6 أبريل، 2024 10:09 م
Search
Close this search box.

الانتخابات بين العقل والقلب

Facebook
Twitter
LinkedIn

الانتخابات وسيلة حضارية للتعبير عن الرأي وحق مكتمل الاركان يستعمله الفرد يستمد طاقته من الشرعية التي تخرج من صلب مؤسسة وطنية صرفة تحظى بالدعم الشعبي والحكومي والدولي …..

اذن من هذا المنطلق فالانتخابات تحظى بكيان مستقل يوازي المفهوم الفكري والفلسفي للديمقراطية بمعانيها الحرة لكن مالذي يميزها عن دولة واخرى وعن مكون اممي عن اخر او لكي يكون العنوان ادق ما هو وجه الاختلاف بين الامم والشعوب بأنظمتها وحكوماتها …..

ففي الغرب تطبق العملية الانتخابية بتفاصيلها فنسبة الخطأ ليست واردة فيها وان حدثت فالخلل يكون فنيا بصيغته الخارجة عن التدخل البشري وبهذا يتحقق مفهوم الديمقراطية في خانة الحرية المطلقة وبهذا تظهر قيمة الرأي والرأي الاخر بشكل خالص نقي خالي من الشوائب السؤال هنا لما تمتاز هذه العملية بفاعلية نشطة مرنة منزوعة الاخطاء …..

فالشعوب الغربية ناضجة ومتفتحة وواعية الى درجة كبيرة بعيدة عن المقاييس والمعايير التي تولد بغية رسم خارطة طريق للعملية الانتخابية فهي تلقائية شفافة نزيهة لا غايات واهداف لها سوى تشكيل صورة جديدة للواقع دون الرجوع الى سلطة الاحزاب والتيارات والحركات السياسية فالشعوب الغربية تدير دفة الانتخابات وهي من تحدد المستقبل اي هنالك تطبيق مطلق وكلي لهذا يرصد التأريخ الانساني اعظم الديمقراطيات في الغرب ويسطر حروف من المبادىء والقيم والمثل تخفي ويلات وكوارث الغرب في العصور المنصرمة فهي تزيل الغبار عن اخطائها وتعيد قراءة مشاهدها وفصولها وتحول الخطأ الى صواب وهذا ما يجعل الغرب منفردا متصدرا في كل شيء بداية بالانسان وصولا الى الانسان فديمقراطيتها راسخة مبنية على اسس عملية ومن ثم نظرية بينما في الشرق فالانتخابات مجرد نشاط قانوني تمارسها الانظمة والحكومات لتشكل واجهة مزيفة من الاحلام والطموحات وشعوبها تمارس ذات النشاط بفعل العواطف والمشاعر والخطب الثورية والشعارات النارية ان حضور الانتخابات في امم الشرق يشير الى موقعه وهذا امر ملموس وتطبق وقائعها ومجرياتها لكن بشكل جزئي فديمقراطيتها ناشئة وشعوبها بحاجة الى نضج ووعي وتثقيف حقيقي لماهية الانتخابات كحق من اجل نيل الحرية والخبز وكواجب من اجل حماية دعائم مؤسسات الدولة …..

فمركز العملية الانتخابية هو عقل الفرد لذا فأن حصل هذا المنجم العملاق اللامرئي على كفايته وحاجته من المعرفة والثقافة فبلاشك سيرتفع سقف الرؤى والتطلعات لذا فدخول الشعوب الشرقية لحلبة الانتخابات مغامرة محفوفة بالمخاطر لأنها لا تبني بل تهدم ولا تغير المشهد بل تزيده تعقيدا لأن القلب هو من يدلي بصوته والمشاعر والاحاسيس هي من تدون حضورها على عكس الفرد الغربي الذي يستعمل مشاعره واحاسيسه وقلبه لمعاني انسانية نبيلة تبدأ بالتعاون وتنتهي بالتضامن ويدع الفرصة للعقل كي يرسم كلمته في الانتخابات …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب