لا اريد ان ادخل في موضوع جغرافي سياسي بشان النخيب التي كانت حتى عام 1971 تابعة اداريا الى كربلاء المقدسة بعد ذلك اصدر النظام السابق مرسوم جمهوري بضمنها الى الرمادي وجعل مساحة كربلاء 5000 كم مربع فقط , بل اريد ان ادخل بالذي يهمنا وهو الجانب الامني لكربلاء المقدسة , انظروا الى مقالتي بعنوان سقوط الانبار سيكون مقدمة لسقوط كربلاء وبابل وبغداد والمنشورة في 21– 4 – 2015 في موقع كتابات ورغم انني اصبحت على يعين بالمطلق ان لا جدوى من زج قوات الحشد الشعبي في المثلث الغربي للقتال نيابة عنهم فنقدم الشهداء ونحرر الارض ونعطيها لمن يطعننا من الخلف من انصار الخلايا الداعشية النائمة والمستيقضة والمترصدة … نعم نزج الحشد الشعبي الا في حالة دفع الخطر عن بغداد وسامراء وكربلاء والذي لا يشاطرني هذا الراي فهو مغالي ولا يبالي بالدماء للمضحين ويبحث عن صفقات سياسية رخيصة نقول له كل قطرة دم واحدة لابناء الحشد الشعبي تُشرف كل الخونة والعملاء في العملية السياسية الذين يشكلون اذرعا لداعش .
ان الأنبار يقال عنها انها خاصرة العراق , ونحن نقول ان الانبار خاصرة بغداد والنخيب خاصرة كربلاء وهما خط أحمر للأمن الوطني العراقي، وهما الأرض الحيوية التي إذا ما دخلها الدواعش فان المعادلات سوف تتغير وتصبح بغداد وكربلاء بل حتى بابل في خطر لذلك فالجيش والحشد الشعبي عندما يدافعون عن الأنبار فإنهم يسعون الى تعزيز فلسفة الدفاع عن العاصمة وكربلاء اولا … عشائر الأنبار صرحت أن النخيب خطاً أحمر، أمام دخول قوات الحشد الشعبي وستقوم هذه العشائر بقطع يد كل من يدخل النخيب , ومن هنا تطرح عدة اسئلة امام هذا التهديد منها:
– هل هذه العشائر تمتلك الامكانيات لمقاتلة قوات الحشد الشعبي؟
– إذا كانت العشائرهكذا لماذا لم يسال احد هذه العشائر عن سبب عدم مقاتلتها داعش التي تحتل ارضهم منذ اشهر ؟
– ان هذه العشائر التي تحدت قوات الحشد الشعبي الظاهر لديها ما يكفيها من العدة والعتاد ؟ فإذا كان كذلك فلماذا يطالبون الحكومة في بغداد بتجهيزهم بالسلاح ويتوسلون بامريكا لتسليحهم ؟
– والسؤال الاهم إذا كانت هذه العشائر بهذه القوة والبسالة فيفترض هي اولى بتحرير ارضها , فلماذا نحن نزج الآف الأبرياء من أبناء الوسط والجنوب لمحاربة داعش في مناطقهم ؟ ولكن نحن نقول ان الاصوات التي تصدح هنا وهناك ولا تريد دخول الحشد الشعبي في معركة الانبار هي نفس الاصوات التي طالبت باخراج الجيش من المدن وسهلت لداعش التسلل لها , نفس الاصوات التي تطالب بقوات عربية تتدخل في الشان العراقي الداخلي ويعولون على العشائر لاخراج داعش اذا ما سلحت ومن هنا التجؤا الى امريكا ومن هنا نقول اذا امريكا حقا سلحتهم وقاتلت هذه العشائر داعش فسيكون قتالها معزول عن الدعم العراقي وهذا سيؤدي إلى تكبدهم خسائر بشرية كبيرة كما سيكون اختراقهم من قبل “الدواعش” وذيولهم من البعثين أمرًا واردًا، فيطول أمد الأزمة وتتفاقم الخسائر وتتحول العمليات إلى عداوات دموية تمتد إلى أجل غير محدد ومن هنا فإن الحسم العشائري سيبقى قصة خيالية في وهم التصورات القاصرة، والذين يبكون أو يتباكون على السنة ويتبنون تسليح العشائر إنما يدفعون بهم إلى الجحيم لان أهل الأنبار سيدركون بعد فوات الاوان أن الانسياق وراء العزلة الطائفية ومطالب التسلح خارج النطاق الحكومي ستقودهم إلى مصير غاية في التعقيد، ولن يقاتل معهم “نفر واحد” من دعاة الأقلمة من المحافظات الأخرى … هذا اذا اخذنا الامر في حسن النية للعشائر ولكن في الحقيقة بعض السياسين وبعض العشائر في الانبار المسلحة والتي تريد التسليح من الحكومة وامريكا هي تريد تنفيذ مشروع ليكون حاجزا بين داعش والحشد الشعبي وكذلك مسك المكتسبات الجغرافية والاقتصادية والسياسية التي جنتها من النظام السابق وليس مقاتلة داعش بالمرة على حد راي الكاتب المبدع سجاد تقي كاظم.
ان الشيء المهم الذي يقع على عاتق الحكومة العراقية ان لا تبالي بالاصوات النشاز ودعوات اذرع السياسة الداعمة لداعش المشبوهة وان تبادر بالسماح لقوات الحشد الشعبي بالدخول الى مدينة النخيب والسيطرة عليها كاملة لغرض حفظ امن كربلاء المقدسة باعتبارها الخط الدفاعي الاول ليس لكربلاء فحسب بل حتى للنجف الاشرف وبابل .