الانتخابات المقبلة … اختبار للصدق لا للكلمات

الانتخابات المقبلة … اختبار للصدق لا للكلمات

مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة تعود المشاهد المألوفة إلى الواجهة فالوجوه ذاتها والشعارات ذاتها واليافطات التي تكاد تتطابق إلى حد يصعب معه التفريق بينها ، غير أن ما تغيّر هذه المرة هو المزاج الشعبي فالمواطن لم يعد كما كان ولم تعد الثقة تمنح كما في السابق ولم يعد الصوت الانتخابي يُمنح بلا حساب.

لذلك نقول لكل من ينوي الترشح فإن المرحلة المقبلة تتطلب خطابًا صادقًا وأداءً مسؤولًا ، لا مزيد من الوعود الفضفاضة ولا مكان للشعارات المستهلكة التي فقدت معناها بفعل التكرار دون تنفيذ.

إذا كنتم جادين في خدمة الناس فابدأوا بصدق النية ووضوح الرؤية وقدموا برامج انتخابية واقعية قابلة للتطبيق وتجنبوا الوعود التي تعلمون مسبقًا أنها خارج حدود إمكانياتكم أو صلاحياتكم …

 لقد ولّى زمن الاكتفاء بالكلمات… فالمواطن اليوم يحاكم الأفعال لا الأقوال ويراقب عن كثب ويحاسب عند الضرورة.

إن العمل السياسي ليس امتيازًا أو مكسبًا شخصيًا بل مسؤولية تاريخية وأمانة أمام الله وأمام الناس وأمام الأجيال القادمة ومن لا يشعر بثقل هذه الأمانة فالأولى به أن يبتعد لأن مصائر الشعوب لم تعد تحتمل المزيد من العبث أو التهاون.

لقد أصبح المواطن العراقي اليوم أكثر وعيًا وأكثر قدرة على التمييز بين من يعمل بإخلاص ومن يسعى لتحقيق مكاسب ضيقة ، وإذا كان البعض يرى في هذه الحقيقة مدعاة للقلق فنحن نراها فرصة لتصحيح المسار وتجديد الثقة بين الناخب والمنتخب.

لذلك نقول كونوا على قدر المرحلة فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من الخيبات. وحفظ الله العراق وأهله من الفساد والمفسدين وجعل هذه الانتخابات نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل …

أحدث المقالات

أحدث المقالات