19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الانتخابات والنهايات السائبة

الانتخابات والنهايات السائبة

انتهى الكرنفال الانتخابي، وعاد لون بعض الاصابع الطبيعي؛ بعدمت اصطبغ بنفسجي لعدة ايام، لكن لم ينتهى الحديث عن مخرجات هذا الكرنفال سواء عن النتائج النهائية، او عن شكل الحكومة القادمة وكيف ستبدو في ظل المعطيات الصندوقية!

اما اداء المفوضية وطريقة اعلانها النتائج، والتي جاءت هذه المرة على شكل قطرات تقطر بها على جمهور المترقبين والمتابعين، بطريقة غابت عنها المهنية بشكل واضح، مما اثار الكثير من الشك والريبة، بصحة تلك الارقام والنتائج خصوصا، وانها بدت غير قطعية وقابلة للتغيير بأي لحظة، بحجة تصويت الخارج لم تكتمل اجراءات العد والفرز بعد، مما يجعل الارقام التي حصل عليها كل حزب وكيان قابل للزيادة والنقصان!

اكثر ما يكره المشاهد عن متابعته فلم ما، تلك النهايات السائبة المبهمة التي تحتمل اكثر من معنى، هكذا انهت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات مهتمها، بطريقة درامية غامضة!
ان تاخير اعلان النتائج واثارة اللغط حول التلاعب بالارقام والنتائج، هذا بدوره سيؤدي الى عزوف البقية الباقية المتفائلة من الشعب، في الانتخابات القادمة لما له من انعكاسات خطيرة على الرأي العام، وشيوع حالة من عدم الثقة بأداء المفوضية في المسقبل.

لكن رغم ما يدور فمن المؤكد ان نتائج هذه الانتخابات، ستكون غير متوقعة، وبمثابة الخطوة الاولى في مضمار المئة ميل للتغير، لان الكثير من الوجوه السياسية التي اعتادت على ان تتربع على كرسي البرلماني، وتستظل تحت تلك القبة، جاءت نتائج اصواتهم بما لا تشتهي سفنهم!

لذلك ستشهد الدورة البرلمانية الجديدة غياب تلك الوجوه التي تخضرمت في ظل العملية السياسية العراقية منذ اكثر من عقد.
المراقب يرى ان اهم سمتان امتازت بها هذه الانتخابات الاولى؛ انها شهدت عزوف رهيب من اغلب طبقات المجتمع عن الادلاء بأصواتهم، والسبب معروف بالتأكيد، لاحباطهم مرة وعدم ايمانهم بالتغيير مرة اخرى، لكن بأعتقادي الشخصي، ان هذا العزوف ساهم بشكل او بأخر في حالة الشد والجذب في اعلان النتائج، لانه افقد حالة الضغط الجماهيري على اداء المفوضية.

اما الثانية؛ فهي صعود وفوز بعض الشخصيات الاعلامية البارزة بثقة الجمهور ، ففي الامس القريب كانوا العين المراقبة ويمثلون السلطة الرابعة بنقد ومحاسبة الحكومة، ياترى كيف سيكون اداءهم عندما ينتقلون الى رحاب السلطة التشريعية؟ هل سنرى طفرات نوعية في اداء البرلمان القادم بعد ان تجددت دماءه، وللحديث بقية للوقوف على التحالفات القادمة التي ستشكل الحكومة الجديدة(حكومة مفاجات).