18 ديسمبر، 2024 11:09 م

الانبار .. بين خناجر الغدر وطهارة الثياب

الانبار .. بين خناجر الغدر وطهارة الثياب

  مرة اخرى تعمل امريكا على ايقاع السنة العرب وخصوصا اهل الانبار في مستنقع الاقتتال، وسفك الدماء بالاتفاق مع الحليف الاستراتيجي الايراني عن طريق المليشيات العراقية التابعة لها والتي غرر به زيفا وبهتانا تحت مفهوم نصرة المذهب.
  ولعل ما حصل في تكريت وديالى والاعظمية من وقائع مؤلمة هزت بنيان المجتمع العراقي المتماسك اجتماعيا وقبليا اكبر دليل على حجم المؤامرة التي يراد من ورائها دق اسفين الاحتراب الطائفي الذي يمنع التعايش السلمي ويعزز الغاء هوية العراق الموحد .
ان مخطط امريكا الجديد في الانبار يبعث رسالة واضحة عن حجم الحقد الدفين الذي تضمره لهذه المحافظة التي ركعت جنرالاتها تحت ضربات المقاومة الوطنية الشريفة وهذا ليس من باب المدح لهذه المدينة العريقة وانما بشهادة بعض قادة واشنطن الذين ذكروها في تصريحاتهم او نشروها في مذكراتهم لتبقى شاهدا في سفر التاريخ العسكري الذي سيكتب عن بطولات شعب يرفض سياسة الاستعباد والاذلال ايمانا بمقولة الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه ” الذي تتلمذ على يد اشرف الخلق محمد ” صلى الله عليه وسلم ” واصحبه وال بيته الغر الميامين 🙁 متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) .
امريكا ايها العراقيون الاصلاء لاتريد حقن دمائكم وقبلهم جارة السوء ايران ولكن المحزن والمؤلم في هذا الموضوع ان هذا الاذلال جاء على يد اناس يدعون حبهم لهذا البلد من سياسيين وشيوخ عشائر ممن ذاقوا حلاوة المال الحرام وشهوة كراسي السلطة والجاه المزيف ، فأعماهم الفكر السيئ  وعششت الظلالة في قلوبهم ولم يعودوا يفرقون بين الحلال والحرام وبين الظاهر الاعمى والباطن البصير وبين الطهارة والنجاسة ولغييهم تساوت عندهم كل شيء، فالحق والباطل متساويان، والعدل والظلم لا يختلفان .
ولعل قادم الايام سيثبت لكم ماحذركم منه قلم العبد الفقير وعندها لن تستطيعوا اعادة الخنجر المسموم الى غمده وسيلعنكم الرب ومن بعده عباده المظلومين ، لان امريكا وايران لا تريدان الخير لعراقكم العظيم فلا تجعلوا ابناءه وقود نار ولا عناوين استشهاد مغلفة تدعي نصرتها لولي او امام مظلوم ، فالله وحده يعلم الغيب وما انتم بمنزلين ، فاتقوا نارا وقودها الناس والحجارة ، وانظروا حولكم لتروا ما يحصل في بلدان ابناء عمومتكم التي جرفها الطوفان .
ان احتلال المدن العراقية من قبل ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية داعش المدعوم امريكيا وايرانيا هو من اجل تفتيت البلد وتقسيمه على اساس طائفي وعرقي لدق اخر مسمار في نعش اللحمة الوطنية ، لو كانت امريكا تريد الخير لابناء العراق لما تركت مدنه تسقط بيد هذا التنظيم ، وهي تعلم دبيب النمل وحركاته ، وأيضا تضع حكومة بغداد بين خيارين لا ثالث لهما لطلب النجدة من واشنطن او طهران وكلاهما اسوأ من الاخر وبنفس الوقت إرادة إدارة البيت الأبيض ان يقولوا للعالم اجمع اننا براء من هذا التنظيم ومن سلوكه وهي بذلك منحت داعش فرصة لتزكي ثوبها من دنس الانتماء والخيانة .
 وقد يتبادر في ذهن احدكم لماذا تضع الحكومة العراقية خططها وتحشد قواتها النظامية وغير النظامية المتمثلة بالحشد الشعبي بعد فوات الامان ، لماذا لا تستبق الفعل من طرفها ، اليس هذا أمر دبر بليل حالك للظلام ومخالف للواقع ومجاف للحقيقة ، ان هدف الشركاء الثلاثة يقتضي ان تسيطر المليشيات على الانبار لتكون بوابة للنفوذ الإيراني والاستراتيجي في الصحراء الغربية وطوق نجاة ودعم لنظام بشار الأسد في سوريا ، و كل ذلك على حساب دماء العراقيين بشكل عام واهل الانبار بشكل خاص .