18 ديسمبر، 2024 7:08 م

الانتخابات .. المحطة الاخيرة

الانتخابات .. المحطة الاخيرة

تنطوي أية انتخابات مفصلية على أهمية كبيرة جداً من جوانب متعددة فهي فضلاً عن أهمية المهمة وما ينتظرها من عمل شاق بالنسبة للفائزين هي أيضاً آمال مشرعة للشعب في تغيير الواقع نحو الأفضل، ولعل أهمية انتخابات يوم غد تكمن في انتشال مدننا ومحافظاتنا من واقعها المزري والنهوض بها وإعادة الحياة إليها وخاصة أن أغلب مدننا تئن تحت وطأة الفقر في الخدمات وتراجعها الى مستويات مخيفة جداً ، ومن الجانب الآخر ينتظر من الفائزين وخططهم وبرامجهم المستقبلية أن تكون عوناً للمواطن الذي يعاني الإذلال البيروقراطي والفساد المقيت في مؤسسات الدولة الخدمية، فالحصول على برنامج الرعاية الاجتماعية إذلال وجواز السفر يريك النجوم في عز الظهر ومراجعة المستشفى الحكومي انتحار والوصول الى دوائر الطابو والضريبة والبلدية عذاب أسود، المدارس تعاني الأمرين والمراكز الصحية بائسة ومراكز الشرطة ابتزاز معلن ، والكهرباء تفرض علينا أجوراً باهضة لتشارك صاحب المولدة الأهلية حلب جيوب المواطنين ، قطاع النقل في أسوأ حالاته ، وقطاع الطيران يعاني من الموت سريرياً بعد أن كنا في طليعة بلدان المنطقة .
كل هذه الملفات وغيرها الكثير مهام منتظرة لمجلس المحافظة وليس الفوز بالجاه والحمايات والسيارات والمرتبات الانفجارية والسفر في أصقاع الأرض مع حج محجوز سنوياً له ولعائلته، فمن يدرك كل هذه الأمور ويكون أهلاً لاستيعابها أولاً والإجهاز عليها ثانياً سيكون عن مستوى وأمل الشعب وإلا فإن لعنة التاريخ والناس سوف تطارده وتطرده كما فعلت بغيره، أجزم أنها الفرصة الأخيرة لجميع الأحزاب وممثليها في النجاح وعمل شيء يذكر او أنها النهاية الدراماتيكية التي ستجهز على وجودهم الى الأبد وتلغي مكانتهم السياسية في صمت عشوائي انتخابي الى الأبد.
الحقيقة ومع أننا ما زلنا لم نبدأ فعلياً في أجواء الانتخابات إلا أن ما لمسناه من السادة المرشحين هو مجرد جعجعة ومظاهر لا جدوى منها سوى الظهور الإعلامي للمرشح والإعلان عن نفسه وليس برنامجه وخططه المستقبلية وهنا مركز المشكلة ولبها بمفهوم غياب الثقافة الانتخابية، ولا نعني هنا أن الحديث هو بالمجمل فبالتأكيد هناك مرشحون ومرشحات أهل للمهمة وإنقاذ بلدنا ومدننا من الفوضى سيكون شغلهم الشاغل والله ولي التوفيق .
همسة …
أكثر الخاسرين بعد يوم الانتخابات هم المطبلون وحراس مرمى المرشحين فهؤلاء يعيشون ذروة مجدهم قبل الانتخابات والاستفادة من نفاقهم الذي سيتلاشى أبداً بعد يوم واحد من الانتخابات وتفتضح أساليبهم الرخيصة .