18 ديسمبر، 2024 10:07 ص

الانتخابات .. هل سنفعلها!

الانتخابات .. هل سنفعلها!

تعد الانتخابات أبرز ألية لاختيار شخص ليصبح ممثلا تشريعيآ تحت قبة البرلمان، لكن من المهم التمييز بين شكل الانتخابات ومضمونها، ففي بعض الحالات يحصل الشكل الانتخابي لكن يغيب المضمون الانتخابي, كمثل حالة عدم توفر الخيار الحر وغير المزيف للاختيار بين بديلين على الأقل.. معظم دول العالم تقيم الانتخابات على الأقل بشكل رسمي ولكن في العديد من الانتخابات تكون غير تنافسية (مثلا يحظر على جميع الأحزاب المشاركة باستثناء حزب واحد).
في الانتخابات العراقية تتنافس عدة أحزاب وتيارات سياسية، لتفوز بالتمثيل تحت قبة البرلمان، ومن يحصل على الأغلبية البرلمانية يكون هو المرجح لتشكيل الحكومة، هذا ما تسعى إليه معظم الكتل السياسية، خصوصا في هذه المرحلة التي شهدت تغيير قانون الانتخابات، والاتجاه لانتخابات مبكرة، وربما فيها لمسة خير للتغير، بإتجاه قاعدة المجرب الفاسد والفاشل لا يجرب..وهذا مطلب جماهيري صرحت به المرجعية العليا, قبل عدة سنوات من خلال منبر الجمعة.
تتكرر صور قاتمة تتغير فيها الأراء والسياسات، بحجة التعجيل لتغير الرؤى المتبعة من الحكومات السابقة، والتعجيل لتشكيل حكومة وفاق وطني تنبثق من صميم الانتخابات المقبلة، إلا أن بعض الجهات السياسية، تتحجج تارة بعدم توفر الأمن، وأخرى بعدم توفر الوعي، وغيرهم اتخذ التسقيط السياسي وسيلة للوصول إلى منصة الحكم؛ طريقاً لغش المواطن العراقي, وإحباط معنوياته من خلال التشكيك بنزاهة الانتخابات.
في خضم كل هذه الأعذار الواهية، جاء انعقاد المؤتمر الرابع لمنظمات المجتمع المدني، والذي تحدث فيه المشاركون عنها.. كما ظهر خلاله حديث لافت للإنتباه للسيد عمار الحكيم، تناول أسسا وتوصيات حول, كيفية التوعية الشعبية للمشاركة الواسعة في الانتخابات المبكرة، وعدم الانصياع لأبواق الفساد, التي تشكك بنزاهة المفوضية تارة، وأخرى بعملية الاقتراع من اجل كسر همة المواطن.
من المهم حث الجمهور العراقي على المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الإنتخابات، فهي حق أساسي لكل مواطن كما إنها واجبٌ وطني يتحققُ بالمشاركة في بناء البلد و إستقراره.. وإنَّ مقاطعة الإنتخابات أو عدمُ الإهتمام بها، ليس تنازلا عن حق أساسي للمواطن فحسب, بل هو تراجعٌ عن واجب وطني وجداني يسهم في تجنيب البلاد المخاطر والويلات، ان الإنزعاج والتذمر لا يكفيان لإصلاح الأمور وتغييرها، والمتفرج غير الفاعل سوف يساق ويقاد من قبل آخرين، فالحل يكمن في المشاركة الواسعة، على أن تكون واعية وفاعلة وصحيحة، و بذلك يحصل التغيير والإصلاح.
من هنا يتحتم على كل فرد عراقي من الذين عانوا الويلات من جراء الفساد، والبلد مفتقر للخدمات، أن يعوا كيفية الاختيار فيحددوا بوصلة وطنية لا غيرها، ولا ينخدعوا بالشعارات الكاذبة، فمن يريد التغيير والإصلاح عليه أن يجيد الاختيار، وواهم من يظن ان الحياة ستسير بالاتجاه الصحيح ما لم تستقم أمور النظام السياسي، فهو محرك الحياة ولولبها والمقرر لكل شؤونها.
لا نريد انتخابات فيها صراع بين القوي والضعيف، كما كان في نظام دكتاتوري يتجدد في عصر الحرية ويعيد لنا زمن قائد الضرورة الأوحد.
اليوم الانتخابات تحتاج التوحد والعمل بروح المواطن الحريص على وحدة بلده، لا المهاترات والتسقيط، بل اختيار الطرق الصحيحة الصادقة في طرح البرنامج السياسي لكل كتلة أو حزب أو تيار، فيصبح المواطن هو صاحب ألاختيار.. برامج حقيقية ومن واقعنا لا مزخرفه من الخارج مغشوشة من الداخل..
لا نريد من مرشحينا التواصل والنزول إلى واقع المواطن في وقت دون الأخر، ووعود تتجدد وشعارات مزيفة, وترفع طبول الرقص على أكتاف المواطن، فقد مللنا من ذلك الطريق لأنه أصبح واضحا للجميع ، وتحولت الحرية التي كانت لا تبصر وأعماها المال، عادت اليوم تعي وتبصر وتضع النقاط على الحروف، ليتمكن من الناخب السماع و والتمحيص والتدقيق..
كونوا أصحاب قضية هي العراق لا الحزب أو التيار, نريد حرية الصوت الصادق لا صوت من يشرى ويباع ، يعرض في منصة الدلالين ولمن يدفع أكثر..