في تقرير للخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط جيدو شتاينبرج يؤكد وهو يراقب عمليات الحرب على الأنبار في تصريح لإذاعة “دويتشلاند راديو كولتور” الألمانية ” أن تنظيم القاعدة كان قد هزم، ولكن المالكي قضى على النجاح الذي حققه الأميركيون بهذا الشأن ، نتيجة للسياسة الخاطئة التي ينتهجها “. ورأى شتاينبرج أن لجوء الولايات المتحدة لتزويد العراق بالكثير من الأسلحة ليس إلا حلاً طارئاً وأن الأميركيين مضطرون لدعم سياسة يرونها خاطئة لتصحيح أسوأ عواقبها.
هذا التقرير الخطير يكشف الواقع الحقيقي لسياسة التفرد والتي انتهجها السيد المالكي منذ تسلمه السلطة 2006 ، كما انه انتهج سياسة “الأزمات ” وهي سياسة خلق الأزمات ، وإدامتها وتغذيتها ، وإذا تابعنا سيرة حكمه ، نجدها مسيرة مليئة بالتناقضات ، وسياسة الإقصاء والتهميش للشركاء السياسيين ، ناهيك عن ملفات الفساد الكبيرة والخطيرة ، والتي يشترك فيها اكبر رموز السلطة في العراق ، بدأ من السيد المالكي ، وانتهاءً بمعاونيه ورموز سلطته .
فقد كشف تقرير لشبكة أن بي آر الأمريكية ان المحققون الأمريكيون توصلوا إلى قناعة كاملة أن السيد المالكي غير قادر على الوقوف بحزم ضد تنامي الفساد في العراق. وأشار التقرير إلى أن المالكي يقف حائلا دون تمكن هيئة النزاهة من ممارسة دورها الحقيقي في ملاحقة الفساد والقضاء عليه بتقديم المتورطين فيها إلى المحاكم المختصة. حيث يؤكد أن المحققين الأمريكيين وضعوا هذا التصور في تقرير سري وتم تشخيصه على أنه (حساس) ولا يتم تداوله خارج السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، وأنه تم تسريبه مؤخرا من خلال وزارة الخارجية الأمريكية، وان التقرير سيعرض على الكونغرس الأمريكي في وقت لاحق. وتقول كوري فلنتوف مراسلة شبكة أن بي آر الأمريكية أن هناك أنطباع أن الفساد المستشري في العراق يستنزف موارد العراق، لذلك فأن التقرير السري يرسم صورة سلبيه للغاية لحكومة نوري المالكي، حيث ان العراق غير قادر حتى على تنفيذ أكثر القوانين بدائية لمكافحة الفساد. وقالت أن العقبة الكبرى أمام ملاحقة هذه الحالات لمكافحة الفساد هو ان لجنة النزاهة العامة, التي هي المسؤولة عن ملاحقة قضايا الفساد, لايمكنها إدخال المحققين التابعين لها داخل الوزارات, مضيفة ان بعض الوزارات مثل وزارة الداخلية التي ينظر إليها على أنها وزارة لا يمكن لمسها وذلك بسبب صلاتهم السياسية مع الحكومة .
العمليات العسكرية الأخيرة التي يقوم بها الجيش العراقي في الانبار، وهو يدك معاقل الإرهاب في حواضن أودية حمرين ، ومدن الرمادي واقضيتها ونواحيها ، وتحريرها بعد ان سيطر عليها ما يسمى ب( داعش) والقوى الظلامية المتحالفة معهم .
نعم نحن كشعب عراقي مع جيشنا البطل قلباً وقالباً ، فالقلوب والدعاء معه ، فبينهم الأخ والصديق والابن والأب ، وهو يصلون الليل بالنهار من اجل ضرب أوكار الإرهاب ، وقلع جذوره ، إلا أن المؤسسة العسكرية يجب إبعادها عن أي مكسب حزبي او سياسي ، ويجب ان يكون الجيش للشعب لا لرئيس الدولة أو الحكومة ،بل يجب أن يستقل هذا الجيش ويكون بعيداً تماماً عن أي مهاترات حزبية أو فئوية ضيقه ، ويتكون مهمته الوحيدة حماية دستور البلاد من الضياع ، وحماية امن حدوده من أي اختراق أو عدوان .