23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

الانبار … وأذن النهار

الانبار … وأذن النهار

كان يا ما كان في سالف العصر والزمان ، كان هناك مدينة كبيرة يحكمها اكثر من شخص لان الجميع في هذه المدينة يرى في نفسه انه المسؤول الاول والأخير ، واهم شخصيات هذه المدينة ، وبالنظر لوجود اكثر من كبير في المدينة ، انتشرت المشاكل والقال والقيل في كل بيت من بيوت هذه المدينة ، ولكن الشيء الوحيد الذي كان يوحد هذه المدينة هو وجود جامع واحد لا غيره فتجد الجميع متواجد في وقت الصلاة ، بل كان الجميع يتسابق على الحضور في اوقات الصلاة ، كان هناك شخص بالمدينة يدعى ستار هذا الشخص كان من اكثر الشخصيات في المدينة تأثيرا على الناس على الرغم من معرفة الناس انه يشرب الخمر كل يوم ، وصل ما يقوم به من تحريض وتوعية الناس ضد مخاطر الانجرار وراء شيوخ الفتنة في المدينة ، فقرر الجميع بقرار واحد هو القرار الوحيد الذي جعلهم يتوحدون لأول مرة في تاريخ المدينة ، والقرار هو طرد هذا الشخص من المدينة بسبب عدم حضوره الى الجامع والصلاة وقت النهار ، والغريب في الامر ان الناس الذين كان يدافع عنهم رحبوا بالقرار !!

هذه الحكاية تذكرني بالصراع العشائري الذي يدور في محافظة الانبار منذ عشرة سنوات  ، ومصدره الثروة والكرسي والسلطة والتنافس على المال ، اضافة الى صراع من هو الافضل في الرمادي ، الجميع متفق انه لا وجود لممثل حقيقي يمثل محافظة الانبار والدليل على ذلك هو المواطن الانباري الذي اصبح على يقين انه وحيد ولا احد يقوم بواجبه اتجاه اهل الانبار ، الجميع هرب مع اول صفارة انذار تنذر بخطر داعش ومن معه من شيوخ الذل والعار الذين باعوا ضمائرهم وأهلهم الى الشيطان الى الدولار يتحدثون من على شاشات التلفاز من خارج الانبار يطالبون بحقوق اهل الانبار من خارج العراق ، لماذا لا تأتون الى الانبار وتشاهدون ما يحدث من ارض المعركة من ارض الواقع ، كل يوم تحدث معارك ضارية بين القوات الامنية وداعش الارهابي ، والأهالي يغادرون كل يوم منطقة خوفا من بطش داعش ومن انتهاك حرمتهم التي بعتموها انتم يا شيوخ الذل والعار ، الحكومة هي الاخرة مقصرة اتجاه الوضع الامني والانتهاكات الاخيرة خير دليل على عدم تعامل الحكومة مع هذا الملف الخطير بالشكل الصحيح ، فكل يوم نشاهد مناشدة من القوات الامنية البطلة المتواجدة داخل ساحة المعركة تطالب الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية من اجل المواجهة ، ولكن على ما يبدو ان الجميع متعاون مع داعش في ابادة ابناء الشعب العراقي الشرفاء وأخرها مذبحة الثرثار ، التي راح ضحيتها اكثر من 140 ما بين ضابط ومقاتل ومن ابناء العشائر وأبناء الحشد الشعبي الابطال ، ويأتي من يقول ان اعداد الموتى لا يتجاوز 12 شخص فقط !!

انا لا اعرف ماذا يفعل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير دفاعه النائمون في المنطقة الخضراء وهم يشاهدون اكاذيبهم من على شاشات التلفزيون ، والعالم بأسره شاهد الجنود المحاصرين وداعش يقوم بنحر البعض منهم ، قضية الانبار لا يحلها الة اهل الانبار ، لان اصلها وفصلها صراع على المناصب لا غيرها والجميع يعي ويعرف هذا الامر ، ولكن لإحياء لمن تنادي .