تعد الانتخابات من وجه نظر المختصين بالشأن السياسي هي الوسيلة التي بموجبها يختار المواطنون نوابهم وممثليهم في مجلس النواب،وهم الذين يسندون إليهم مهام ممارسة الحكم نيابيا عنهم سواء على المستوى السياسي ( البرلمان) أو على مستوى المرافق المختلفة ( اجتماعية، ثقافية، اقتصادية).لذلك هي الوسيلة التي يعبر عنها المواطن في اختيار ممثليه في عموم مؤسسات الدولة ، بدءً من مجلس النواب ، وانتهاءً بالمجالس المحلية ، وهي تكون حرة مباشرة ،يكون هولاء الممثلين ، نواباً للموطن الذي اختارهم في الدفاع عن حقوقهم ، او المساهمة في سنّ قوانين تخدم مواطنيهم .
لم نكن نشعر ان هناك انتخابات حقيقة أبان حكم النظام السابق ، وما كان يجري ، ما هو الا فعالية حزبية يقوم بها الحزب الحاكم آنذاك ، وتنتهي بنتيجة (٩٩،٩%) فوز كاسح للقائد الضرورة ، وهكذا مرت اربع قرون ، والرئيس يفوز بنعم دون منافس .
بعد ٢٠٠٣ ، حصلت تغييرات مهمة ، وهي ايجابية بكل المقاييس من بناء عملية سياسية ، ومشروع وطني ، وممارسة ديمقراطية لأول مرة في تاريخ العراق الحديث ، وأسست لجنة الدستور وصياغته ، وشُكلت أول حكومة عراقية منتخبة بشكل مباشر من الشعب بعد انتهاء صلاحية الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني الذي تشكل أبان حكم بريمر .
الانتخابات وسيلة لتبلور إرادة الشعب بشكل شفّاف، وليس هدفا بحد ذاته لصالح الأحزاب،والأحزاب هي في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة الأحزاب، كما نراها في كثير من دولنا العربية الديكتاتورية، التي تتظاهر وتجاهر “بديمقراطيتها” تحت رعاية ملكها أو أميرها أو رئيسها.
نحن على أبواب انتخابات ستكون حجر الأساس للنظام السياسي القادم،وفي العاشر من تشرين القادم سيكون للشعب العراقي قولته في التغير،لذا ولتثبيت أركان الديمقراطية، على الحكومة الحالية أن تسعى إلى الإيفاء بوعودها التي قدمتها للشعب أثناء وهي إجراء انتخابات نزيهة وشفافة هذا ينطبق أيضا على كل المفوضية العليا للانتخابات والتي أعلنت جاهزيتها لإجراء الانتخابات وآخرها الانتهاء من طباعة ورقة الاقتراع .
أن من ضرورات الديمقراطية كذلك الشفافية في تسيير أمور الدولة والحوار الدائم بين الحاكم والمحكوم عن طريق وسائل الإعلام وجملة اتصالات متنوّعة مثل حضور النائب أو الوزير بشكل دوري في دائرته الانتخابية ليعي مشاكل الناس في واقعهم اليومي لتكون قراراته وإجراءاته تمس مصلحة الناس الفعلية.
يجب ان تسود لغة الإقناع في جميع أساليب خطاب المرشح ، ونبتعد من مفاهيم التسقيط ، والتشويش على الناخب ، وبدل أن نسعى إلى تسقيط الخصوم ، لماذا لا يكون هناك برامج إعلامية وتلفزيونية تنافسية بين المرشحين أنفسهم ، وعرض برامجهم الانتخابية ؟!
لماذا لا نؤسس لديمقراطية جديدة في العراق ، يتعلم منها الآخرون ، ثقافة “كلنا المواطن” ونجعل المواطن هو شعارنا الأول ، وننطلق في تنافس شريف في حملتنا القادمة ، لكي نحظى بخدمة هذا الشعب الجريح .
هذه الأدبيات الديمقراطية الجديدة ، تجعلنا فخر قدوة للدول الإقليمية ، والعربية ، وبدل أن نستورد تجارب آخرين ، نسعى أن نصدر تجربتنا الديمقراطية إلى الآخرين ، ونتعلم من الأخطاء السابقة في تثبت عرى الديمقراطية الجديدة في البلاد .