5 نوفمبر، 2024 1:53 م
Search
Close this search box.

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج33

الامير كاميران بدرخان مهندس العلاقات الكُردية – اليهودية/ج33

وكانت إسرائيل تخاف على الجالية اليهودية الباقية في العراق لا سيما بعد إعدام الحكومة العراقية لعدد من هؤلاء في ساحة التحرير سنة1969م بتهمة التجسس، لذلك اتصلت الحكومة الإسرائيلية مع القيادة الكردية عام 1971م وطلبت منها القيام بتسيير عملية كبيرة لتهجير اليهود من بغداد الى إيران عن طريق كردستان العراق. وتذكر باحثة اسرائيلية بهذا الشأن:” أن التورط الاسرائيلي في كردستان (=العراق) بمرور الوقت أصبح مثمراً، وهو كان غير متوقع وغير ذي علاقة بالدوافع الاسرائيلية، فقد سهلت العلاقة هجرة نحو خمسة آلاف من اليهود المتبقين في العراق من الذين منعوا من مغادرة العراق قانونياً في أعقاب الهجرة الجماعية في أوائل خمسينيات القرن الماضي. ينظر: أوفرا بينغيو، كرد العراق بناء دولة داخل دولة، ترجمة: عبدالرزاق عبدالله بوتاني، دار الساقي – دار ئاراس، بيروت – أربيل، 2014م، ص100، وتضيف الباحثة الاسرائيلية بأن مسعود البارزاني أشرف على ذلك العمل شخصياً. المرجع نفسه، ص109، الهامش(34)، نقلاً عن رئيس المخابرات العراقي (فاضل البراك) في كتابه: مصطفى البارزاني الاسطورة والحقيقة، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1409هـ – 1989م، ص273-275؛ والباحث والضابط الاسرائيلي: أليعازر(جيزي) تسافير في كتابه: أنا كردي، 1999م، الصفحة 148-152. ويبدو للباحث أن الباحثة والاكاديمية الاسرائيلية تحاول التدليس، فبينما كان بامكانها معرفة المشرف على عملية تهجير اليهود حصراً، ولكنها أرادت بطريقة أو بأخرى صب النار على الزيت.
وفعلا قام بعض المهربون الكرد بدعم من قيادات كردية في الحزب الديمقراطي الكردستاني على مستوىً عالٍ بتهجير المئات من اليهود الى إيران لقاء مبالغ مالية كبيرة. وقد أشار الى ذلك عدد من الكتاب الإسرائيليين في مذكراتهم. ينظر: شلوموهيلل، تهجير يهود العراق، ترجمة: غازي السعدي (عمان: دار الجليل للدراسات والابحاث الفلسطينية،1986م)، ص277. وقد علمت المخابرات العراقية بهذه العملية عن طريق (جميل بن حمد آغا الميركه سوري) العضو في الحزب الشيوعي العراقي، وهو الذي أوصل هذه المعلومات الى الحزب الشيوعي العراقي، وعلمت بها الحكومة العراقية، لاسيما وانهم كانوا أي الشيوعيين العراقيين على وشك التحالف مع حزب البعث العربي الاشتراكي، فيما سمي ب (الجبهة الوطنية والقومية التقدمية)عام1973م، أما الحكومة العراقية فقد قامت بإعفاء بعض المسؤولين الكرد وإحالتهم على التقاعد.
وتجدر الاشارة الى أن (فرنسوالحريري) قائممقام قضاء (جومان) القريب من الحدود الايرانية، و(رمضان عيسى بارزاني) قائمقام قضاء (رواندوز) كانا مشاركين في عملية نقل اليهود العراقيين الى ايران عبر طريق هاملتون الاستراتيجي (اربيل- شقلاوة – الحاج عمران- الحدود الايرانية). ينظر: رزكار قادر مارونسي، سر العلاقات الاسرائيلية البارزانية؛ النفوذ الإسرائيلي في كردستان، موقع الزوراء.
وتسلط كاتبة كردية الضوء على على هذا الموضوع بهذا الخصوص ما يلي:” بين عامي 1970-1971 كان عدد كبير من اليهود العراقيين يحاولون الهجرة الى اسرائيل عن طريق ايران. وكان ادريس البارزاني قد شكل بواسطة فرنسو حريري ما يشبه عصابة تهريب تتولى نقل هؤلاء لقاء مبالغ كبيرة”. ينظر: شه بول فاخر ميركه سوري، لسان الجريمة ينطق، ترجمة: محمد عبدالله (السليمانية – كردستان: د، م،1998م)، ص59.
وتذكرالكاتبة ( شه بول فاخر مير كه سوري) رواية أخرى مفادها:” فيما هناك رأي آخر يقول أن هذه العصابة كانت تحت اشراف الشيخ محمد خالد البارزاني. وأوصل جميل أخبار وتحركات هذه الشبكة الى الحزب الشيوعي ثم علمت الحكومة العراقية بها”. المرجع السابق ، ص59.
وتستطرد الكاتبة بالقول:” وهناك رأي آخر يفيد أن جميل كان هو نفسه أحد أعضاء هذه العصابة. وكان حلقة الوصل بين اليهود ورئيس العصابة. وليست هذه الامور مستبعدة تماماً لاسيما وأنها تتطابق مع تصرفات جميل، رغم أن علاقته بأبناء شيوخ بارزان لم تكن في يوم من الايام تسمح له بحدوث هذا الامر، المهم أن خبر هذه الشبكة كشفه جميل”. ينظر: لسان الجريمة ينطق، المرجع السابق، ص59.
في اعتقاد الباحث أن الكاتبة ذكرت عدة آراء، ولم تحدد الرأي الراجح عندها، رغم أنها قالت أن عمها (جميل محمد آغا ميركه سوري) هو الذي كشف الشبكة، وأن” للحزب الشيوعي العراقي بعض الملاحظات عليه يعاتبونه وينتقدونه، دون أن تتضح أسباب هذه الانتقادات وأوجه المعاتبات”. المصدر السابق، ص59. فضلاً عن ذلك أنها ذكرت شخصا كالشيخ محمد خالد البارزاني أشرف على العملية؛ لا يعقل لمكانته الدينية الكبيرة؟، ولعدم امتلاكه منصبا في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في تلك الآونة، كي يعطي الاوامر.
وجدير بالاشارة أن السيد مسعود البارزاني له وجهة نظر آخرى بخصوص موضوع (جميل محمد آغا مير كه سوري): ” … ونجـحت السلطة ايضـاً في جرّ عـضو اللجـنة فاخر محمد آغا ميركه سوري الى خندق العمالة. يضـيق المجال عن الـتفـصيـل في الإمتـيـاز الذي خُصّ به هذا المقاتـل الجريء بعـد بلائه الحـسن وشـجـاعتـه النادرة في مـعـارك هَندرين ١٩٦٦ العظـيمـة وليس بأقـل إمتـيـازاً أو شأناً كانت تزكيته لعضوية اللـجنة المركزية في المؤتمر الثامن للحزب (= تموز عام1970م)، ثم إسناد مسؤولية الفرع في السليمانية وهو من فروع الحزب المهمة جداً. كـان وقعُ خيـانة فـاخـرعليَّ أليـماً بنوعٍ خـاص، فـقـد خصـصـتُهُ بتـقـديرٍ عظيم وسـاندتُهُ بكلّ إمكانياتي ولم يدُر في أوسع خيالي أن ينحدر الى درك الخيانة. كنتُ والتقارير تصلني تباعاً عن ضلوعه في التآمر على الثورة وقائدها أدعو من الله أن يلهمـه الرشاد ويعود الى سبـيل الصواب قبل أن يفدح الأمـر ويسلك طريق اللاعودة. فأضحت خيبتي فيه عظيمة أنا بصورة خـاصة لأنني هيأت له سبيل التقدم، خيبة تعادل ألمي العظيم لتنكره للثورة التي إحتضنته فإختار الإنحياز الى صفّ أعدائها. بدأت علاقة فـاخر بمدير الأمن العام ناظم گزار السفاح الشـهير، وكانت علاقة مـباشرة من تكاليـفـهـا الأولى كـتابـة التقـارير عن الـثورة والحـزب. ثم تطورت العـلاقـة الى الحـدّ الذي كلّفــه ناظم گـزار بتنفــيـذ خطة تهــدف الى تصـفـيـة قــيـادة الثـورة بزرع عــدة قنابل ومتـفجـرات داخل محلّ إجتـماع اللجنة المركـزية بوجود البـارزاني فيـها. وقد وقـفنا على هذا في حينه وأتخذت التدابير لإحباط أيّ محاولة للتنفيذ وإجتثاثها من براعمها. ينظر: مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكُردية، أربيل، 2002، ج3، ص291.
وبخصوص تعلق الامر بموضوع البحث المدعو(جميل) شقيق فاخر ميركه سوري يعلق السيد مسعود البارزاني بالقول: “من جـهــة أخـرى جنّد فـاخـر شــقـيـقَـه المدعــو (جـمـيل) وبعــثـه الى طهـران ليــقـوم بدورالجاسوس للجهـات الإيرانية والعراقية في عين الوقت، وكانت مهـمته التي كلّف بها من قبل المخابرات الإيرانيـة هدم بقية ثقةٍ بين الثورة والحكومة المركـزية تؤدي الى إشعال نار الحـرب وهو مـا كـانت تتـوق اليـه الحكومـة الإيرانيـة ويتـفق مع خططهـا. وكـان من جـملة صـفحـات العـمليـة ومـا جرى الإتفـاق عليـه مع جـهـاز المخابرات الإيراني (الـساڤـاك) أن تنفذ أولاً عملية إغتيال محافظ أربيل عبدالوهاب أتروشي. وقد وقف جهاز أمن الثورة على كلّ ذلك فـي حـينه ايضـاً وحـذّر الأتروشي وأتـخـذت التـدابيـر الوقـائـيـة، ثم شـرعت إحدى مفـارز الپيشمرگـه والشرطة بإقتفاء أثر جـميل بغية إلقاء القـبض عليه لكنه قاوم المفرزة وحاول الإفلات بإطلاق النار وجرح أحد أفرادها مما حدا ببقية عناصر المفرزة بالرد عليه بالمثل فقُتل. ينظر: مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكُردية، المرجع السابق، ج3، ص292.
ومن جانبها فقد حاولت الحكومة العراقية إحالة المسؤولَين الكُرديين المشاركين في هذه العملية وفق المعلومات الخاصة بها على التقاعد باعتبارهما موظفين لديها (= قائمقامين) تابعين لوزارة الداخلية، وهما كل من: رمضان عيسى البارزاني، وفرنسوا توما الحريري، ولكن إصرار الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني على التشبث بالسيد (فرنسوا الحريري) كقائمقام لقضاء جومان الواقع قرب الحدود الايرانية ولموقعه الاستراتيجي، جعل الحكومة العراقية ترضخ وتصرف النظرعنه، وأحالت على التقاعد فقط قائمقمام قضاء رواندوز السيد رمضان عيسى البارزاني، الذي فارق الحياة إثر نوبة قلبية عند سماعه الخبر، ينظر: رزكار قادر مارونسي، سر العلاقات الاسرائيلية البارزانية؛ النفوذ الإسرائيلي في كردستان، موقع الزوراء.
وفي الحقيقة هناك تخبط في المصادر الاسرائيلية حول عدد اليهود العراقيين المتواجدين في العراق في أعقاب حرب حزيران عام1967م مابين الثلاثة آلاف نسمة كما ذكره الصحفي شلومو نكديمون في كتابه (الموساد في العراق ودول الجوار، الصفحة: 253)، وبين ماذكرته الاكاديمية الاسرائيلية (أوفرا بينجيو) التي قدرتهم ب خمسة آلاف نسمة في كتابها ( كرد العراق دولة داخل دولة، الصفحة: 100)، ويبدو أن الرقم (3000) نسمة هو الاقرب الى الحقيقة بدليل ما أكدته المصادر العراقية، ففي أعقاب حرب حزيران (يونيو) 1967 كان عدد اليهود في العراق حوالي ثلاثة آلاف نسمة، وكان وضعهم بائساً، والمصارف أمرت بعدم دفع أكثر من مائة دينار لكل يهودي، وعدم جواز ملكية أي يهودي، وقد أدى بيان السلام مع الأكراد في 11 آذار (مارس) 1970 إلى تخفيف القيود في الوصول إلى المناطق الكردية، ووضعت خطة لتهريب اليهود عن طريق المنطقة الكردية. وفي 27/3/1970 بدأت عمليات تهريب اليهود عن طريق شمال العراق باتجاه إيران، واستمرت ووصلت ذروتها في شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر عام1970م إلى أن انكشفت محاولة فرار 250 يهودي وقبضت الشرطة العراقية السرية عليهم وأعيدوا إلى بغداد وتم اعتقالهم في محراب البهائيين الذي كان يستخدم مقر للمخابرات العراقية في حينها، وقد نجحت عمليات الفرار في إخلاء العراق تقريباً من اليهود ولم يبقى منهم سوى 500 – 1500 يهودي ثم انخفض عددهم بحيث لم يبقى منهم سوى أقل من (خمسين) يهوديا. وفي 3/1/1973 كتبت جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي قائلة: “أنه مقابل المساعدات التي تقدمها إسرائيل للأكراد، فإن الأكراد يساعدون اليهود العراقيين على الفرار إلى إسرائيل”. ورغم ذلك فقد نشرت صحيفة الثورة في يوم 3 كانون الثاني/ ينايرعام1973م:”. ينظر: أحمد عبدالمجيد، صاعق البارود – الدعم الاسرائيلي للتمرد في شمال العراق، بغداد، 1410هـ/1990م، ص51
وكانت السلطات العراقية ترفض بشدة في البداية هجرة اليهود، إلا إن تحركاتهم وتنقلاتهم داخل العراق خُففت عنها القيود، لذلك إستغل بعض اليهود تلك الفرصة بالسفر إلى شمال العراق بحجة الإستجمام وقضاء بعض أشهر الصيف لاسيما بعد توقف القتال بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية بعيد الإعلان عن بيان الحادي عشر من آذار ١٩٧٠. إلا إن سلطات الأمن العراقية إكتشفت أن سفر اليهود نحو كردستان لم يكن إلا تمهيداً لهروب العديد منهم إلى خارج العراق . إذ تخبرنا إحدى الوثائق الصادرة عن مديرية الأمن العامة العراقية عن أن بعض أولئك اليهود وعددهم أربع وثلاثون – حسب كشف الأسماء والعناوين الوارد في الوثيقة – ” قد هربوا إلى إيران بصورة غير مشروعة عن طريق المصائف الشمالية ، تاركين أموالهم وأثاث منازلهم مدة تزيد عن الشهرين ولم يعودوا لحد الآن” ، وعلى أثره قامت مديريات الأمن في المحافظات الشمالية بالتحري عنهم لغرض حملهم على العودة إلى مناطق سكنهم الأصلية في بغداد، إلا أن تلك التحريات لم تفلح في العثورعليهم . لذلك قررت مديرية الأمن العامة ” إغلاق دورهم السكنية وختم أبوابها بالشمع الأحمر وإبلاغ مجلس قيادة الثورة كي يصدر التعليمات المتعلقة بوضع يد الدولة على أموالهم المنقولة وغير المنقولة تمهيداً للإستيلاء عليها من قبل مديرية الأموال المجمدة”. إن ما يؤخذ على السلطات العراقية في حينها هو إسراعها في الإستيلاء على أموال أولئك اليهود الذين تركوا وطنهم بطريقة غير قانونية، إذ كان الأجدر بتلك السلطات أن تجري تحقيقاً جاداً تبحث فيه عن الأسباب الحقيقية التي دفعت أولئك اليهود إلى ترك أموالهم ومصالحهم والسفر بطريقة غير شرعية إلى خارج الوطن، بدلاً من الإهتمام بإجراءات رد الفعل العقابية المتسرعة التي لا تؤدي إلى إيجاد الحلول الصحيحة”. ينظر: مأمون شاكر اسماعيل، موقف الولايات المتحدة الامريكية من قضية اعدام بعض اليهود العراقيين من قبل الحكومة العراقية عام1969، مجلة كلية الاداب – الجامعة المستنصرية،2012م، العدد 101، ص82.
وعلى الرغم من المعلومات التي أوردتها مديرية الأمن العامة في وثيقتها المشار إليها، إلا أن الجانب العراقي – وعلى مايبدو – كان آنذاك أقل الأطراف المعنية بالموضوع معرفة بتفاصيل عملية هروب اليهود، بينما كان الجانب الأميركي بشكل أساسي ومعه الجانب الإيراني والقيادة الكردية في شمال العراق على علمٍ بالكثير من حيثيات وتفاصيل تلك العملية . إذ إن إعتقال السلطات العراقية لعدد من اليهود في أربيل خلال شهر أيلول ١٩٧٠ لم يكن كافياً فيما يبدو لكشف تفاصيل و ملابسات هروب الآخرين منهم . إذ إن تلك السلطات لم تستطع الوصول إلى تلك الشبكة أو ” التنظيم ” Organization على حد وصف الوثيقة الأميركية له ، الذي ساهم بشكل فعال في تهريب مجاميع من اليهود العراقيين إلى إيران، إذ إن الهدوء الذي ساد في شمال العراق بعد توقف القتال في شهر آذار ١٩٧٠ شجع بعض (المنظمات الإنسانية) على مفاتحة الملا مصطفى البارزاني للسماح لها بإقامة مكاتب في شمال العراق، لتقوم بتسهيل نقل اليهود العراقيين الراغبين بالهجرة من العراق إلى الأراضي الإيرانية . وبعد موافقة الجانب الكردي قامت تلك المنظمات بتهريب ما يقرب من مائتين وخمسين يهودياً عراقياً إلى الأراضي الإيرانية في الفترة الزمنية الممتدة من ربيع عام ١٩٧٠ حتى أواسط تشرين الأول من السنة ذاتها. ينظر: مأمون شاكر اسماعيل، موقف الولايات المتحدة الامريكية من قضية اعدام بعض اليهود العراقيين من قبل الحكومة العراقية عام1969، المرجع السابق، العدد101، ص80 – 81.
وفي السياق نفسه فقد جرت مهاترات كلامية بين صحيفة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي، وصحيفة التآخي الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي الكردستاني، بدأته جريدة الثورة في 17 تشرين الاول/ اكتوبر 1972م؛ ذلك الجدل الذي استمر شهراً عبر أربعة عشر مقالاً افتتاحاً للثورة عن القضية الكردية، وكانت تحت عنوان من أجل” من أجل حماية السلام والوحدة الوطنية”، في مقابل رود جريدة التآخي على تلك الافتتاحيات، واحدى تلك الافتتاحيات تطرقت الى دعم الحركة الكردية لتهريب اليهود العراقيين عبر كردستان العراق الى إيران ومنها الى اسرائيل، فكان رد التآخي بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس له يد في تلك المسألة، لأن اليهود كانوا يفرّون من كل مناطق العراق، علاوةً على أنهم كانوا يغادرون العراق الى أوروبا عبرالقنوات الرسمية؛ واستنتجت الصحيفة أن تلك الاتهامات كان هدفها تشويه صورة الكرد في أعين العرب. ينظر: صحيفة التآخي في عدديها في 15 و21 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام1972م.
وفي السياق نفسه علقت الاكاديمية الاسرائيلية (أوفرا بينغيو)على الموضوع بقولها:” ابتداءً من أيار/ مايو 1971 تبنت الحكومة العراقية سياسة هادئة قائمة على السماح لليهود بمغادرة العراق ولكن تحت رقابة مستمرة وشديدة. وبدأت تلك السياسة تتغير في خريف عام1972 حينما استؤنف اضطهاد اليهود. وقد أكد لي أحد المهاجرين من العراق أنه في 1971 سمحت الحكومة العراقية للمسنين من اليهود بمغادرة العراق الى أوروبا بجوازات سفرعراقية”. ينظر: كرد العراق بناء دولة داخل دولة، ص128 – 129، الهامش (25).

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات