أوالطائفة وتجعل اسفينات معقدة يصعب على الفرد تجاوزها أو إلغائها.

[email protected]