يعتبر العراق اليوم احد اكثر بلدان العالم تخلفا ، فهذا البلد غارق حتى أذنيه بالصراعات العشائرية والمذهبية والقومية وكل هذه الصراعات تعود لعصور ماقبل المدنية واختراع الدولة الحديثة التي يديرها القانون . فأكثر الناس افتخارا وزهواً بأنفسهم في عراق اليوم هم الهمج من شيوخ العشائر ومراجع الدين الاسلامي لكثرة ما يلاقوه من احترام بين اتباعهم وهم عادة من العامة المسحوقة المتخلفة التي لاعلاقة لها بما حدث بالقرن العشرين ومابعده الا مايملكون بعضهم من سيارات حديثة مستوردة او بيوت أسمنتية فارهة شيدوها من أموال البترودولار وهذا هو كل مايربط العراقيين ماديا بالحضارة الحديثة . توجد الكثير من المدارس والجامعات بالعراق تبدو مبنية على الطراز الحديث من الخارج ولكنها من الداخل اشبه ماتكون بالدواوين العشائرية والكتاتيب الدينية ، لان نوعية الناس الذين تخرجهم لايملكون انتاج فكري معرفي او تكنولوجي ، فماذا اكتشفت او اخترعت المختبرات بالجامعات العراقية طيلة المائة العام الماضية وهي الاقدم مقارنة بمثيلاتها في الكورية الجنوبية مثلا الجواب لاشيء . اما مايسمى بالتصنيع العسكري السابق خلال الثلث الأخير من القرن العشرين فكان عملية نقل اعمى للتكنولوجيا واستيراد خطوط إنتاجية بالكامل بأموال النفط وكان يشغلها عراقيين تدربوا عليها خارج العراق والكثير من مديريها اكملوا دراسته خارج العراق . اذن قضي الأمر الذي فيه تستفتيان . العراق بلد بترولي ريعي لاينتج الف باء المعرفة الحديثة ويعيش على استيراد كل المواد الاستهلاكية والتكنولوجية من الخارج بأموال البترول ، لانه عاجز عن إنتاجها، ماذا تسمي هذا البلد ! لك الحق ان تسميه بلد الحضارات الغابرة لعصور أقصى سرعة عرفها الانسان هي سرعة الحصان ، بينما اليوم وصل لسرعة تفوق سرعة الصوت بعددة أضعاف ، اليوم التخلف يسحق المجتمع العراقي ماديا ومعنويا ، تقوده آلنخب المتخلفة العشائرية والمرجعية المذهبية بنفس الطريقة التي تقود فيها قطعان الأغنام في المرعى. . والنظام الديمقراطي لكي يعمل يحتاج الى مجتمع متحضر متحرر يمتلك دولة يحكمها القانون المدني فقط وليس قانون شعيط العشائري ام معيط المرجعي المذهبي وفيه مدارس وجامعات تنتج معرفة وتكنولوجيا ، وقادرة على قيادة اقتصاد حر . امريكا عندما جرت كلابها خلفها وجاءت للصيد في العراق عام ٢٠٠٣ على أنغام الديمقراطية ! الم تكن تعرف هذا ؟ امريكا تعرف جيدا ان هذا الشعب المتخلف مر بثلاث حروب هائلة وبحصار قاس وطويل طيلةاكثر من ثلاث عقود متواصلة في ظل نظام ديكتاتوري قمعي شمولي فصار شكله اقرب لبرميل بارود منه الى شعب يسمى الشعب العراقي ! ربما اعتقدت ان اكثر من ثلاث عقود من بحار الدم في العراق لاتكفي فجاءت مع كلابها لتمددها عقودا إضافية ، بواسطة خلطة ديمقراطية متفجرة، عن طريق تسليم العراق لنخبة همجية معترف بها دوليا لانها ستفوز بانتخابات تسمى ديمقراطية ، وهذه النخبة المحلية الهمجية سوف ستتكفل بعمليات الإبادة لهذا الشعب ، بناية عنها حتى تحافظ امريكا على سمعتها الدولية . فكانت البداية بالمجيء بأحد النخب العشائرية السنية السعودية وفي الطائرة ألبسوه العار ( العكال ) واجلسوه في القصر الجمهوري ليكون رئيسا على العراق ، وبعدها بدأت الاتصالات بعملائهم القدماء من النخب الشيعية المرجعية والنخب القومية الكردية ذات العشائرية ، وهكذا شكل الامريكان ( دولة علي بابا الديمقراطية ) ، التي تذهب بها القطعان للانتخابات كل اربع سنوات ، وعلى حس الطبل خفن يارجلية ، لارضاء شيوخ عشائرها ومراجع مذاهبها . وقبل ست اشهر من كل انتخابات تنظف الكواتم والعبوات اللاصقة المرشحين الغير المرغوب فيهم وبعد الانتخابات بستة اشهر تنظف المتظاهرين الغير المرغوب فيهم ، وفي عام ٢٠١٤ يقال ان جماعة علي بابا ادخلوا داعش للموصل للضغط على جماعة علي بابا اخرى من اجل اعادة مرشحها لرئاسة الوزراء بعد فوزها بالانتخابات . لايوجد انسان شريف ضد الديمقراطية بالعراق او في اي دولة بالعالم اذا توفرت شروطها الموضوعية وأهمها ان يكون الشعب قد وصل الى مرحلة معقولة من التحضر ، وتخلص من الفقر والجهل والمرض ، اما عكس هذا فان فرض الديمقراطية على المجتمعات المتخلفة فهي وصفة لكيفية ابادة الجنس البشري .