تعتبر الحالة الخاصة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الاسلوب و النهج الذي يتعامل و يتعاطى من خلاله مع الشعب الايراني و شعوب المنطقة، حالة خاصة و فريدة نوعها خصوصا من حيث إنها موهت الکثير من الامور و عملت على إيجاد نوع من الضبابية و عدم الوضوح في المنطقة عندما قامت بالخلط بين الکثير من الامور و إستحداث معادلات سياسية غريبة من نوعها لم يسبق و إن صادفت شعوب و دول المنطقة و العالم نظير لها.
تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية رافقته ظهور و بروز مجموعة من المفاهيم و القضايا التي وإن کان ظاهرها براقا و طنانا لکنها في نفس الوقت إتسمت بنوع من الغموض الذي بدأ يزداد و يتضاعف مع مرور الزمان، حيث إن مفهوم”الصحوة الاسلامية” و”نصرة المستضعفين” و”مظلومية الشيعة” و”تصدير الثورة” و “الوحدة الاسلامية”، و غيرها، کانت توحي بصورة أو أخرى بأن هذا النظام قد جعل من نفسه وصيا و مسٶولا عن الدين الاسلامي و إن مايقوله و يفعله هو الحق بعينه و من يعارضه أو يواجهه فهو الباطل و الکفر و المحارب ضد الله!!
المواد 3 و 11 و 154 من دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية، تدعم نصوصها تصدير التطرف الديني و التدخلات في الدول الاخرى و تقوم بتقنينها، وهو مايبين مدى أهمية قضية تصدير التطرف و التدخلات في البلدان الاخرى بالنسبة للنظام، وبحسب ماتٶکده المقاومة الايرانية فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و من خلال تدخلاته هذه يسعى من أجل إحکام نفوذه و هيمنته على دول المنطقة في سبيل بناء إمبراطورية دينية، ولکي يحقق هذا الهدف، فإنه و باسلوب ميکافيلي يهيأ الارضية للتدخل ومن هنا فإنه يستخدم مفاهيم”مظلومية الشيعة” و”نصرة المستضعفين” و”الوحدة الاسلامية”، للتدخل في بلدان المنطقة.
هذه التدخلات التي أثارت الکثير من السخط و الغضب و الاشمئزاز في المنطقة و العالم ولاسيما بعد الذي نجم و تداعى عنها، کانت کافية لفضح کذب و زيف تلك المفاهيم التي دعى و نادى إليها هذا النظام، حيث إن شعوب المنطقة قد فهمت و بکل وضوح النوايا الحقيقية التي يبيتها خلفها و إن التدخلات هي الخطوة العملية من أجل تفعيل و تطبيق تلك المفاهيم و الخطوة الاخرى هي جعل تلك الدول التي يدخل إليها النفوذ الايراني تابعة و خاضعة للإمبراطورية الدينية، وإن الذين لايزالوا يصدقون بأن هذا النظام ينتصر للشعوب المغلوبة على أمرها، فلو لم يکن مايحدث على الارض في سوريا و العراق و اليمن و لبنان کافيا ليفهموا الحقيقة فعليهم و على الحقيقة نفسها السلام! [email protected]