23 ديسمبر، 2024 1:11 ص

الانتخابات وصخب الكيانات

الانتخابات وصخب الكيانات

ان المتتبع لمجريات الانتخابات الاخيرة (لعام 2018) وما تبعها من اتهامات كثيرة بالتزوير ، يجد ان هذا البلد مكتوب عليه ان يمر بأزمة تتلوها اخرى ، ولقد ثبت من خلال متابعة مجريات الانتخاب، ان نسبة المشاركين كانت وحسب المعهد الملكي البريطاني للاحصاءات ، ان هذه النسبة كانت تدور حول ال 20% ، وقد تم تبليغ الامم المتحدة بذلك ، ولو اردنا ان نضيف اليها نسبة التزوير ، ونسبة الصناديق المتروكة (المستثنات من العد والفرز) يجد المرء نفسه امام مشاركة شعبية لا تكاد ترقى حتى الى مستوى المقبول ، بتعبير ادق كانت مشاركة عموم الناس لا تزيد على نسبة كان على كل سياسي ان يخجل من مخرجاتها ، وان لا يندفع كل هذا الاندفاع ، فالفاشل في الانتخابات يتهم الفائز بالتزوير، والمزور يدافع باستماتة للابقاء على النتائج الاولية ولا يقبل بالعد والفرز مجددا، وثالث لا يقبل بالعد والفرز لكل الصناديق حسب قرار مجلس النواب المنحل . واخر يشكك بالمفوضية الجديدة ، الكل يريد ان يربح الانتخاب والكل يريد عضوية المجلس، والسؤال الموجه اليهم جميعا ، لماذا كل هذا الاقتتال على هذه العضوية ، ؟ هل لانكم تؤمنون بالوطن ، ؟ الجواب يعرفه كل العراقيين ان الوطن بالنسبة للكل لا يشكل اي قيمة بالنسبة لمن كان عضوا سابقا ولمن هو جديد على العضوية. فالدورات الثلاثة السابقة والكابينات الوزارية الملحقة بها لم تكن وحسب التجربة الا ادوات تدمير لهذا الوطن ، ووسائل تخلفه ، وبدون تفصيل في كل المجالات لحق بنا هذا التدمير ، فعلى اي مستقبل تتحدثون واغلبكم من الوجوه المدورة، والعاملة في مجال هذا التدمير ، والغريب كل الغرابة ان الصفاقة وصلت ببعض الكتل ان يتصدرها من هو متهم بالارهاب او من متهم بسرقة المال العام او من هو محكوم عليه ياحكام سابقة و بفعل الفساد عاد من جديد ليجد لنفسه دورا للامعان في اعادة انتاج هذا الفساد،
ان العدد الضئيل الفاعل على الساحة لا يشكل اي اهتمام لدى المواطن ، وهذه الفئة هي فئة ضالة ، تعاهدت فيما بينها للحيلولة دون اعادة هذا البلد لعافيته ، وانها كما يبدو ستعيد العملية الى اول عهدها ما بعد السقوط ، وبالمقابل يقف شبان على ارض البلد الحارة متربصين ساعة الانقضاض عليهم والنصيحة لكل العاملين من القدماء والجدد ان تخشوا غضبة الشباب وان تنتبهوا الى ضرورة تشكيل حكومة هدفها الاولي تشغيل اؤلئك الشباب تجنبا من حدوث الكارثة…