ما ان بدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعلان بدأ تسجيل الاحزاب والتحالفات للمشاركة في انتخابات مجلس النواب المزمع اجراءها في تشرين الثاني المقبل ،حتى بدأ المرشحون التسابق لشراء اصوات المواطنين بطريقة ممجوجه واطلاق الوعود الكثيرة والكبيرة ..وهذا الاسلوب الذي الفه المواطنون قبل كل انتخابات لم يعد مغرياً للمواطن المثقل بالهموم والمشكلات ، لذافقد عزف عن تحديث بياناته ما اضطر مفوضية الانتخابات لتمديد فترة تحديث البيانات شهر اخر عسى ان ترتفع النسبة المتدنية .. ويبدو ان الاحزاب بمختلف مشاربها عدا ، الوطنية ، ستحاول استخدام المال السياسي والسلطة من اجل محاولة اجبار اكبر عدد ممكن من المواطنين للمشاركة في الانتخابات ..ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان عدد غير قليل من المواطنين سيحاولون بدورهم استغلال فرصة التسابق الانتخابي للحصول على بعض الخدمات مثل تبليط شوارع ومد شبكات مجاري في مناطق غير مخدومة وقد يطمع البعض اكثر فيمني نفسه بتعيين اولاده ، غير انه في قرارة نفسه وصل الى قناعة بان النواب لايمثلونه ما يدعوه الى عدم المشاركة في العملية الانتخابية التي يعرف مسبقا انها محسومة النتائج لصالح احزاب السلطة .. نتائج تحصل عليها الاحزاب الاسلاموية الفاسدة بمختلف الاساليب شاء الناخب ام ابى .. ومن السذاجه تصور امكانية حصول التيارات الوطنية المشاركة بالانتخابات على مقاعد تمكنها من تحقيق بعض ما تطمح اليه وهوما يجعل البعض يتمنى على الاحزاب الوطنية عدم المشاركة لان مشاركتها تزكية لعملية سياسية فاشلة بل ميتة سريرياً.. وبصراحة متناهية فان تجربتنا مع مجلس النواب مريرة وتؤكد ان وعود وتصريحات النواب قبل الانتخابات تتبخر بعدها وان الغاية القصوى للنواب هو رواتبهم ومخصصاتهم والامتيازات الاخرى التي ليس لها مثيل ومنها على سبيل المثال لا الحصر حصوله على راتب تقاعدي بحدود اربعة ملايين دينار بعد اربع سنوات يقضيها من دون ان يقدم اي خدمة لناخبيه بل ان عدد غير قليل لايكلف نفسه حتى الحضور الى جلسات مجلس النواب عدا جلسة تأدية القسم ..ان الاكثر وجعاً والماً ان بعض النواب الذين فازوا باسم دماء الشهداء وارواحهم تنكروا لابسط قيم الوفاء للمضحين من ابطال انتفاضة تشرين وسواها من التظاهرات ، لذا فمن العبث ايهام النفس بان الانتخابات المقبلة ممكن ان تشكل فارقاً في امكانية انقاذ وطننا مما هو فيه .. لانها بصراحة انتخابات بعيدة عن النزاهية والشفافية وتفتقد ابسط مباديء الديمقراطية .. ان كل الوعود والتصريحات الوردية للمرشحين لن تخدع المواطن بعد اليوم .وقد وصل المواطن في الغالب الى قناعة تامة بانه من دون عملية تغيير شامل وجذري لن تتحقق ابسط التطلعات بعراق معافى بعيد عن المحاصصة التي سببت كل هذا الخراب وهو ما على الاحزاب والشخصيات الوطنية العمل عليه ..