22 ديسمبر، 2024 10:55 م

الانتقالات الربيعية في صفوف مفوضية الانتخابات العراقية

الانتقالات الربيعية في صفوف مفوضية الانتخابات العراقية

عادةً ما يكون هناك بيع وشراء للاعبين الرياضيين، بين الأندية الرياضية، عند بداية كل موسم رياضي، يطلق عليها بالانتقالات الموسمية (الصيفية والشتوية)، الغاية منها تقوية صفوف لاعبيها، من اجل كسب المباريات خلال الدوريات المقامة، بعض تلك الأندية تعلم بحالها جيداً انها لن تستطيع الفوز، او الوصول الى مراتب متقدمة، فتقوم بتدريب بعض أفراد فرقها الرياضية المتميزين، خلال موسم او موسمين لتصنع لاعب متميز، يتم بيعه خلال تلك الانتقالات، يَكُون هو مكسبها الوحيد، لتجني من خلاله الأرباح، لسداد الرواتب والنفقات الخاصة بالنادي وموظفيه ولاعبيه.

)النادي صفر) او (المحطة صفر)، الكثير من الناخبين لا يعرف شيئاً عن المحطة (صفر)، لا بل الغالبية العظمى لم يسمع بالمحطة (صفر)، وما هو اختلافها عن باقي المحطات الانتخابية؟ وما هي أسباب وجودها؟ ومن هم الناخبين اللذين يصوتون في تلك المحطة؟.

المحطة (صفر): وهي المحطة الانتخابية, التي يصوت فيها أعضاء وموظفي الدائرة الانتخابية فقط، ويبدأ تصويتهم قبل شروع عامة الناخبين بالتصويت، بوقت قصير جداً، ويكمن سبب وجودها هو لأجل معرفة توجهات وميولات موظفين الدائرة الانتخابية، وفِي كل دورة انتخابية تظهر نتائج المصوتين فيها ما نسبته ٩٠٪ لجهة سياسية معينة، حيث سبب هذا الامر إحراجات كثيرة لدى مفوضية الإنتخابات، لأنها كشفت وبدقة متناهية، التوجهات الحزبية للمفوضية، ويمكن سؤال اَي موظف دائمي كان او بعقد شهري، يعمل ضمن كوادرها عن هذا الامر، مما دعى المفوضية الى إلغاء تلك المحطة، في الانتخابات المرتقبة في آيار القادم، لكي تحافظ على سرية توجهاتها الحزبية.

العراق مختلف تماماً، فانتقالاته عادةً ما تكون في الربيع، لأن (المفوضية العراقية المستقلة للانتخابات) تقوم بحملة كبيرة اثناء الربيع، يتم خلالها عمل حركة واسعة بين طواقمها، لتغيير مواقع المدراء والموظّفين من دوائرها، فتجري لهم تنقلات بين المحافظة والأقضية التابعة لها, وبين الأقضية والنواحي التابعة للقضاء، كي تغطي على سرية ولاءاتهم الحزبية، لأنها وخلال فترة الأربع سنوات يتعرف الكثير على توجهات موظفيها، فتقوم بنقلهم قبيل كل انتخابات، بين دوائرها الموزعة في عموم المحافظة الواحدة.

اجرت المفوضية اربع دورات انتخابية، خلال الخمسة عشر سنة الماضية، وتلك السنوات كفيلة باكتساب الخبرة الكافية، لتصحيح الأخطاء الواردة في كل إنتخابات، الا انها على العكس من هذا الامر، فهي تبدع في الأخطاء المتعمدة والجديدة المبتدعة، وهذا الامر اصبح جلياً وواضحاً للعيان.

ففي الانتخابات السابقة، اقدمت المفوضية على تجهيز الناخبين ببطاقة ناخب إلكتروني، للحد من التزوير، لكن وبعد اجراء الانتخابات تبين ان الناخب يمكنه ان يصوت اكثر من مرة خلال تلك البطاقة، والدليل ان في حزام بغداد وبالتحديد في منطقة (ابو غريب)، حدث فيضان قبيل الانتخابات، مما اضطر الأهالي الى النزوح من مناطقهم الى مناطق مجاورة، فتبين بعدها ان احد الاحزاب حصل على (٩٠٪) من أصوات الناخبين، مع العلم ان جميع سكنة تلك المنطقة هم من طائفة واحدة، تختلف عن توجهات تلك الجهة الحزبية.

اثناء اجراء القرعة للكتل والأحزاب والتحالفات في الأيام القليلة الماضية، لغرض إعطاء كل تحالف وحزب وكتلة رقماً انتخابياً، تبين ان المفوضية وبعد اجراء القرعة، انها نسيت احد التحالفات ولم تدرجه ضمن القرعة، وهذه كارثة وليست خطأً او سهواً، ومن خلال مراقبة الوسائل الإعلامية للقرعة شوهدت احدى الكرات قد تم تأشيرها بلون معين، لغرض تمييزها اثناء السحب، هذا الامر يدعو للريبة والشكوك في نزاهة واستقلالية المفوضية، ويجب عليها ان تعمل في القادم بنزاهة وشفافية اكثر لدفع تلك الشكوك التي تحوم حولها، وإلا سيزيد هذا الامر في احباط الناخب اكثر من ذي قبل.

يبقى السؤال الأهم: هل دربت الاحزاب المتنفذة لاعبين جدّد؟ لتزويد المفوضية بهم خلال الوقت المتبقي؟ لإجراء الانتقالات الربيعية القادمة؟ أم ان لديها العدد الكافي المدرب لهذا الشأن؟ هل ستكون هنالك جهة رقابية، يمكنها ان تحاسب المفوضية، اذا ما تكررت مثل تلك الامور، أم سيكتفون بتسريح المتدربين اللذين ثبتت لديهم شبهات تزوير، كما سرحت في السابقة قرابة (٢٢٠٠) موظف بدون حساب.