18 ديسمبر، 2024 8:05 م

الانتخابات القادمة .. تحالف أم تخالف ؟!!

الانتخابات القادمة .. تحالف أم تخالف ؟!!

لا يمكن التكهن بلعبة السياسة في العراق ، خصوصاً وإننا متيقنين أن الساسة يتمتعون برؤية ثاقبة في بناء بلدهم ، وهم مستعدون بالتضحية بالمال والنفس من أجل الوطن لا من أجل المال ، وهذا ما لمسناه خلال خمسة عشر عاماً منذ سقوط النظام ، فحقوقهم مصانة وامتيازاتهم في مقدمة الحقوق ، وأما ما ينفع الناس فيكون مكانه الطبيعي في رف الاهمال واللامبالاة ، فلا قانون يخدم المواطن ، ولا تشريع يحكم ويحفظ حقوقه ، ولكن مع كل هذا نرى ان هذه الشلة من السياسيين يقفون بجدية وينهضون بنشاط إذا تنادى للانتخابات ، ويشمرون عن سواعدهم ، ويفتحون أذانهم ، وما ان تدق أبواق الانتخابات حتى نراهم يهرولون الى الجمهور طمعاً في صوت هنا او هناك ، لكسب ثقة الجمهور، ومحاولة في تلميع صفحتهم ، والذي هو الأخر يتحمل مسؤولية خراب بلده ، وضياع حقوقه ، في الاختيار السيء ، وتغليب الرموز الفاشلة على مصلحة الدين والوطن .
المشهد الانتخابي عموماً شهد حالة من اللغط ، فتعددت التصريحات حول التحالفات القادمة ، فيما عده المراقبين بداية للحملة الانتخابية ، هذا ان صحت فرضية إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري المقرر ، فيما يعده آخرون أنها مرحلة اعداد لمشهد انتخابي جديد وتشذيب له عبر أبعاد الوجوه التي تسببت الكثير من الازمات والمشاكل للبلاد ، عبر تحقيق جو انتخابي يكون مقدمة لـ 12 سنة قادمة من عمر البلاد ، وهذا ما يؤشر أن الانتخابات القادمة ستكون حجر اساس وجوهرية ، وصعبة بناءً على مؤشرات مهمة أهمها :
1) دخول الحشد الشعبي كلاعب بارز ، تحكم في الارض ، وحقق النصر على الارهاب الداعشي ، وهذا استحقاق له ، في ضرورة ايجاد ارضية على المستوى الشعبي ، إذ ان المؤشرات تشير الى وجود تحركات سياسية ربما تنتج عن تحالف حشدي مع بعض القوى السياسية في داخل التحالف الوطني ، وهذا ما لم يؤكد لحد الآن .
2) الشيء اللافت ان قوى التحالف الوطني ، هي الأخرى سوف لن تكون موحدة تحت ظل اي مسمى ، وسيسعى اطرافه الى توسيع رقعة تحركاته الى الاطراف الاخرى ، وهنا قرآتين ، الاولى اما التفاف على القوى الوطنية الآخرى ، في محاولة لتشكيل جبهة وطنية موحدة ، تكون هي المنطلق لتحقيق الاغلبية وتشكيل الحكومة القادمة ، او ان الجميع يحاول كسر جناح الآخر ، والوصول الى رئاسة الوزراء بأي ثمن ، وهذا الأمر ربما يكون الاقرب الى الواقع .
3) القوى السنية يبدو انها أكثر وضوحاً ، في طريقة حركتها وتحالفاتها المستقبلية ، خصوصاً مع وضوح الشخصيات التي ستتصدر المشهد السني ( النجيفي ، الكربولي ، سليم الجبوري ) .
4) القوى الكردية تعيش حالة التشظي بين قواها ، خصوصاً مع الصراعات الخطيرة التي اعقبت الاستفتاء في اقليم كردستان ، والذي عده المراقبون والمحللون ، نهاية البارزاني السياسية وموته ، ناهيك عن طلب القوى السياسية الكردية تأجيل اعلان التحالفات لإتاحة الفرصة امام القوى الكردية لملمة صفوفها ، وإعلان موقفها تحالفاتها المستقبلية .
المشهد الانتخابي القادم يسوده شي من الزخم ، وحالة من الصراع ، خصوصاً مع وجود مؤشرات عن وجود نية تشكيل جبهة وطنية علمانية يقودها السيد العبادي ، وبدعم مباشر من القوى الغربية ، وما جولة الاخير العربية الا دليل على وجود هذا الدعم ، وإعداد وجود مشروع تقوده بعض الأطراف السياسية لتشكيل حكومة علمانية مدعومة من الغرب ، والذي يهدف إلى إفشال الأحزاب السياسية الاسلامية في الانتخابات القادمة ، وتشكيل جبهة نحو الحكم العلماني .