22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

الامن العراقي وعقدة التهويل المضحكة

الامن العراقي وعقدة التهويل المضحكة

لم يبتلى العراق بمصيبة بعد الغزو الامريكي مثل كارثة التهويل والتضخيم والضحك على الذقون الذي تمارسة منظومته الامنية والتي تعاقبت عليها نفس الوجوه ممن كانت تختفي لفترة ثم تعود محملة بجرعة اكبر من المبالغات الاقرب للنكات منها للحقائق الامنية .

ووقف في طليعة اصحاب النكات داخل هذه المؤسسة الممثل القديم الجديد قاسم عطا واضيف اليه مؤخراً ضابط شاب نقل من دائرة المرور وتقلد رتبة عميد ومنصب متحدث رسمي باسم عمليات بغداد التي تعد التشكيل العسكري الاكبر في العراق وتضم الاف المقاتلين ومئات الضباط بالاضافة الى جيش من الموظفين المدنيين.

ولانريد الخوض في طبيعة المؤتمرات الصحفيية التي يعقدها هذين الضابطين لاننا سندخل في متاهة الرشاوي المالية التي تقدم للصحفيين وسيعيدنا الامر الى الفضيحة التي فجرها مراسل صحيفة (نيويرك تايمز) بعد تلقيه مبلغ 60 دولار من عمليات بغداد لحثه على ابراز فاعلية الامن العراقي في مكافحة الارهاب وهو الامر الذي دفعه الى تغريدته الشهيرة والمثيرة للجدل (الصحفي العراقي ارخص من عاهرة).

لن نبدأ من هناك ولكننا سندخل في صلب الحرب الحالية وتحديداً بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش حيث توالت بيانات ذات ارقام فلكية من هذين الضابطين عن عدد الارهابيين الذين يتم قتلهم او جرحهم واسرهم حتى صدرت صحيفة حكومية بمانشيت عريض على صفحتها الاولى يقول (قواتنا الامنية تقتل الف ارهابي خلال ثلاثة ايام) ونسخة هذا العدد يحتفظ بها العشرات من الزملاء العراقيين.

وتوالت الارقام على ذات المنوال خلال الفترة الماضية مما دفع احد الزملاء الاعلاميين الى اجراء عملية حسابية بسيطة توصل فيها الى ان عطا ومعن قتلوا اكثر من عشرين الف من هذا التنظيم منذ 10 حزيران الماضي والى الان ناهيك عن الاف اخرى قتلوهم ببياناتهم الصحفية منذ عام 2003 وحتى يومنا الحاضر ولن نطرح هنا سؤال عن تقدير الامن العراقي للقم التقريبي لتنظيم داعش لانه سيوازي عدد الجيش الصيني او الكوري الشمالي اذا ما اردنا مجاراة عطا ومعن في نكاتهم.

وربما هناك من يقول بان هذا المنطق متجذر في المنظومة العسكرية العراقية منذ حربيه مع ايران والتحالف الدولي في الكويت ونتفق مع هذا الطرح وبفارق بسيط ان تلك كانت حروب مع اطراف خارجية وتدور بين جيوش دولية مسلحة وفي ساحات قتال مكشوفة وليست في مدن وباستخدام اسلوب حرب العصابات الذي يعرف بان خسائرة بسيطة مقارنة بالحروب النظامية .

وفي عودة اخرى الى عراق مابعد المالكي فأن رئيس الوزراء الجديد امام مهمة اساسية وهي مصارحة الشعب بحقيقة مايدور في المنظومة الامنية وعدم تركها بيد من يهتمون باناقتهم وصورهم في الصحافة اكثر من احترامهم لعقل المتلقي حين يلقون عليه يومياً سيل من النكات ونذكر اخرها حين ظهر المتحدث الرسمي يزف للعراقيين بشرى اعتقال خياط يقوم بصنع الرايات والاعلام لتنظيم داعش .

أحدث المقالات