23 ديسمبر، 2024 10:04 ص

الانتخابات وضعت اوزارها

الانتخابات وضعت اوزارها

 بعد ان وضعت الانتخابات البرلمانية اوزارها وبان لكل كتلة ماكسبت ,حيث خاض الجميع صراعا مريرا على حصد  اصوات دورة 2014, واستخدم البعض كل وسائل الخير والشر مرتدياً اقنعةً مختلفةً متلاعباً بالالسنة موسوساً  لمن في قلبه مرضٌ,حتى انهم حولوا بعض وسائل الاعلام الى وسائل فحش وعواء منحطة خلقيا ومهنيا تضرُ بالوحدة الوطنية, كل ذلك لاجل تحقيق مآربهم  ولا نبخس هنا من شارك في هذا المضمار السياسي وهمه صلاح الشعب والوطن متحملاً كل تبعات هذا النضال من تهجم وتسقيط وتشويه بل وتهديد ووعيد ولو اننا احسنا الظن باغلب من تنافس في المضمار الانتخابي ,فاننا لانعتبر ان هنالك خاسر , فالكل قد فاز برضى الشعب الذي صوت  في الانتخابات ,بغض النظر عن ما كسب المرشح ليس هناك خاسر في العمل الوطني, بل هناك من كلفه المسؤلية عدد قليل من المواطنين وهناك من حمله الامانة عدد اكبر من ابناء الشعب وهناك من رفع الشعب عنه ثقل المسؤلية واراحه من اْمانتها, وبالتالي ادى ماعليه امام الوطن بعد عرض خدمته لشعبه  بما ان الجميع آمن بالعملية الديمقراطية لما فيها صلاح للمصلحة الوطنية ,فعلى الجميع القبول بنتائج الانتخابات فهي احدى اسس البناء الديمقراطي لنظام الدولة المتحضرة لكننا للاسف لم نرى تبادل التبريكات بين السياسيين كما هو العُرف المتبع في اغلب الدول الديمقراطية ولم نشهد الروح الوطنية العالية ولا الشجاعة الكافية  متجليــة بالاعتراف وقبول النتائج كما هي بعيداً عن العصبية والطعن بمصداقية عمل المفوضية المستقلة للانتخابات التي بذلت جهوداً استثنائية وبشفافية متناهية تحت رقابة الكتل السياسية المتنافسة والمنظمات المحلية والدولية كالامم المتحدة وغيرها وبحضور الاعلام الدولي والمحلي بكل حرية مما اكسبها المباركة الدولية, وما من انتخابات في العالم الا وتشوبها بعض الاشكاليات وما جرى في العراق من اشكاليات لاترقى الى حد  التلاعب المؤثر في النتائج
  ان من لايملك شجاعة الاعتراف بنتيجة الانتخابات ,ليس من الديمقراطية بشئ وعليه ان يناْى بعيدا فلا مكان في الديمقراطية لمن يرى نفسه اِما فائزاً او الانتخاب باطل ,  ان اساليب التحضير والدعاية الانتخابية التي تحمل اشكاليات قبل الانتخابات وبعدها نهجتها كل الكتل فلا مزايدة لاحد وهي جزء من واقع الديمقراطية الناشئة فالكل متساوٍ فيها
على الجميع احترام ارادة ورغبة ابناء الشعب بمناْىً عن فلسفة المعترض ورؤيته لكيفية تصويت الشعب وتكبُره على فئات وطبقات المجتمع وكانه وصي عليهم ليجعل هواه فوق ارادة الناس, فان انتخبوه كانو صالحين وان عزفوا عنه صاروا طالحين
المواطنون احرار في اختياراتهم سواء كانت خيارتهم نابعة من توجهات سياسية او دينية او ثقافية او مصلحية او لاْي امر اخر وللسياسي ان يجتهد في اقناع الناس بافكاره  وبرامجه, ولهم الاختيار ,فاما ان يظفر باصواتهم واما ان يخفق
لقد لمسنا وعياً نوعياً في التصويت لدى المواطن العراقي, فحينما صوت للقائمة التي يعتقد بها او لزعامتها التي يحسن الظن بها , فانه لم يُصوت لمن رآه لايحقق آماله في تلك القائمة, بل صوت لمرحشين جدد فيها وبذلك حقق تغييرا نوعياً واقعياً باعثاً رسالة لقيادة تلك القائمة معبراً عن رفضه لاولائك الذين في كنفهم حينما ابعدهم ,فعلى زعامات الائتلافات ان يفقهوا الرسالة ويعوها, فغدا ً قد يطالهم التغيير
تمنينا ان نجد سياسيين على مستوى المسؤلية الوطنية , سياسيين يُغلبون المصلحة الوطنية العليا على مصالحهم الشخصية وان يكون همهم وسعيهم وجدالهم حول انجاز الخدمات وتحقيق الرفاهية وتطوير البلاد, لا همهم صراعا تعيسا طامعا بالسلطة والمناصب والعقود ,فينعكس بلاءً ووبالاً على المواطن , بل ان يكونوا داعمين للبرلمان والحكومة مهما اختلفت قناعاتهم حول نتيجة الانتخابات او خلافاتهم مع نضرائهم ,وان يسالموا ماسلمت عليه مصالح الشعب كي تسير قافلة الوطن نحو التغيير المرجو والتقدم المنشود