18 ديسمبر، 2024 8:11 م

الانبار ليس مكاناً للفتنة !

الانبار ليس مكاناً للفتنة !

رعاة الفتنة يتوالدون في البلاد مثل الفطر المسموم ، ينوّعون اساليبهم كما يلونون وجوههم ويبرقعونها بشعارات جميلة تخفي وراءها حقنات من السموم القاتلة ، لكن غباء هؤلاء في قصور معرفتهم بالجسد المراد تسميمه ، فهو عصي على سمومهم كما كان وكما سيكون . .انه الجسد العراقي رغم جروحه والدماء التي فقدها بسكاكين رعاة الفتن والتفرقة والموت المجاني اللئيم !
ما الذي أرادته العصابة المسلحة التي اعتدت على اهالي منطقة ” الضابطية” في الانبار الآمنين والمسالمين ؟
هل هي عصابة مسلحة حقا للسلب والنهب على سبيل المثال ؟
الجواب كلا.. لان ما تبع الاعتداء من سموم في التواصل الاجتماعي من سب وشتم لأهالي الانبار الكرام ، يؤشر الى ان وراء الاكمة ما وراءها ، حتى اسم قائد المجموعة كان رسالة لايقاد فتنة ملعونة ومن يريد ان يوقظها ملعون حتى قيام الساعة، ولانريد ان نذكر اسمه الذي تعمدوا ابرازه ، وقناعتنا ان هذا الإمعة المأجور لاينتمي الى العشيرة التي ادعى تمثيلها ، بل انه لاينتمي الى تربة هذي البلاد ومياهها وهوائها !
انه مع شلّة عصابته مجموعة مأجورة باعت النفس والروح والاخلاق والضمير ..
هل يكفي هذا التوصيف الاخلاقي لفهم ماجرى على محدوديته العملية ورسالته الابعد من هذه التوصيفات التي تليق بامثالهم ؟
طبعا لا ..فالقضية بكل بساطة ، هي محاولة بائسة وفاشلة لبذر بذور الحقد والكراهية التي فشلت اعوام الذبح الطائفي السياسية من سقيها وتبذيرها فارتدت عليها ودفن سعيها أبناء العراق الأخيار من كل مكوناته ..
قراءة الحالة بالربط المنطقي مع ما يجري في المشهد السياسي وعواء بعض الاصوات والسلاح المنفلت والكواتم التي تغتال دعاة عراق الدولة والكاتيوشا والهاونات التي تطال بيوت العراقيين الآمنين في أكثر من منطقة ومحافظة ليس الا دليلاً على ان وحوش الغاب يهيئون لمرحلة جديدة من الاقتتال ، على المستويين الطائفي والسياسي ، بين مكون وآخر وبين المكونات نفسها وجر البلاد الى بقعة دم جديدة لن ينجو منها أحد !
لكن هذا الفأل وأده العراقيون منذ زمن وهالوا عليه ترابا لايمكن اختراقه مرّة اخرى ، لان الحس الشعبي فهم اللعبة الجهنمية ومآلاتها الكارثية على مستقبل البلاد بكل تلاوينها ومكوناتها .
وقياساً بما جرى في اعوام الجثث المجهولة الهوية ، فان الحادثة تبدو كلعبة اطفال للتسلية ، لكن خطورتها تكمن في النفخ فيها وتسويقها والعزف على أوتارها تهيئة للمرحلة القادمة التي يطبخونها على نار هادئة ..
رائحة الطبخة ازكمت الانوف قبل ان تكون جاهزة لخدعة الضيافة في ” مضائف” الشر والموت والعدوان وحد سكاكين المجزرة ” المحتملة ” ، وهذا قول الـ ” سوبر شيف” السياسي المشرف على مكونات الطبخة ونتائجها على جسد من يأكل طعمها وان بدودة صغيرة مغرية للالتهام !
نعم الحادثة في قياسات ماجرى لهذا الجسد العراقي قد لاتستحق التوقف عندها ، لكن قراءة جوانيّاتها تمنحنا الحق بالتحذير من مآلاتها الممكنة ، لأنها بدون رادع حقيقي ، تفتح شهية الارادات والاجندات الاخرى لالتهام ما تبقى من الجسد العراقي ..
نعم نحذر من خطورة هذه اللعبة القذرة ، وعلى الحكومة بأجهزتها الامنية المتنوعة ان تضرب فعلا لا قولاً بيد من فولاذ على رأس الذين يريدون التلاعب بمستقبل العراق ورسم خارطته على هواهم !