23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكردية – اليهودية/ج39

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكردية – اليهودية/ج39

وبالعودة الى مذكرات السيد عزيز شريف وزير الدولة العراقي الاسبق والشخصية اليسارية المهمة في الساحة العراقية، يقول في مذكراته تحت عنوان ( افتراء الارهابي بيغن):” لست بصدد نفي قيام علائق بين القيادة الكردية وإسرائيل…”.
ويذكر ناشر مذكراته نجله الدكتور عصام عزيز شريف، التي صدرت في شهر شباط / فبرايرعام2010م، بالقول:” لقد تبين بعد وفاة عزيز شريف (= 21 نيسان 1990) بأن مصطفى البارزاني قد قام فعلا بزيارة إسرائيل وان الزيارة تمت عن طريق إيران. وقد وثَقتْ المعلومات بخصوص تواجده في إسرائيل بمختلف الصور الفوتوغرافية، لعل أهمها صورته مع رئيس الدولة الصهيونية زلمان شيزار. كما ظهر في إحدى الصور الملتقطة له في إسرائيل بصحبة الدكتور محمود عثمان وديفيد كرون ممثل الموساد في طهران خلال الفترة 1965- 1969م. ووثقت زيارته لطبريا بصورة وهو يصافح صديقه الكردي المهاجر إلى إسرائيل من بارزان المدعو ديفيد جاباي (داوود جاباي خانو سابقًا). كما نشرت مختلف الصور الملتقطة لرجال الموساد في منطقة الثورة في كردستان العراق وأثناء إجتماعاتهم مع البارزاني”. ينظر: مذكرات عزيز شريف، الناشر: الدكتور عصام عزيز شريف، ص430.
يبدو للباحث بأن السيد عصام عزيز شريف لم يأتِ بشىء جديد يضاف الى سجل والده الناصع، بل نسخ بعض الصور التي التقطها الصحفي الاسرائيلي (شلومونكديمون) وبثها في كتابه ( الموساد في العراق ودول الجوار تحطيم الآمال الكردية والإسرائيلية)، وأضافها الى مذكرات والده، علماً بأن مسقط رأس السيد (ديفيد خواجه خينو) ليس من قصبة بارزان، بل هي مدينة عقرة تحديداً حيث كانت أسرته من الأسر الكبيرة خلال الثلاثة أجيال الماضية، وكانت تدير شؤون المجتمع اليهودي، ولديهم علاقات وطيدة مع الآغوات الكُرد والموظفين الرسميين في العهدين العثماني والملكي العراقي. ينظر: مُردخاي زاكن، يهود كردستان ورؤسائهم القبليون، ترجمة: الدكتورة سعاد محمد خضر، مراجعة: الدكتور عبدالفتاح علي، والدكتور فرست مرعي، السليمانية، بنكه ى زين، 2011م، ص 91 – 95.
ويستطرد الدكتور عصام عزيز شريف بالقول:”وكما هو معلوم ان منظمة الموساد هي مجرد أدات تطويل لذراع المخابرات المركزية، ويعود تسخيرها للقيام بالنشاطات التخريبية في كردستان العراق إلى سهولة قدرتها على التغلل (= التغلغل) في المنطقة. فالكرد هم احدى الاقليات (= الكُرد قومية رئيسية من سكنة المنطقة الأصليين في الشرق الاوسط) التي كانت محط أنظار المخابرات المركزية والموساد منذ بداية تأسيس الدولة الصهيونية. ومما ييسر نشاطات الموساد في كردستان العراق وجود أعداد كبيرة من اليهود الكرد العراقيين في إسرائيل، تقدر نفوسهم بحوالي 200 االف نسمة، وقد تبوء عدد منهم المناصب الهامة، فعلى سبيل المثال إسحق مردخاي وزير الدفاع الإسرائلي السابق كردي مهاجرمن كردستان العراق (= مدينة عقرة)، فضلا على ذلك تعود صلة الكرد المغتربين بالموساد إلى فترة تأسيس الدولة الصهيونية، مثال ذلك الامير الكردي كامه ران (= كاميران) بدر خان.
لقد ورد في كتاب شلومو نكديمون، الموساد في العراق ودول الجوار، في الصفحة201 (= الصحيح 205)، الآتي:” إعتقدت الجهات الإسرائيلية في منتصف نيسان 1968، أن هذا التأريخ مناسب لإحضار البارزاني إلى إسرائيل كان هذا الموعد يصادف عيد الفصح العبري المسمى (بيسح). مذكرات عزيز شريف، وكلمة الفصح أو “الفسح كلمة عبرية تعني العبور أو المرور، من هنا كانت التسمية الانكليزية (Passover). ويحتفل في هذا العيد بذكرى نجاة بني يسرائيل من العبودية في مصر ورحيلهم عنها، كما يحتفل في الوقت ذاته بمجىء الربيع، وهكذا نجد أن ميلاد الشعب بالخروج من مصر وميلاد الطبيعة والكون شيئان متداخلان في الطقوس اليهودية”. غازي السعدي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، عمان، دار الجليل، 1994م، ص14 – 16.
ويعلق الدكتور عصام على الكتاب بالقول:” يتميز كتاب شلومو نكديمون بكشفه عن معلومات كثيرة مفيدة بخصوص تغلل الموساد في الحركة القومية الكردية. فلم يكن أحد يتصورمثلا بأن بعض الوجوه الطلابية الكردية المرموقة في اوروبا كانت مرتبطة بالموساد. ولا يقتصر الكتاب على كشف إرتباط البارزاني بالموساد فحسب، بل يكشف أيضاً تفاصيل بخصوص إرتباط إبراهيم احمد وجماعته بالموساد إنما هناك نواقص أساسية في الكتاب. فالكتاب موثق فقط بواسطة الصور. وفي عدد من المواقع يصف الكاتب أحداثًا سبق وأن وقعت فعلا، ولكن بصورة غير دقيقة. وبقدر تعلق الامر بأرتباط البارزاني بالموساد لم يذكر الكتاب اليوم الذي التقطت فيه كل صورة من صور البارزاني في إسرائيل. كما انه لم يذكر موعد وصول البارزاني إلى إسرائيل وموعد رحيله منها على وجه الدقة. وبصفة عامة لم يكتب الكتاب بصورة علمية تؤهل إستخدامه كمرجع تأريخي موثوق. وإنما كتب باسلوب يستهوي القارئ السطحي من أجل إثباط عزائم الشعب العراقي كردًا وعربًا وجعله يحس بالخيبة من الحركات الثورية وقادتها وأستدراجه إلى طريق الخنوع لمشيئة قوى الشر. ولا بد من طرح السؤال الآتي: هل ان التأريخ الذي أورده شلومو نكديمون لزيارة البارزاني لإسرائيل في منتصف نيسان 1968 كان خطأ او مجرد محاولة للتوريه لوجود ضرورات لتفادي كشف بعض الاسرارذات العلاقة وأن الزيارة حصلت فعلاً خلال الفترة من 21- 5 – 1968 حتى 7- 6 -1968 أي الفترة التي وثقها عزيز شريف بخصوص غياب البارزاني عن المنطقة والتي تم احصاء ايامها “. المرجع السابق، ص430.
في اعتقادي أن كتاب (شلومو نكديمون) هو كتاب صحفي وليس كتاباً منهجياً أو أكاديمياً بالمعنى المتعارف عليه، ويقع الكاتب في أخطاء تاريخية وجغرافية عديدة، ولكن الاعلام العربي وغير العربي المعادي للحركة القومية الكردية صب النار على الزيت، لاتهام الكرد وقيادتهم بالعمالة لجهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد؟!.
ويستطرد الدكتورعصام شريف بالاستناد الى ملاحظات والده حول المغزى من تصريح مناحيم بيغن في تلك الحقبة تحديداً:” ذكر عزيز شريف في ختام ملاحظاته بخصوص بيغن بأنه علم أن تصريح بيغن بشأن المساعدة التي قدمتها إسرائيل للثوارالكرد لم تكن زلة لسان، بل تم التخطيط له مسبقًا. وهذا صحيح بالتأكيد، إنما لم يراد بتلميح بيغن بذلك على الكشف عن حقيقة أن يد إسرائيل وصلت إلى العراق وبمقدورها أن تصل أيضًا إلى مناطق بعيدة كما ذكرعزيز شريف فحسب، بل أُريد بالإضافة إلى ذلك إثارة البغضاء ضد الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي كان مسيطرًا آنذاك على إجزاء من كردستان العراق. وذلك من أجل خلق دافع لدى قيادة البعث لتوسيع رقعة الحرب العراقية الإيرانية من خلال شمول كردستان العراق فيها. ويمكن الإستدلال على ذلك من توقيت الحملة الإعلامية بواسطة الصحف الثلاثة المذكورة بين 29 – 9 – 1980 و 10 – 10 – 1980، أي بعد أيام من إندلاع الحرب العراقية الإيراني. في 22 – 9 – 1980″. المرجع السابق، ص 431 – 432.
وفي الاخير انتقد الدكتور عصام شريف الاتحاد الوطني الكردستاني بالقول:” وكما هو معلوم كان الاتحاد الوطني الكردستاني الاداة الحقيقية التي إستخدمت في الحرب من قبل السلطة العراقية ضد الحزب الديموقراطي الكردستاني المسند آنذاك من قبل جمهورية إيران الإسلامية الإيرانية. وإذا ما أخذنا بنظر الإعتبارإرتباط الحزبين الكرديين المتناحرين بالموساد، فلا بد من الإستنتاج بأن الموساد كان العنصر الفعال على الجهة الكردية؟، المرجع السابق، ص432؛ يبدو أن الناشر يشير الى أولى المواجهات المسلحة بين الحزبين وقعت عام 1978 وأدت الى سقوط قتلى في صفوفهما بسبب الصراع على مناطق النفوذ في الاقليم وقتل خلالها أحد قادة الاتحاد عندما قاد الديمقراطي هجوما مسلحا على 800 من عناصر الاتحاد أثناء توجههم إلى كردستان تركيا لاستلام شحنة أسلحة فقتل 700 منهم. وخلال الأعوام الأولى من الحرب العراقية الإيرانية، استمر الصراع بين الحزبين بسبب ارتباطهما بأطراف اقليمية متصارعة وتحول كردستان الى ساحة للحرب بعد ان دخلت القوات الايرانية الى منطقة نفوذ طالباني في منطقة بنجوين رغم معارضة طالباني. وكان مقاتلو الحزبين ينصبون الكمائن لبعضهما دون الدخول في مواجهات مباشرة، وخلال هذه المرحلة وبحلول أواسط ثمانينيات القرن العشرين وسيطرة الجمود على جبهات القتال في الحرب العراقية الايرانية عادت المواجهات بين الطرفين. وأبرم الاتحاد الوطني اتفاقا مع الحكومة العراقية عام 1984م… ولكن المفاوضات بين الجانبين لم تسفرعن شىء. ينظر: الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني تاريخ من التحالفات والصراع، موقع BBC ، في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
بعد ذك يتطرق الدكتور عصام شريف الى التحالفات التي أقامها الحزب الشيوعي العراقي، ونبه الى أن والده (= عزيز شريف) قد دق ناقوس الخطر من اشتراك الشيوعيين العراقيين في جبهتين متعارضتين مع البعض، وهل أن الحزب الشيوعي العراقي مسير من قبل عناصر مدسوسة؟:” ومن الملفت للنظر إشتراك الحزب الشيوعي العراقي في الجبهة الوطنية والقومية الديموقراطية ” ج. و. ق. د.” مع الاتحاد الوطني الكردستاني والبعث ” قيادة القطر العراقي” والحركة الاشتراكية العربية في تشرين الثاني 1980. أي بعد شهر واحد من الحملة الإعلامية الامريكية الصهيونية المذكورة وإندلاع الحرب الإيرانية العراقية. ثم تم توقيع الحزب الشيوعي بعد 16 يومًا على إتفاق الجبهة الوطنية الديموقراطية ” ج. و. د.” وذلك بالاشتراك مع الحزب الديموقراطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني. وكما لاحظ عزيز شريف إنطوت مسألة الدخول في جبهتين على مخاطر كبيرة ترتب عليها دخول الحزب الشيوعي في تحالفين عسكريين مع جهتين متناحرتين، لكل منهما قاعدة إسناده المتناحرة. فكيف يمكن شرح تزامن الحملة الإعلامية الامريكية الصهيونية المذكورة مع توقيع الحزب الشيوعي العراقي على الإشتراك في الجبهتين المذكورتين أعلاه؟ وقد تزامن التوقيع على الجبهتين في ظرف الملاحقة الوحشية للحزب الشيوعي وتصفية العناصر الشيوعية المتفانية. فهل كان الغرض من زج الحزب الشوعي في هذه المعركة ضرورة لإستخدامه كوقود من اجل توسيع نطاق هذه الحرب وإطالتها. وكما هو معلوم ان إبادة العقول العراقية هو واحد من أهم اهداف المخابرات المركزية. وقد زجت العقول العراقية في هذه الحرب بدون أي مبرر. من حقنا ان نطرح التسؤلات التالية: هل كان الحزب الشيوعي مسير من قبل عناصر مندسة كانت المسبب في دخول الحزب الشيوعي في الجبهتين لهذين الغرضين. وهل كان السبب في الإصرار على الإستمرار في هذه السياسة أمر ضروري لإدامة الحرب وإستكمال عملية الإبادة هذه؟ وهل كان للموساد الباع الطويل في تخطيط المعارك المأساوية التي راح ضحيتها عدد كبير من المناضلين الشيوعيين مثل معركة بشت أشان (= 1983م) وغيرها؟. مذكرات عزيز شريف، المرجع السابق، ص 433.
:*-A Z

+”#!T+ 0
يوم 17 حزيران 1971 بّلغ أعضاء لجنة السلام ببلاغ سري وعلى الفور مرقوم بالعدد 35 . يأمر
بحذف كلمة البيشمركه من المعاملات الرسمية بعد ان تم تأليف حرس الحدود. ويعتبر اي تجمع
باسم البيشمركه معاديًا. ويطلب من وزارتي الدفاع والداخلية اتخاذ ما ينبغي ( بخصوص هذه
التجمعات المعادية). ثم علم ان تأليف اللجنة كان برئاسة صدام حسين.