ليست المشكلة بالدين والإسلام الذي جاء رحمة للعالمين,لينقذهم من الهمجية والممارسات العدوانية والسلوكيات التي انتهجوها كانت دليلاً لحياتهم اليومية ,ليحررهم من القبلية والبداوة التي كانت هي المحرك الرئيسي في محور حياتهم الاجتماعية,المشكلة بمن فسروا الدين تفسيراً خاطئاً ومشوهاً وفق أمزجة وأهواء ذاتية مليئة بالقصور والعقد,هدف كل الأديان السماوية هي بناء الإنسان بما يؤهله ليعمر الأرض ويصلحها من الخراب والفساد ويعيش مع الآخرين بسلام وطمأنينة بعيداً عن شريعة الغابة ,دينُ يحترم الإنسان أيا كان لونه وانتماؤه ومعتقده ,الدين أخطر بكثير من القنبلة الذرية وأشد وقعاً أذا وقع بيد من يحللون القتل وسبي النساء وبيعهن بسوق النخاسة وسلب الأعراض وانتهاك المحرمات لا لشيء لمجرد ألاختلاف في جهات النظر ,أو لأن فلان وعلان هو من غير ملتهم وطائفتهم ,أو لأنهم لا يرتضون بخلافتهم التي يقولون انها امتداد لموروث خلافة المسلمين الأوائل,ولعل قول الملائكة حينما اخبرهم الباري انه جاعل في الأرض خليفة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون )هنالك سر في هذا المخلوق المكرم عند الله الذي سجدت له الملائكة عرفاناً بأنه سيملئ الأرض عدلاً وقسطاً ,وليس تنكيلاً بالناس وإصدار الفتاوى التي تبيح بأن يفجر انساناً نفسه ليحول حياة ألآمنين لمآسي بمجالس عزاء من أمهات ثكلى وأرامل وأيتام ,بأن هناك جنة تنتظره وحور عين عددهن (140) حاضرات للزواج والتمتع معك وشرب الخمر المنعش فضلاً للقاء بالرسول الاعظم (ص) المهم انك ستحظى بجائزة النكاح في جناة الخلد ,او ليس هنالك منطق وعمل سوى النكاح في الجنة ,هل ثمرة الجهاد أن يفجر المرء نفسه وسط الأبرياء حتى يسارع ليشبع هذه الشهوة الحيوانية ؟الجنة التي عرضها السموات والأرض فيها راحة من الشقاء والتعب من هذه الدنيا الدنيئة ,والجنةُ مصطلح للدلالة على مكان فيه رخاء ونعيم وحياة رغيدة كاملة الملذات,والكلمة مشتقة من جَنَّ أي سَتَرَ وأظْلَمَ وخَفَى,سميت بذلك لسترها الأرض بظلالها,وقد وردت بهذا المعنى في سورة الكهف في الآية {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} حتى انها سميت بدار السلام( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون) ليس بدار
شقاء وعناء ,دار مودة ومحبة لأن السلام لا ينبع منه سوى التعايش السلمي,ليست داراً لمن يتلاعبون بالدين ويروضون الناس لحياة العبودية والخنوع والذلة ,ان الله ستار ويحب الستارين ,وليس أولئك الذين يغتصبون حرمات الناس بحجة وذريعة أنهن من غير الإسلام وبيعهن بعلبة سكائر بعد إشباع رغبتهم الحيوانية ,هؤلاء لأن أمرهم ومشورتهم بيد من ليس لديهم أمر ومشورة اخذوا الدين من صناع الدين الذين يصنعون الفتاوى لمن يشتريها وبالقياس الذي يريدونه ,وأي جنة تلك التي يعيش بها الوحوش من المارقين الذين حولوا حياة الناس الى ألم وحزن مستمر,يدفعون بأفكار الضلالة عقول الشباب المغرر بهم لأحياء سنة الرسول تارة,وتحرير الدول الإسلامية من اليهود والغرب والمتعاونين معهم تارة أخرى بنشر الإسلام في أرجاء المعمورة ,وأي أسلام هذا الذي يبيح بالتطاول والتعدي على مقدسات الشعوب وتمزيق هوياتهم الثقافية والاجتماعية ,ما يفعله الإرهابيين صحيح لأن لديهم أسلام هم من صنعوه ليبرروا أفعالهم وجرائمهم ,الأمان الذي منحة الرسول للنصارى الذميين بقوله (“من آذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني كنت خصمه يوم القيامة” ) فكيف بالمسلمين الذين يقتلون على أيدي مسلمين ؟ومن نطق بالشهادتين حرم دمه وماله ,أنهم لا يأبهون بأي صوت للحق ,هم يريدون الانتحار واللقاء مع الحوريات اللواتي ينتظرهن على أحر من الجمر,حوريات يمارسن المضاجعة مع من يرفضون الاغتسال والنظافة مؤكد أنهن على غرارهم شبيه الشيء منجذبُ أليه ,لو اجتمع الجن والإنس لن يغيروا رؤاه وعقيدته ,انه يربط يديه بسلاسل من الحديد بمقود السيارة ويضع كتاب الله على أمام عينيه ,ويلف قدمه حول مكبس البانزين حتى لا يتراجع في تنفيذ انتحاره ويسجل في ذهنه أنها عملية استشهادية على مسلمين عزل ذنبهم الوحيد أنهم ليسوا على دين خلافتهم .