من المفترض في اي مرحلة تمر بها امتنا واوطاننا العربية والاسلامية ان نعمل سويا من اجل النهوض بها ودرء الاخطار عنها وخصوصا عندما تتعرض هذه الامة والاوطان لهجمة شرسة خارجية تحاول الاستفادة من عوامل انهيار داخلية كثيرة تعصف بنا من اجل تمزيقنا والتحكم بثرواتنا وربطنا بمصالح ومخططات ومطامع تلك الدول وتقوية ودعم الكيان الصهيوني للسيطرة من خلاله على عموم المنطقة والهيمنة عليها …والحرب الناعمة التي نشهد فصولها الان في المنطقة والتي تاخذ ابعادا خطيرة ونتائج ستراتيجية مهمة يحاول اعدائنا تحقيقها من خلال شنها علينا فمن بيننا ادواتها والقائمين بها ونحن جميعا ضحاياها لاننا نجهل تماما ما نحن فيه وكم يستفيد منه العدو ولا نعرف الى اين يجرنا الاخرون والى اي واقع مزري نحن بانفسنا اليه ماضون ؟ فهذه الحرب لاتحتاج من الغرب والصهاينة ان يحشدوا الجيوش ويصرفوا الاموال ويقدموا الضحايا من اجل القيام بها (مثلما فعل بوش وقادة امريكا واسرائيل من قبل ) بل تستفيد وتدعم وتامر قوى داخلية مرتبطة بها مستفيدة من بعض اوضاعنا الداخلية القاسية وجهلنا لتازيم الامور وتعقيدها وصولا للاقتتال الداخلي والاقليمي مابين مكونات واطراف متعددة موجودة في واقعنا ومجتمعاتنا , واهم ما ترتكز عليه هذه الحرب الناعمة هو تقوية ونشر الفكر والممارسة التفريقية والفتن بين الطوائف والاديان والقوميات في منطقتنا معتمدين على مراكز قرار سياسي ومالي واعلامي وموقع ديني مهم وكبير في منطقتنا خصوصا في السعودية( لوجود مكة المكرمة والمدينة المنورة فيها) وبعض دول الخليج (تحديدا دولة قطر) ينتهج وياخذ على عاتقه تاجيج هذه الفرقة المذهبية والدينية والقومية نيابة عنهم ويصر عليها ويرتكب ابشع الجرائم والقتل والعصبية والاقصاء (عبر المنظمات الارهابية ومراكز القوى التكفيرية ) مع التعاون و الارتباط الوثيق مع اعداء الامة لتمكينهم من التخلص من المقاومين لهم والمدافعين عن الامة ودينها الحنيف ومقدساتها وطرد الصهاينة والمحتلين من اراضيها وكذلك لمنع حصول اي حالة معالجة حقيقية وصادقة وجادة للمحن والمعاناة والمشاكل التي ترزح تحت وطاتها شعوبنا وامتنا ….
وهكذا بدا التوسع في نشر الفكر والممارسة الاموية من جديد في عموم اوطاننا لانه الوسيلة الانجع والاخطر في محاربة دين محمد(ص) وتحريفه من جهة ونشر الفتن في امته واضعافها واركاعها لاعداء الله تعالى ورسوله الكريم (ص) من جهة اخرى …وهناك صلة وثيقة وتحالف كامل سياسي وعسكري وامني واقتصادي مابين هذه الانظمة او المراكز الراعية للتكفير والطائفية وبين امريكا والغرب والصهاينة وقد اصبح معلنا ومكشوفا الان بالكامل وابعاده واهدافه ما عادت خافية الا على الاعمى وقد تم التوقيع رسميا مابين امريكا وهذه الانظمة على تلك المعاهدة او الحلف قبل اشهر قليلة ….
العراق وشعبه اول الضحايا
ونحن في العراق كنا قد دفعنا ولا زلنا ندفع ثمنا باهظا من دماء ابنائنا ودمار بلدنا وتجويعنا وافقارنا من قبل هؤلاء الامويين الجدد الذين دفعوا مئات مليارات الدولارات لاشعال فتيل الحرب ولابقائها مستعرة ومستمرة لسنوات عدة مابين البلدين الجارين المسلمين العراق وايران ثم من اجل ضرب العراق وحصاره ووضعه تحت الوصاية الدولية (الامريكية) بعد حرب الكويت وقتل ومعاقبة الذين انتفضوا بوجه الطاغية حينها وبعدها و الحيلولة دون اسقاطه على يد العراقيين انفسهم والمحافظة على مقدرات بلدهم واستقلاله ووحدته ومن ثم بعد سنوات تمكين امريكا من احتلاله عبر اراضيهم وقواعدها العسكرية المنتشرة في دولهم و البدء باكبر عملية قتل جماعية وتخريبية غير مسبوقة على اساس طائفي تكفيري اجرامي قذر جندوا له الالاف من اتباعهم ليدخلوا اليه ويقتلوا اهله ويعتدوا على مقدساته ويوقفوا عجلة الحياة و التقدم فيه ويمنعوا استقراره وحفظ الامن فيه ….انهم ادخلوا جنود الاحتلال عبر اراضيهم للعراق ثم قالوا لاتباعهم اذهبوا لقتل الناس فيه من اهل الشيعة لانهم مشركين ومن اهل السنة اذا لم يتبعوكم لانهم مرتدين ؟ وماذا قالوا للجهلاء والسذج من اتباعهم : اننا جهاديون ؟ فاي نفاق وتحريف وجرم بحق الدين والامة اكبر من هذا الفكر والسلوك ؟؟ وانا اسال هنا : ( الادلة الجرمية والنفاقية )
1- اليس هناك فتاوى دينية صريحة ومعلنة بالتكفير خصوصا للشيعة ولكل من يخالفهم بالراي من اهل السنة والجماعة صدرت من دار الفتوى في السعودية وغيرها وكلها تؤسس للفتنة والقتل و الارهاب ( تدعو صراحة للقتل والترويع والاستباحة ) .اليس هناك احتضان سياسي واعلامي ومالي وتسليحي من قبل دولة قطر لهؤلاء الارهابيين ومنظماتهم ولكل الطائفيين
2- الم يبدا هؤلاء التكفيريون عمليات القتل في العراق حين دخولهم اليه على اساس هذه (الفتاوي الشرعية ) واسسوا لامارات تدعوا لافكارهم الاجرامية هذه من اجل تاجيج واثارة العنف الطائفي في العراق وتقسيمه وتمزيقه واعطاء الذرائع لبقاء قوات الاحتلال فيه. .. الم يتسببوا باحداث العنف الطائفي فعليا في العراق (كفعل ورد فعل مقابل له ) وقتل وتشريد وتهجير مئات الالوف من المسلمين فيه .
3- الم يعلنوا حربهم على ال البيت عليهم السلام واعدوا العدة وقاموا بمحاولات متكررة ولازالوا لتفجير و لهدم المراقد المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وفي الكاظمية وهدموا وفجروا فعليا مرقد الامامين العسكريين في سامراء .
4- الم يعتدوا ولا زالوا يعتدون في كل مناسبة دينية على زوار العتبات المقدسة ويقتلوا الالاف من النساء والاطفال والشيوخ والشباب الزائرين لهذة العتبات المطهرة وكل ذلك بسبب حبهم لابناء رسول الله (ص) .
5- الم يتسببوا في نشر الرعب والخوف والقتل والارهاب والدمار وتعطيل الحياة وغياب الامن والسلام في كل مدننا العراقية شيعية وسنية.. فهل هذا هو الاسلام .. وكم عاثوا فسادا وقتلا وتخريبا في المناطق الغربية السنية لانها رفضتهم وكشفت جرمهم ونفاقهم وانحرافهم وعدائهم للاسلام والمسلمين وبكل مذاهبهم المعروفة .
6- الا تتطابق مهمة هؤلاء التكفيريين في العراق (وكذلك لعموم دول منطقتنا العربية والاسلامية) مع الهدف الاستراتيجي الصهيوني والامريكي بتقسيم العراق لدويلات طائفية وعرقية متناحرة ضعيفة وبلا نظام او جيش او اي ثقل اقتصادي او سياسي فعال ومؤثر.
7- الا يجري الان تنفيذ نفس المخطط الطائفي والفتن والاقتتال والاقصاء والتخريب والتدمير والفوضى وغياب الامن والاحتلال واستقدام قوى الاعداء الاجانب والقضاء على مراكز القوة العسكرية والاقتصادبة والسياسية الذي جرى في العراق على جميع دول المنطقة والاقليم وبصورة غير مالوفة ووقحة وخيانية وباصرار سعودي قطري متناغم تماما مع كل ما تريد امريكا والغرب واسرائيل تحقيقه من اهداف ومخططات في المنطقة …
علينا الانتباه جيدا لما يلي ( من ناحية الاهداف الاستراتيجية لهم ) :
1- الاستهداف المباشر للجيوش العربية والاسلامية وقوى المقاومة التي تعتبر اسرائيل عدوا ….وربط الجيوش الاخرى للدول التي تقوم بهذا الدور التخريبي والتفريقي بحلف الناتو لتقوية ودعم وجود الكيان الصهيوني والوجود العسكري الغربي في المنطقة :- فلماذا ضرب الجيش العراقي وانهي وجود كل اسلحته في العراق واصبحنا نبدا من الصفر وتحت شروط قاسية لتاسيسه من جديد وقوى معارضة في الداخل والخارج تحول دون ذلك ؟ ولماذا تلازم تدمير هذا الجيش وحله وانهاء وجوده مع اسقاط النظام واستبدل بالاحتلال المباشر ؟ اليس لانه يمثل عمقا استراتيجيا مهما لدول المواجهة مع اسرائيل ؟ ولماذا كان الثمن المدفوع للثورة الشعبية في ليبيا هو تحطيم القوة العسكرية فيها وبالكامل ومن قبل امريكا والناتو نفسه والتاكيد عليه من قبلهم ؟ لماذا الجيش السوداني تستنفذ كل قواه في حروب ونزاعات داخلية متعددة فيه وتم تقسيم هذا البلد ؟ اليس لان السودان وليبيا هما العمق الاستراتيجي لمصر وهي دولة مواجهة ؟ لماذا الان يعملون بكل جهدهم لاستحصال قرار اممي لضرب الجيش السوري وانهائه وتدفع الاموال الطائلة لاشغاله في قتال داخلي ويجري منع حصول اي حوار سياسي داخلي لحل الازمة في هذا البلد؟ اليس لانها دولة مواجهة وحاضنة للمقاومة ؟ لماذا الاستهداف والتهديد ووضع الخطط لضرب ايران وحصارها؟ اليس لانها داعمة للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة وتعتبر وجود اسرائيل باطلا ؟ لماذا الاستهداف المتعدد الاوجه والاطراف لقوى المقاومة والجيش في لبنان والمقاومة في فلسطين والمطالبة بنزع اسلحتها والقضاء عليها؟ ولماذا تعلن التحالفات العسكرية لبعض الانظمة (والتي لا تعتبر اسرائيل عدوا) مع امريكا وحلف الناتو وهم الداعمين الاساسيين لاسرائيل (الاردن والخليج ) ؟ اما حال الجيش المصري وما يتعرض له من ضغوط وتهديدات واختراقات فهي كثيرة جدا وتسعى لاضعافه واشغاله في فتن داخالية متعددة وتكبله معاهدة الاذعان في كامب ديفيد ووجوب خلو سيناء من الجيش .
لقد خسرت الدول العربية وستخسر جيوشها وقوتها العسكرية الواحدة تلو الاخرى ولا تبقى الا الجيوش التابعة والحليفة لامريكا والناتو وستكون هناك دول ومناطق منزوعة السلاح تماما وهي الدول والمناطق المحيطة باسرائيل والدول التي تمثل العمق الاستراتيجي لها .
2- المعاداة لكل من يقف مع العرب في قضيتهم المركزية فلسطين والتحالف مع من يرتبط بعلاقات وثيقة مع اسرائيل وحلف الناتو :- فبالله عليكم قولوا لي هل من المعقول لنا كعرب وكذلك الشعب الفلسطيني والدول المحتلة اراضيها من قبل اسرائيل ان نعادي من يقف بوجه الكيان الصهيوني ويعتبر وجوده باطلا وقدم و مستعد اكثر فاكثر لتقديم الدعم المطلق وبلا شروط لقضيتنا الفلسطينية وتدفع ثمنا باهظا لموقفها المعلن هذا وتهدد بالضرب وتحاصر من قبل امريكا نتيجة هذا الموقف وهي ايران ونعتبرها عدونا ويجب مساعدة اسرائيل وامريكا على ضربها …ونقوم بعقد تحالفات مع تركيا وهي مرتبطة بعلاقات وثيقة عسكرية وامنية واقتصادية متنامية مع الكيان الصهيوني وتعترف به وعضو في الناتو وتحاول بكل جهدها استقدام قوات الناتو لضرب سوريا وحزب االله في لبنان ( اي لضرب من يقاوم اسرائيل ويسعى لتحرير الارض) ؟ واذا قيل ان تركيا تدافع عن السنة بمواجهة التشيع الايراني فهل شعب فلسطين من الشيعة ام السنة ؟ وهل القدس للشيعة ام لكل المسلمين والمسيحيين ؟ وحتى الجيش السوري اليس هو سنيا وليس شيعيا ؟… فهذه هي الاموية الخالطة لكل الاوراق من اجل المكر والخديعة و والتضليل والاجرام ومحاربة الدين والمقدسات ….واليس كل الاعتداءات الاسرائيلية على الدول العربية كانت بدعم وتنسيق كامل مع امريكا والغرب وكل قوة هذا العدو العسكرية والامنية والاقتصادية هي من امريكا فلماذا يجري التحالف معها ولمصلحة من ؟؟
والسؤال المهم جدا والذي على الجميع الانتباه اليه والاجابة عليه : هل ما يجري الان هو ضرب وتفكيك ما يسمى الهلال الشيعي مثلما يدعون ام هو ضرب المقاومة العربية والاسلامية بكل اطيافها ومكوناتها ضد الكيان الصهيوني وامريكا ؟ والجواب واضح لكل ذي عقل سليم … فلا سوريا شيعية ولا المقاومة الفلسطينية ولا كل الحركات والجهات اللبنانية الحاضنة والحليفة لحزب الله في لبنان او جيشه ولا حتى العراق وحكومته لان كل المكونات والاحزاب شريكة فيها.
3- تفكيك وتفتيت الدول العربية الى دويلات ومراكز قوى متصارعة متناحرة :
ففي الوحدة قوة وفي الفرقة ضعف و اهم ما يهدد وجود الاعداء ويمنعهم من التطاول علينا هو وحدتنا واهم منقذ لنا من مشاكلنا الاقتصادية والخلاص من البطالة والفقر ويدفع لتقدمنا ورقينا وشيوع الامن والسلام في بلداننا هو وحدتنا وتكاتفنا وتكتلنا في اتحاد قوي يجمع كل طاقاتنا الاقتصادية والعلمية والبشرية وقوانا العسكرية والامنية والسياسية حتى نكون امة قادرة ومنتجة وقوية …ولكن انظروا للاموية الجديدة ماذا تفعل ؟؟ العكس تماما .. انه التشظي واثارة الفتن الداخلية بكل انواعها وليس الطائفية فقط واثارة الفتن الاقليمية وصراعات المحاور المختلفة ومنع حصول اي تقارب يصب في مصلحة الامة وشعوبها …. انظروا الى الاوضاع الداخلية في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن والسودان والبحرين وليبيا ومصر وتونس والجزائروغيرها كلها متازمة وتقسيمية وتنافرية ومعقدة وانظروا الى المحيط الاقليمي كله متازم ومتناحر ؟؟
ولا اريد ان ادخل في تفاصيل الاوضاع لكل هذه البلدان والمنطقة عموما والتي كلها تدل على خطورة الدور البشع والاساسي والقذر لاصحاب النهج الاموي في تنفيذ المخطط والاهداف الاستراتيجية لاعداء امتننا من الصهاينة والامريكان والغرب نيابة عنهم وجعلنا وقودا لهذه الفتن والحروب المدمرة والتخريبية وادخالنا في نفق مظلم لا نهاية له يمزقنا شر ممزق ويزيدنا فقرا وبؤسا ومعاناة وتخلفا وضعفا وترديا وعجزا…
فالاموية الجديدة هي حلم الصهاينة لانقاذهم من مازقهم التاريخي الذي ادخلتهم فيه قوى المقاومة البطلة طوال العقدين الماضيين في فلسطين ولبنان والذي اصبح تهديدا وجوديا لهم لا يستطيعون مواجهته وتدارك نتائجة الكارثية عليهم .. وهي اداة الانقاذ للمشروع الامريكي المتهاوي والمتهالك تحت ضربات المقاومين الاحرار في العراق خصوصا والذين لقنوا القوات الامريكية المحتلة وقياداتهم دروسا لن ينسوها فذهب بوش ومشروعه الشرق اوسطي في مهب الريح وكانت نتائجه العسكرية والاقتصادية والسياسية وخيمة عليهم .. ان كل الفعل الاموي هو فعل صهيوني امريكي بامتياز… وانظروا للتطابق في البعد الميداني العملي و التنفيذي ما بين المشروعين الامريكي والصهيوني من جهة والفعل او المشروع الاموي من جهة اخرى ضمن الابعاد الاستراتيجية :
اسرائيل تريد ان تتخلص من كل من يتهدد وجودها ويقاومها ويفشل مشروعها التوسعي …و هي تعلن صراحة عن اعدائها ..فلابد من الخلاص من حزب الله وسلاحه في لبنان والخلاص من كل حركات المقاومة في فلسطين واسقاط وضرب الانظمة الداعمة والحاضنة لحركات المقاومة واولها سوريا والثانية ايران ؟؟ … فهل هذا امر مخفي او نحتاج الى الدليل عليه والبحث عنه ؟؟.. فاسرائيل نفسها مع امريكا والغرب يعلنون جهارا نهارا ان هؤلاء جميعا يجب الخلاص منهم وقد قاموا فعليا بشن الحرب الضروس القاسية والعنيفة في لبنان عام 2006 وفي غزة عام 2008على اطراف المقاومة فيهما دون جدوى وهزموا شر هزيمة ولاول مرة في تاريخ الحروب العربية المعاصرة !!…فما الحل ياترى مع هذه القوى المقاومة والممانعة ؟؟ اتى الرد سريعا من الامويين الجدد : نحن سنكفيكم هذا ونحن من سيقوم بالمهمة على اكمل وجه؟؟ .. وطبعا بالطريقة الطائفية !!.. فمن ناحية سلاح المقاومة في لبنان : سعت الاموية الجديدة لتاجيج حرب طائفية كبيرة في لبنان من خلال اتهام حزب الله زورا وبهتانا باغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد ان فشلت باتهام سوريا بذلك عندما تكشفت ابعاد المؤامرة كليا والاكاذيب التي سيقت طوال اشهر عديدة حولها (فضيحة شهود الزور والدوائر التي استخدمتهم ودعمتهم ), فبعد انتصار المقاومة على اسرائيل في 2006 تحولوا من اتهام سوريا بقتل الرئيس الحريري الى اتهام حزب الله بذلك اي انهم ارادوا ايهام الناس بان هذا الحزب الشيعي قتل قائدا سنيا في لبنان فيا اهل السنة هبوا للدفاع عن انفسكم وعن قائدكم ضد هؤلاء الروافض !!..ودعمت اطرافا معينة في لبنان للقيام بهذه المهمة مع تنسيق وتعاون كامل مع امريكا والصهاينة من الذين قاموا فعليا بقتل الرئيس الحريري ؟؟ .. وفشلوا لان هذه الخديعة لم تخفى على اكثرية الشعب اللبناني …ولكنهم عادوا من جديد و يدفعون بكل قواهم حاليا للمطالبة بنزع سلاح حزب الله ولا حديث يجري من قبل الاطراف التابعة لهم في لبنان الان سوى هذا الحديث !! اليس هذا مطلبا اسرائيليا ؟؟ فلماذا هذا الاصرار عليه وتدفع مئات الملايين من الدولارات من اجله واليس هذه الملايين يجب ان تدفع لقتال اسرئيل وليس لحمايتها من سلاح حزب الله ؟؟ والجانب الطائفي الثاني ضد حزب الله تزامن واشتد اواره واختلاق الحكايات والاحاديث الكاذبة والملفقة حوله طوال تصاعد الاحداث في سوريا حتى يكون هناك مطلبين في ان واحد تدفع الاموية باتجاهه الا وهو تجييش الدنيا كلها وتحشيدها لضرب سوريا ولبنان معا ؟؟ وهذا هو حلم الاحلام للصهيونية العالمية !! ..وطبعا لاصحاب العقول الواعية نقول ان الاتهام الاولي لسوريا بقتل الرئيس الحريري واخراج الجيش السوري من لبنان كان بهدف التوطئة لعدوان 2006 اي بتمكين اسرائيل من ضرب حزب الله والقضاء عليه ظنا منهم انه سيكون منفردا وبلا دعم عسكري سوري مباشرله في لبنان وبالتالي سيكون من السهل على الجيش الاسرائيلي تصفيته والقضاء عليه وقد فشلت كل حساباتهم تلك وهزموا شر هزيمة وحينئذ لم يبقى خيار امام امريكا واسرائيل بعد فشل عدوانهم المباشر الا خيارالطلب من عملائهم والاموية الفتنوية لتاجيج الحرب الطائفية في لبنان باتهام حزب الله بقتل الرئيس الحريري اي بضربه من الداخل واسقاط الشرعية عنه..!! خصوصا وانتصار 2006 وحد الامة جمعاء بمواجهة اسرائيل وحقق الشعور بالعزة والانتصار فلابد من العمل على تفريقها واذلالها !!
وهنا قبل الانتقال لموضوع المقاومة الفلسطينية علينا التوقف والتمعن مليا واخذ النتائج والعبر فيما حصل ويحصل في لبنان وسوريا والعراق لنتعرف على الحقائق كاملة ونكشف المكر والنفاق الاموي والاباطيل والاكاذيب الامريكية ومخططاتهم , وهذا ايضا موضوع ذو عدة جوانب واهداف ومرامي , فهم يحاولون تغييب اي معنى ومفهوم للقيادة الوطنية او القومية او الاسلامية في بلداننا والاستعاضة عنها بمفهوم عكسي تماما الا وهو مجموعة قيادات تحسب وتوصف وتصنف على اساس طائفي او ديني او عرقي او حتى عشائري ومناطقي تكون متناحرة ومقسمة لاوطانها وكذلك اختزال الاديان او المذاهب او القوميات وتجريدها من قياداتها ومرجعياتها الحقيقية وتلاحمها ومشاعرها الوطنية وجعل بعض الساسة والاحزاب مختطفين لها او محسوبين عليها حتى يصبح كل كلام حولهم او يصدر عنهم او اي موقف يتخذه هذا السياسي او ذلك الحزب ممثلا للطائفة او المكون الذي ينتمي اليه وليس لشخصه او لحزبه وهكذا يتم التخندق والتحشيد الطائفي وتشيع الفتن والصراعات ويجري التقسيم لبلداننا ولا ندري ضمن اي فكر او حق او مفهوم وعلى اي اساس يتم تجريد القيادات والاحزاب عن وطنيتها او سياقها الطبيعي او تصبح الطوائف والاديان والقوميات مختزلة و تابعة لهذا السياسي او الحاكم او هذا الحزب او ذاك , وكذلك لا يريدوننا ان نحكم على مواقف هذه القوى السياسية وانظمة الحكم عبر معرفة الحق والعدالة ومن يلتزم بهما او معرفة الخيانة والارهاب والفساد ومن يروج لها اومعرفة قضايا الامة المصيرية ومحنة شعوبها وحقوقها ومن يسعى للحفاظ عليها او الذي يفرط بها او معرفة مقدار العبث بمقدراتها واموالها وتحويلها الى بنوك الغرب وامريكا ومن يفعل ذلك اوالتسقيط الحضاري والثقافي والاجتماعي لها ومن يسعى له.. و…و.. !!!.. وهكذا يتم تناول الامور والاحداث……فلم يعد صدام حسين مثلا وهو الرئيس الطاغية والذي حكم العراق بالحديد والنار وعانى منه كل شعب العراق ودمر البلد ومزق الامة واعتدى على جيرانه عربا وفرسا وشيعة وسنة والذي ارتكب اخطاءا كارثية وجرائم بشعة, لم يعد يوصف بتلك الاوصاف ويصنف ضمن السياق الطبيعي للحاكم المستبد والدكتاتوري بل يوضع ضمن خانة التوصيف الطائفي وانه يمئل السنة وقد قام الشيعة بقتله ظلما وعدوانا وقد راينا وسمعنا جميعا ما اثيرت من ضجة اعلامية كبرى حينما تم اعدامه والاحكام والاثارات والنفس الطائفي الذي تم تسويقه حينها ولحد الان .. بل يجري الترويج على ان اي عزل للبعثيين من المناصب المهمة ومنع البعث الصدامي من التسلل للحكم مجددا للعراق وعودة الدكتاتورية على انه تهميش للمكون السني في العراق !!! .. فهل هناك اكبر من هذا الاسفاف والخلط والباطل ؟.. وهكذا يوصف ملك البحرين والسعودية وحاكم قطر وتركيا وغيرها وكذلك قادة الاحزاب وبعض السياسيين مثل سعد الحريري في لبنان والهاشمي والنجيفي والمطلك وغيرهم في العراق على انهم قادة السنة وان كل قول وفعل لهم انما هو تمثيل ونابع من حرصهم على الطائفة السنية وان اي موقف ضدهم وكلام حولهم ومساس بهم من قبل الاخرين فهو طعن واستهداف للسنة وخط احمر لا يجوز عبوره ؟؟ ..وليس هذا فقط بل ان هذا محور سني وليس محورا سياسيا اوعدة محاور وجهات وحركات سياسية وانظمة ذا طابع واجندات وتحالفات وارتباطات خارجية معينة ومختلفة واوجبوا على جميع الدول العربية وجامعتها العربية ان تكون ضمنه خصوصا والتحولات الحاصلة في انظمة الحكم افضت الى تولي الاخوان المسلمين للسلطة في هذه البلدان مع التيارات السلفية وهذا يعني بالمحصلة النهائية سهولة تمرير هذه الصبغة الطائفية وجعلها كامر واقع يمكن من خلاله خداع الشعوب وتضليلها لتمرير كامل مخططاتهم المرسومة !!! وبالمقابل وبنفس الطريقة والتوصيف ونفس الاحكام تطلق على الشخصيات والحركات السياسية والانظمة المحسوبة على الشيعة سواء في العراق وايران وسوريا ولبنان و بعض الحركات في فلسطين والبحرين ويحاولون تسميتهم جميعا على اختلاف توجهاتهم وافكارهم وتحالفاتهم المحور الشيعي او الايراني والذي يجب ان يكون هو العدو ولا عدو للامة غيره !! فهذان المحوران يجب ان يتقاتلا ولا تهديد للسنة الا من محور الشيعة ولا تهديد للشيعة الا من محور السنة , اما امريكا واسرائيل فهما الحملان الوديعان المنقذان للامة وهما حمامتا السلام وحاملتا لواء الديمقراطية ويجب فتح الابواب لهما ليفعلا ما يفعلا في اوطاننا من الفوضى والارهاب والدمار والهيمنة والتوسع والاحتلال !!!! … يريدوننا عمي صم بكم لا نفقه شيئا ونتيه في صحراء الفتنة والضلال والجهل تعشعش في نفوسنا خدعة ودعوى السامري (امريكا) !!!
المقاومة الفلسطينية :- وخصوصا حماس والجهاد واللجان الشعبية وغيرها وكلها حركات اسلامية او وطنية سنية ولا يوجد فيها شيعي واحد او يريد ان يصبح شيعيا فكلها تعرضت للمحاربة والحصار والتشويه والتضييق وحتى عندما استلمت السلطة عبر الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني ونتائج الانتخابات الحرة التي اوصلتهم للسلطة فقد تم رفضهم وعدم التعامل معهم واحدثوا سيناريو الانقسام المعروف والمؤلم في الساحة الفلسطينية , اما الان وبعد الازمة السورية وما حدث في بعض البلدان العربية نراهم يمارسون شتى انواع الضغوط واساليب الترغيب والترهيب لجعل حركة حماس وباقي الفصائل تتخلى عن خيار المقاومة وتتحول الى حركات سياسية تعترف بالوجود الصهيوني و وتدخل لعبة المفاوضات العقيمة والتي اصبحت مفضوحة ومعروفة اكذوبتها والخديعة والتضليل الذي تستبطنه …ان هذه الحركات جميعا لم تستلم دولارا واحدا من هذه الانظمة لتقاوم الصهاينة ولمنع تهويد القدس والدفاع عن النفس وعن الشعب الفلسطيني بل كانت محاصرة ويجري تجريم كل من يقوم بدعمها ومساعدتها ..ولكن الاموال ستغدق عليها شريطة الاذعان والتخلي عن السلاح ونهج المقاومة وحق العودة والسماح بقيام الدولة اليهودية وعاصمتها القدس الموحدة!!! … ولو انتبهنا جيدا وبموضوعية وتمعن لهذا الموقف العدائي من قبل الاموية الجديدة لطرفي المقاومة ضد اسرائيل : الشيعية في لبنان ومعها كل قوى المقاومة او الممانعة الوطنية اللبنانية باطيافها المتعددة والسنية في فلسطين وبكل اطيافها ايضا لعرفنا الحقيقة كاملة !!… فالعداء هو لمبدا المقاومة ضد الكيان الصهيوني
ومهما كان دين او مذهب وعقيدة المقاومين وليس لان هذه الاطراف تمثل توجها طائفيا معينا او عقيدة ترفضها الاموية وتكفرها .. واذا قلنا ان هذه الاطراف المقاومة تحمل مشروعا فارسيا او ايرانيا او شيعيا فهذا هو الكذب والافتراء عينه لان المقاومة في فلسطين وضد الصهاينة هي عربية خالصة وانبثقت قبل عقود من الزمن وقبل حصول اي تحول في ايران او الثورة فيها بل كانت ايران الشاه (الشيعية) وهي حليف الصهاينة وامريكا هي حليف وصديق لهؤلاء الامويين !! .. وكذلك فان خطورة المشروع الصهيوني انما هي على العرب واوطانهم اولا وقبل اي دولة اخرى فهل العرب من الشيعة ام اغلبهم من السنة ؟ وهل دعم المقاومة ضد الصهاينة من قبل اي دولة في العالم هو ذنب لا يغتفر ويجب ان تعاقب عليه ؟؟ اليس هذا هو فعل وموقف اسرائيلي وصهيوني ؟؟ …و هناك مسالتين مهمتين مرتبطتين بالموقف العدائي لهذه الاموية الجديدة تجاه المقاومة , وهما المسالة الشرعية والمسالة العملية او الواقعية , فمن الناحية الشرعية : الموقف الشرعي الاسلامي عند كل علماء المسلمين من السنة والشيعة تجاه احتلال القدس و المسجد الاقصى واحتلال فلسطين وهي ارض اسلامية ومقدسة ومباركة وتشريد اهلها المسلمين والمسيحين منها واغتصابها والمعروفة للجميع ولا لبس فيها اوغموض هو موقف واحد وثابت ولا يمكن لاي مسلم عدم الاخذ به او عدم معرفته , فلابد من تحرير هذه الارض والمسجد الاقصى والجهاد هنا هو واجب عيني وليس كفائي وواجب على كل مسلم ومسلمة, وكل الصهاينة القادمون الى ارض فلسطين من شتى بقاع الارض هم مغتصبون للارض الفلسطينية والمقدسات فيها ويجب طردهم منها وقتالهم وارجاعهم من حيث اتوا والى اوطانهم الاصلية . والاسلام واضح جدا في هذه المسالة وهناك تاكيد قراني عليها ايضا في سورة الاسراء يتناولها بوضوح شديد .. ولذلك لايمكن لاي سياسي عربي او اي نظام عربي او اسلامي الا ان يكون متقيدا وملتزما بتنفيذ هذا الواجب وهذا التكليف وهو ليس عرضة لاي اجتهاد اخر مطلقا او اي ذريعة وحجج قد يطلقها البعض تحت عناوين الواقعية والاعتدال والظروف الدولية وما اشبه ذلك للتحلل من هذا التكليف والقبول بوجود الكيان الصهيوني وعدم مقاومته او عدم دعم المقاومين الساعين لتحرير فلسطين والقدس والمسجد الاقصى .. وكل من لم يسعى لتحرير القدس وفلسطين فهو آثم شاء ذلك ام ابى وسيحاسب من الله تعالى حسابا عسيرا وخصوصا من يتحمل مسؤولية ادارة الحكم والسياسة والاقتصاد والجيوش في بلداننا … ولذلك فكل حركات المقاومة هي حجة على كل هؤلاء المتقاعسين والمتخاذلين عن تحرير القدس والمسجد الاقصى ..
والمسالة الثانية هي الناحية الواقعية والعملية وهي ايضا حجة وفاضحة لهؤلاء الامويين وكل المتخاذلين المتحالفين مع اعداء امتنا من الامريكان والصهاينة , فالمقاومة الاسلامية في لبنان مثلا وعبر جهاد حزب الله عندما وفرت امكانيات جدا قليلة نسبة لامكانيات الامة ولكنها حقيقية وفعلية وعندما قدمت اعدادا قليلة من المؤمنين الصابرين المجاهدين (لا يمئلون الا جزء صغيرجدا من عدد ابناء هذه الامة ) فانها استطاعت الحاق اكبر الهزائم بهذا العدو وحررت الارض وانتقلت الى تهديد امنه ووجوده كله ومنعته من مجرد التفكير على الاعتداء مجددا على لبنان ؟؟ فهل هناك واقعية سياسية وعسكرية انصع واوضح من ذلك تفيد وتبرهن على قدرة امتنا (لو ارادت ذلك او وفرت حكوماتها الامكانيات وهي كبيرة جدا لذلك ) على تحرير الارض والمقدسات !!..ولم يعد احدا في امتنا يقتنع بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة ضد الصهاينة رغم ضعف الامكانيات وضد الاحتلال الامريكي في العراق رغم ظروفه الصعبة والمعقدة بكل الحجج والذرائع التي يطلقها حكامنا والاموية الجديدة حول عدم قدرة الامة على مواجهة اسرائيل وامريكا وافتضح جليا مدى خذلانهم لهذه الامة وابتعادهم عن الدين وانصياعهم لاعداء الامة وخيانتهم لها …..ان المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق هي الفاضحة لهؤلاء الامويين المتحالفين مع اعداء الامة وهي الحجة عليهم ولذلك يحاولون بكل ما استطاعوا من قوة وامكانيات وبالتعاون مع الامريكان والصهاينة القضاء عليها واسكاتها !!! فالشرعية مع المقاومين والمجاهدين وهم ماضون في اداء واجبهم الديني والشرعي ولا شرعية لمواقف الاخرين المتخاذلين والاستسلاميين , والواقعية هم صناعها وفرسانها وحكماؤها وهم من يحقق الانتصارات ويعيد الحق لاهله وليس خدام الامريكان والصهاينة ادعياء الاعتدال المزيف والخياني الذين فرطوا بكل حقوق الامة ومقدساتها وساعدوا اعدائها وتحالفوا معهم . ((الوضع السوري نتناوله لاحقا )).