23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج42

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج42

ويذكر السيد مسعود البارزاني محاولات الحكومة العراقية التقارب مع الاتحاد السوفياتي وفشل المحاولات الاولى:”كـان التقـارب بين النظام العـراقي وبين موسكو يزداد قـوة بإطّراد. وانفـتح النظام على السوڤييت بشكل لا سابقة له، كما عقد إتفاقاً مع الحزب الشيوعي العراقي. في بداية الأمــر لم يكن الســوڤـيــيت يثـقــون بنوايا حــزب البـعث وأذكــر بالمناســبـة أن ّ(صداماً) كان ينوي الذهاب الى موسكو وأنه طلب من الوالد أنْ يأذن لإدريس بمرافقته. إلاّ أنّ السـوڤـيــيت أرسلوا الى البـارزاني رسـالـة عن طريق (ڤـيكتـور) الـسكرتيـر الأول بالسفارة يعـربون فيها عن عدم رغـبتهم بمرافقة إدريس لصدام مـعللين ذلك بالقول ((لأننا غير مرتاحين من مواقف البعث)). إلاّ أنّ الموقف تغـير عند زيارة صدام الثانية. ففي هذه المرّة كان السوڤييت والوالد راغبين في أنْ يذهب إدريس برفقته إلاّ أنّ (صداماً) لم يكن راغـبـاً في ذلـك. ولايمكن أنْ يفـسـر هذا إلاّ على ضــوء تطوّر العـلاقـات بين الســوڤـيـيت والنظام العراقي. فـي المرّة الأولى كان صدام بحـاجة الى نفوذنا ومكانتـنا إلاّ أنّه لم يعد بحـاجــة اليـهــا هذه المرة. ولم يُسـتــقـبل صــدام في المرة الأولى بحــرارة ولم يظفـر بنـتـائج تستـحق الذكر. وظهر رد الفعل في إتخـاذ السلطة إثر ذلك إجراءات مشـددة ضد الحزب الشـيوعي العـراقي والشروع في مطاردة أعـضائه وكـثرت الإعـتقـالات فيـهم وقُتـل عدد منهم تحت التعذيب. مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكردية، اربيل، 2002م، ج3، ص281
وعندما علم السوفيات بأن الحركة الكردية قد أقامت علاقات مع الولايات قامت بإرسال بعض دبلوماسييها المرموقين بقصد ثني الجانب الكردي عن المضي قدماً في هذه العملية:”عندمــا نشــأت صـلات بـين الثـورة والـولايات المتــحـدة كــانت أجــهـزة الإســتــخـبــارات السـوڤـيـيـتـيـة KGB على علم بهـا. فـإتـصل السـوڤـيـات بالبـارزاني عـدة مـرات في هذا الشـأن وأنا أذكر قـدوم (پريماكوف) ثـم (فكتور پاسـاڤاليـوك) السكرتيـر الأول للسفـارة الســوڤــيــيــتــة الذي أصــبح نائبــاً لوزير الخــارجــيــة و(رومــانســيــيف) ثم (فــيــدوتوف) و(كـودرياتسـيف) وهم أعـضـاء قـياديـون في الحزب الـشيـوعي السـوڤـيـيـتي والحكومـة . كــانت الـغــاية من قــدوم هـؤلاء العــمل للـحــيلولة دون إقـــامــة اي صلة مع الأمـــريكان . البارزاني والحركة الكردية، المرجع السابق، ج3، ص281 -282.
ويذكر السيد مسعود البارزاني بأن السوفيات عندما شعروا بأن الجانب الكردي لم يلبي مطاليبهم وبأنه ماضٍ في التعاون مع الولايات المتحدة قاموا بإجراء اتصالات مع بعض الشخصيات الكردية بقصد استمالتها الى جانب السلطة العراقية:” ونصـحوا بأن لا نضع الثـقة بهم (= الولايات المتحدة الامريكية) بـمـجرد إطلاق وعـود من غـير الـقـيام بشـيء عـمليّ يؤيد تلك الوعـود، كـمـا أقــدمـوا على مـحـاولات مع عـدد من الأشـخـاص الكُـرد لإسـتـمـالتـهم. ودفعهم الى جانب السلطة وأذكر منهم جلال الطالباني مثلاً. ينظر البارزاني والحركة الكردية، المرجع السابق، ج3، ص282.
ولكن السيد البارزاني يستطرد بالقول بأن محاولات صدام حسين في التقارب مع السوفيات نجحت، وبالتالي أصبح النجاح قاب قوسين في عقد التحالف بين حزب البعث والشيوعي العراقي فيما سمي بالجبهة الوطنية:” كـانت الثـورة الكردية قـد بلغت مـستـوى رفـيـعـاً من القـوة والمنعة مـن حيث الإلتـفـاف الجــمــاهيــري المنقطـع النظيــر حــولهــا، ومن حــيث الإحــتــرام في الأوســاط الســيــاســيــة والإجـتـمـاعـية فـي العـراق والى حـدٍّ ما فـي الخارج، وكـان لهـا عـلاقـات دوليـة جـيـدة مع الإتحـاد السوڤـيـيتي والمعـسكر الشـرقي من جـهة ومع إيـران والأوساط الغـربيـة من جهـة أخرى. ولما فشلت مـؤامرة ٢٩ أيلول التي إستهـدفت الثورة في قائدها البـارزاني، أخذ النظام يفـتش عن تغيـيـر الموازين لصالحـه وضـد الثورة فـأطلق في أواسط تشـرين الأول ١٩٧١ ميثاق العمل الوطني الذي كان يستهدف عقد حلفٍ مع الحزب الشيوعي العراقي وإبعاد الپارتي، وفي نفس الإطـار والأهم من ذلك أخذ يقدّم عـروضاً مغـرية لم يسبق لها مـثيل للسوڤـييت، ومن جملـة ذلك عقود تخص العـمل في حقل نفط الرمـيلة الكبير والسـماح للبحرية السوڤييتية بإستخدام الموانيء العراقية على الخليج، وعقد صفقات سلاح كبيرة وإستقـدام خبراء كثـيرين، الى غير ذلك. فكانت مـعاهدة الصداقة التي إستـهدف النظام من عقدها دق إسـفين بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والسوڤـييت، وقد نجح في ذلك فعلاً. وساهم التقرب الأمريكي من الثورة الكردية في الإسراع في عقد المعاهدة. وحضر (كوسـيگن) رئيس وزراء الإتحـاد السوڤـييـتي العاصـمة العـراقيـة في بداية شهـر نيـسان من العـام ١٩٧٢ خــصـيـصـاً لوضع توقــيـعـه الى جـانب توقــيع أحـمـد حـسن الـبكر على المعاهدة.
بمـقــضى هذه المعـاهدة تدفــقت الأسلحـة المتطـورة بلا حـسـاب على الـعـراق وزود بما لم تزود به حـتـى الدول الدائرة في الفلك الـسـوڤـيـتي من أمــثـال طائرات 22 TU وسـوخـوي ومـيگ ٢٥ ومدافع من عـيار ١٣٠ ملم و١٥٢ ملـمتـر وصواريخ سـام ودبابات من طراز T62 وهي آخر طراز من هذا النوع… وغير ذلك. واجتمع وفد من الپارتي بكوسيگن في بغداد في ٨ نيسان ١٩٧٢ وجرى البحث خلاله حـول عـلاقات الحـزب الشـيـوعي السـوڤـيـيتي بـالپارتـي. وعلاقـة الپـارتي بحـزب البـعث. وعلاقة البعث بالحكومة السوڤيتية، وسلّم الوفد رسالة من البارزاني الى كوسيگن. المرجع السابق، ج3، ص282.
وبخصوص محاولات السوفيات تقريب وجهات النظر بين الحكومة العراقية والحزب الشيوعي العراقي للدخول في تحالفٍ جبهوي، وأن السوفيات ارسلوا وفوداً للطلب من البارزاني بالدخول في التحالف، ويؤكد السيد البارزاني في هذا المضمار بأن الحزب الشيوعي العراقي قد أنهى العلاقة الاخوية مع البارتي وأنه باعتباره حزباً أممياً يتلقى التعليمات من موسكو، وأن لا تهمه مصلحة الوطن بقدر ما تهمه مصلحة السوفيات:” لم يقتـصر التعـاون العراقي السوڤـييتي على هذا بل تعـداه الى الحقل السيـاسي فحثّ الكرملين الحـزب الشيـوعي العراقي على الدخـول في جبـهة مع حـزب البعث الحـاكم. و ذلك في السابع عشر من تموز ١٩٧٣ وبهذا أنهى الشيوعيون تلك العلاقة الأخوية التي ربطتـهم بالحـزب الديمقراطـي الكردستـاني لعـدة سنوات وإرتموا في احـضان حـزب البـعث. واني لعلى ثقـة بأن أغلبـية قـواعـد هذا الحزب وأعـضائـه القيـاديين كانـوا دائماً يفـضلون المحـافظة على الحلف التـقليـدي بين الحزبـين. إلاّ أنّ الحزب الشـيـوعي العراقـي كان حـزباً أمميّــاً كـالأحـزاب الشــيـوعــيـة الأخـرى فـي البـلاد النامــيـة التـي تخـضع للحــزب الأمّ في موسكو فتستخدمها بالشكل الذي ينسجم مع السياسة السوڤياتية العامة وتأمر بأمرها دون مناقشة. سبق دخـول الحزب الشـيوعي العـراقي في حلف مع البـعث مجيءُ ڤكتـور پاساڤـاليوك السكرتيـر الأول في الـسفـارة السـوڤـيـتـيـة ببـغـداد وزمـيله السـكرتيـر إيگور الى حـاجي عـمـران في ٢ حـزيران ١٩٧٣ ونقـلا رسـالة للـبـارزاني من القـيـادة السـوڤـيـتـيـة تحـبـذ له الدخول في الحلف الثنائـي المذكور وقدّمت وعوداً سـخيّة بالدعم في حـالة تحقق ذلك. ردّ البـارزاني على الإقتـراح بسؤال القـيادة هل تضـمن القيـادة السوڤـيتـية إحـترام التحـالف والإلتـزام بما ســيـتـضـمنه التــحـالف؟ وطلب ضـمـانـة خطيـة من مـوسكـو. إلا أن القـيـادة السوڤيتية إستكثرت ذلك وإستثقلته. كـان من نتــائج هذا التـحـول الخـطيـر في مـوقف الحــزب الشـيـوعي العــراقي أن وجـدنا الپيـشمرگـه الشيوعـيين الذين حاربوا الأنظمة العـراقية ونظام البـعث كتفـاً الى كتف مع پيـشمـرگـه الجيش الثـوري يقـفون الى صفِّ الـنظام ويتسلمـون السـلاح منه لينقلبـوا على إخـوان الأمس ويقـاتلوهـم كـمـرتزقـة وجنود للسلطـة. كـانت الخـسـارة مـزدوجـة مع الأسف الشديد، ومما لاشك فيـه أنّ هذا الموقف أشاع في البعث الحاكم مشاعـر التشفي والإرتياح وهم يرقبون أخـوة السلاح بالأمس يشتبكون فـيما بينهم ليلِغَ أحدهمـا في دم الآخر. كان والحق يقـال واحداً من أعـظم الأخطاء التي ارتكبـها هذا الحـزب بحقّ اعـضائه ومنتـسـبيـه وانصاره وبحق عمـوم الشعب العراقي وقد دفع ثمناً باهظاً لهـذا الخطأ الفادح. إذ اضطر بالأخير الى الإلتجاء الى الثورة ورفع السلاح ضدّ البعث مجدداً”. البلرزاني والحركة الكردية، المرجع السابق، ج3، ص283 – 284.
وفي الاخير يضيف السيد مسعود البارزاني بأن الحزب الشيوعي العراقي قد عاد في الاخير الى حضن الثورة الكردية:”عندمـا عاد الحـزب الشـيـوعي العراقي الـى أحضـان الثـورة في العام ١٩٧٩ إلـتقـيتُ بكريم أحـمد عـضو المكتب السـياسي للحـزب الشـيوعي العـراقي حينذاك وذلك بوسـاطة كـريم حـسامي العـضـو القـيـادي في الحزب الـديمقراطي الـكردستـاني – إيران في مـحـاولة منّي للقيام شخصياً بتصفية الخلاف بين الپارتي والحزب الشيوعي، سألت كريم أحمد: – كـيف يقوّم حـزبكم مـا وقع بيننا؟ أهو يضع كلّ الـلوم في ما حـصل على الپـارتي. ام أنّ الخطأ مناصفة؟ أجاب: كلاّ، الخطأ كان من الطرفين، قلت: قبلت منـك هذا، لكن دعني أرجع بك الى الماضي، الى العام ١٩٦٣ حـينما كنا نفتقر الى المال والى السلاح كيف وقفنا جنباً الى جنب وحالفنا النصر مع ذلك. لكن في العــام ١٩٧٤ عندمــا تفـرقـنا ولم يكن يعــوزنا المال والـسـلاح خــذلنا وهزمنـا. أليس من المجدي أن نعمل الآن على تجميع القوى الديمقراطية بمواجهة العدوّ المشترك؟. المرجع السابق، ج3، ص284.
وفيما يلي نص رسالة السيد جلال الطالباني، التي أوردها السيد مسعود البارزاني في كتابه ( البارزاني والحركة التحررية الكردية) كملحق رقم (40) نوردها بأكملها لاهمية المعلومات الواردة فيها.
١٩٧٢/٦/ بغداد في 22
الأخوة الأعزاء المحترمون
تحية حارة
“… عندما وصلت بغداد أستقبلت بحرارة من قبل الحكومة والشيوعيين والروس، إذ زارني ممثوا الأطراف الثلاثة. وبالرغم من تباين لهجتهم كان هدفهم واحداً يتمثل في تحريضنا على
تفكيك وإفشال إتحادنا وتأسيس حزب تقدمي كُرد. ولهذا الغرض كانت هنالك مغريات
ومشجعات ووعود كثيرة بدءً بالتأييد والدعم وصولاً الى الحكم الذاتي.
وأنا بدوري شجعت الشيوعيين والروس على مواصلة مساندة البارزاني وعدم التخلي عنه وإرسال وفد مخوّل إليه بصلاحيات كاملة وإعطاء البارزاني الضمانات بأن معاهدة الروس وبغداد ليست ضد الكرد، ومنح الحكم الذاتي للكرد بحيث يشمل كركوك ودعم البارزاني مالياً.
وبناءً على طلب عامر عبدالله(= عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي) كتبت رسالة بالكردية بهذا المعنى والمضمون الى عزيز محمد (= سكرتير الحزب الشيوعي العراقي) بعد ذلك سمعت بأنها ترجمت الى العربية وأبرقتها السفارة(= السوفياتية) الى موسكو. تحدثت كثيراً الى الروس وحاولت إفهامهم بأن البارزاني صديقهم وصداقتهم معه ومع الشعب الكُردي تعزز موقفهم في العراق وهذا هو السبب الحقيقي لتقرب حكومة بغداد إليهم. لذا ليس من الحق التخلي عن البارزاني.
١- تنوي الحكومة والروس والشيوعيون تأسيس تحالف معادٍ للبارزاني تحت إسم حزب أو
جمعية أو أي شيء آخر.
٢- زارني الدكتور مراد وطلب مني أن أؤسس حزباً ووعد بمساعدة من الروس والشيوعيين، وأن تمنحنا الحكومة الحكم الذاتي بضمنه كركوك، فهي غير مستعدة لمنح كركوك للبارزاني. وقال أن الروس والحكومة والشيوعيين سيساندونني وهناك كثيرون سينضمون اليَ سواءً داخل البارتي أو خارجه.
3- ثمة جماعة من الكُرد المستقلين أمثال حمزة عبدالله ونژاد وخسرو وصالح الحيدري يعتبرون أنفسهم تقدميين ولهم علاقة بالأخ دارا توفيق زاروني مرات وزرتهم، وهم يروّجون لفكرة حزب أو تجمع كُردي تقدمي داخل الجبهة. شرحت لهم أن هذا التوجه فاشل لأن هنالك تجارب أخرى مماثلة فاشلة.
وأجابوا بأن نجاحه سيتحقق بتوفر ثلاثة شروط وهي:
أ- دعم الروس، وقالوا إنه ممكن.
ب- دعم الحزب الشيوعي والحزب الثوري السابق وقالوا بأنه سيتحقق حتماً.
ج- منح الحكومة الحكم الذاتي، وقالوا سيتم.
بإعتقادي أن هذه الفكرة ستتحقق في المستقبل بمساعدة الشيوعيين والروس والبعث.
٤– طلب صدام اللقاء بي وبفؤاد عارف. وأكد خلال اللقاء بأنهم مستعدون لتلبية كلّ طلباتنا تحدث كاك فؤاد عن الأشرار المحيطين بالبارزاني وقال يجب أن نبعث بوفود الى البارزاني تحثه على سلوك الوجهة الصحيحة، وأنا بدوري بدأت بحديثي من مسألة النفط وبعد تقديم التهاني بمناسبة خطوة التأميم، قلت بأن نجاحها مرتبط بإيجاد حل للمسألة الكردية وهذا لا يتم بدون البارزاني. وإقترحت بأن يقوم هو بزيارته. قال إنه يشك في كل شىء يبدر مني وظل غاضباً حتى بعد أن تبادلنا مسدساتنا.
إقترحت إرسال وفد مخوّل برئاسة عبدالخالق (السامرائي) الى البارزاني للبت في جميع المسائل وحلها، ويكون لدى الوفد صلاحيات منح الحكم الذاتي وحلّ كل المسائل الاخرى، كما اقترحت إتخاذ الخطوات قبل إرسال الوفد: إطلاق سراح الپارتيين المحتجزين وسحب
محي (الهركي) ورؤساء الجحوش من عقرة. ذهاب عبيد(الله) الى خارج العراق. إيقاف
تعريب كركوك.
أجاب صدام فلنجتمع نحن الثلاثة ونطبق ما قررته الاكثرية، وأنا خفت من الاكثرية، وقال
فلنفكر فيه بشكل أحسن وبعدها نجتمع مرة أخرى.
٥- تعتقد الحكومة بوجود جناح تقدمي في الپارتي يتمثل في نوري شاويس وصالح اليوسفي ودارا توفيق وعزيز عقراوي وهاشم عقراوي وملا إسماعيل، وهؤلاء مستعدون وفي الوقت المناسب للوقوف ضد الجناح اليميني للبارتي.
وهذا هو إعتقاد الروس أيضاً، وحاولوا معي أن أوسس مع هذا الجناح حزباً في المستقبل.
6- الحكومة منشغلة بشراء ذمم الناس وتنظيم الجماعات، وتصرف لتحقيق ذلك أموالاً طائلة، وحسب اعتقادي فإنهم قاموا بشراء الكثيرين، ولديهم الكثيرين من المؤيدين. وحسب إعتقادي نصف هذا التوقع خطأ، لكن لديهم عملاء داخل البارتي.
7- التقيت بالمصريين وهم يريدون صداقة الحركة الكُردية والبارزاني. وأوصوني بإلتزام جانب البارزاني. ويقولون يسعدنا بأن الكُرد أقوياء بينما لانحبذ تجدد القتال في مثل هذه
الأيام – بعد التأميم- لأنه سوف يسيء الى سمعة الكُرد لدى العرب. ويقولون نحن لم نوصكم بصداقة البعث ولامساندته ونقول إعلموا بأننا لسنا داخل التجمع الوطني.
٨- الصينيون قليلو الإهتمام بالوضع الكردي، يريدون أن يعلموا موقعنا من معاهدة الروس
والبعث وخاصة عند إنتشار نفوذ الروس في العراق. قلت لهم نحن نقف ضد هذا التوجه، قالوا هذا هو رأيك الشخصي ونحن نهتم برأي البارزاني يريدون أن يعلموا مدى إستعداد الكرد للوقوف ضد الروس وأمريكا. الصين تود إيجاد حل ديمقراطي للمسألة.
9- سربست بامرني هو أحد عملاء الحكومة في الپارتي، فهي التي دسّته في جهاز الپاراستن لينظّم شبكة جواسيس حول أسعد خوشَوي لصالح الحكومة. قال عنه أحد البعثيين إنه يزودنا بالكثير من المعلومات. ومن المقرر أن يرسلوه الى گلاله وبامرني في نهاية هذا الشهر.
10- أقترح مايأتي:
1- تعزيز الوحدة.
٢- إلتزام الحيطة والحذر الشديدين.
٣- تصفية صفوفنا من العناصر السيئة.
4-الإتصال بمصر والصين.
٥- عدم قطع الصلة بالروس وعدم الوثوق بهم.
٦- تقوية العلاقات مع الأحزاب والجماعات في بغداد والعرب.
٧- تطهير صفوف الپيشمرگه من الجواسيس الأجانب.
گلاله. أمرهم (التقدميين) الى إرسال المشكوك في 8-
ودمتم منتصرين”.
أخوكم
جلال الطالباني
ينظر: مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكردية، ج3، ص588 – 590، الملحق رقم(40) رسالة جلال الطالباني.