22 ديسمبر، 2024 11:18 م

الانتخابات العراقية بين الواقع والطموح

الانتخابات العراقية بين الواقع والطموح

قد يظن البعض ان الكتابة هواية غرضها الترفيه والتنفيس عن مايشعر به الكاتب لمعالجة او مناقشة فكرة او قضية ما…لكن الحقيقة اعمق من ذلك بكثير فعمل الكاتب اشبه مايكون بعمل الجراح او الباحث العلمي فهو يبحث عن مكامن الخلل والمرض التي يعاني منها الفرد والمجتمع يبحث عن اسبابها وطرق معالجتها..

السباق اﻻنتخابي اليوم في العراق على اشده وكل قائمة تستعرض انجازاتها وعمقها الجماهيري بين افراد المجتمع متباهيه بمرشحيها ومؤهﻻتهم السياسية واﻻكاديمية او العشائرية وتضع لكل مرشح عبارة معينة للتميز بها مثل (الدبلوماسي، المستشار الحقوقي، محاربة الفاسدين، اﻻستاذ الجامعي، شيخ العشيرة الفلاني، اﻻعلامي والسياسي الخ من اﻻلقاب) ..

وكل قائمة تصور نفسها امام الجمهور بأنها المنقذ الوحيد لهذا الشعب المغلوب على امره… وتناست هذه القوائم بكل مرشحيها وقادتها البرامج اﻻصلاحية الخاصة بها ﻻنقاذ هذا البلد… ولو ان البعض منها قد اشار من حلال اجندته الدعائية ان لديه حلول لكل الازمات التي يعاني منها البلد..لكن برامجهم المعلنة كانت سطحية وباهته وغير مبنية على اسس علمية او تشوبها الكثير من النواقص والعيوب…

والامر الغريب ان هذه القوائم بدلا من ان تركز جهودها الى البحث عن الطرق المجدية لنهضة العراق باتت تحارب بعضها بعضاً لمحاولة اسقاطها سياسياً وتجيير اختيارات الناخبين لصالحها… العراق اليوم سادتي الاكارم بحاجة الى كل السواعد ﻻنقاذه من محنه.لاالى التناحر .. العراقيون لم يعودوا بحاجة الى المزيد من التناحرات السياسية فيما بين شرائحه كفانا تفرقا وتشتت ولنركز جهودنا ﻻنقاذ العراق… العراق اليوم بامس الحاجة الى خبرات علمية حقيقية ﻻمزيفة في كل المجاﻻت لتساهم بشكل جدي في نهضة العراق… لم نعد بحاجة الى المزيد من الرموز السياسية او الدينية لقيادة البلد مع بالغ احترامنا لهم.. فقد ادوا دورهم ببسالة وقادوا العراق الى سلم اﻻمان ودحروا اعتى هجمة ارهابية ارادة الدمار للعراق.. ووقف الجيش وابناء الشرطة اﻻشاوس والحشد الشعبي بوجه تلك الهجمة الشرسة وقدمنا خيرة شبابنا من اجل ذلك..

لكننا اليوم بتنا بحاجة الى خبرات علمية متنوعة واقتصادية وزراعية كفوئة مستقلة غير خاضعه لهذا التيار او ذاك وغير خاضعة الى طائفة او منطقة او عرق تعمل بتجرد من اجل العراق… بلدنا مليء بالخيرات والخبرات تنتظر ساعة الصفر لتبدء الحياة… ارضه خصبة معطاء تركت دون حياء لتصبح ارضا جرداء تركها المزارعيين للبحث عن لقمة العيش في مهن اخرى …نريد اعادة الحياة اليها… صناعاته باتت مهملة وهزيلة تحتاج الى جهد كبير ﻻنعاشها من جديد واعادة شريان الحياة لها…شبابه يحملون قدرات هائلة باتت مهملة ومركونة في زوايا مظلمة وباتت اعادة الحياة لهم امر في غاية اﻻهمية والخطورة في ان واحد … ﻻبد من ايجاد العلاجات ﻻنتشالهم واعادة الحياة لهم.. ديون العراق باتت ثقيلة وﻻبد من موقف وﻻبد من خطط يتصدى لها ذوي الخبرة العلمية والكفائة المقرونة بتجارب الدول اﻻخرى للخروج من هذه اﻻزمات… ﻻبد للعلم والخبرة ان ياخذ دوره ومكانه في عراق اليوم.. وكفى هدرا بطاقات اصحاب العلم والمعرفة انهم كنوز العراق ولابد من ان يبداوا ببناء العراق والله من وراء القصدزز