لم يتعود قلمي على كتابة مواضيع كهذه . بل على السخرية اللاذعة والهجوم الانفعالي كلما دعت الحاجة وحسب الظروف السائدة !لان ما يحصل في العراق( الجديد) يثير السخرية والاستهجان ويحفز القلم على شن هجومه الساحق الماحق .. لكني ساحاول هذه المرة اخراج كوامني الدفينة والكتابة عن المخلوق الذي جعل الله – سبحانه وتعالى – الجنة تحت اقدامه وقرن رضاءه – جل شأنه – برضا الوالدين ..
واحتار هذا القلم من اين يبدأ وكيف سيعبر ؟ اتكون البداية من آلام امي حين حملتني ببطنها وهنا على وهن ، ام حين وضعتني بمخاض عسير كاد ان يقطع احشاءها رغما عنها . وهل بامكاني – وانا الذليل- ان اصف ماعانته في تربيتي واطعامي وسهر الليالي من اجل راحتي رغم مسؤوليتها في البيت وفي السوق وفي المطبخ ومع ابي الذي لايهدأ !!
لن استطيع مهما امتلكت من ملكات في التعبير ان اجزي لها حقها كما ينبغي ، لكني استطيع الانحناء امامها وتقبيل نعليها ثم اضعهما فوق راسي وفوق راس (خالد العاوي) وامثاله الذين تسببوأ في جريان انهار دموعها ، وزيادة حشرجة انفاسها وهي تشاهد ولدها ممزق الاشلاء اثر (عركة )نشبت بين العاوي والبومة ادت الى زرع عبوة من كليهما لقتل الاخر وتصفية حسابات قديمة بينهما . اذن مالذي ستقوله هذه الام المفجوعة بولدها ، وهي التي ادخرته لايام شيبتها وضعفها فتراه جثة هامدة ممزقة لاحراك فيها .. وماذا سينطق لسانها وكيف ستبدو ردود افعالها ، وماالذي ستتمكن من تغييره؟ لااجدها تملك شيئا لتقوله سوى حسبي الله ونعم الوكيل . حسبنا االله على وزارة المرأة ولجنتها وحسبنا الله على عيدي امين وماركريت تاتشر وهيلاسي لاسي وشكرا لاجهزة الامن الغافية بالعسل الاسود .