23 ديسمبر، 2024 11:19 ص

الامطار التي كشفت الفاسدين

الامطار التي كشفت الفاسدين

امطار الاسـبوعين الفائتين في عموم العراق التي كان يرجوها ينتظرها الكثيرون من اصحاب الاراضي الزراعية و الفلاحين عموماً، وكانت لهم من اسباب السعادة ، لإرتواء الارض العطشى هذا من جهة اهمية الامطار للزراعة والري والاستعمالات المتعددة الاخرى والتى لا تستمر دورة الحياة بدونها،
وفي الجهة الاخرى وعندما لا يتهيأالجميع لهاويكونون في استقبالها ولم يعدوا لها الاستعدادات اللازمة فتنقلب الى نقمة ، و هذا ما حدث ويحدث دائماً ، وما سببته الهطولات  الغزيرة في الاسبوع الفائت من ارباك و وتخريب،  سُدّت المجاري وجرفت السيول، وشاهدناها من على شاشات التليفزيونات الارضية والفضائية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ،  ممتلكات الناس  من الطباخات والثلاجات والاغطية وحتى السيارات والبشر نعم البشر وهي تكافح لتنجوا من الغرق ، وأيّ غرق ؟ في مياه المجاري التى طفحت  ، واصبحنا اضحوكة للعالم ، لانه في هذه الاوان لا يخفى شئ ابداً،  واصبح العالم فعلا قرية صغيرة ، خبر من اقصى الارض تراه وتقرأوه مع المليارات من البشر في اصقاع الارض كافة ، رآها  العالم كله وهى تطفوا على المياه الاسنة التي طفحت من المجاري و البالوعات ، وحتى غرق وموت بعضهم في السيول التي تشكلت على اثرها ، و اين ؟ في الازقه و الحارات، و داخل بيوتهم الطينية البسيطة ،  وفي مراكز المحافظات ، بل وحتى في  الاحياء الحديثة والعمارات السكنية التى لم يمضى على انجازها سوى اشهر قليلة و وتم تسليمها  الى من دفع كل ما يملك كمقدمة شراء لها ومستمر بدفع اقساطها الشهرية ، كل ذلك كشفت حجم المأساة  حيث لم يتم انشاء منهولات تصريف المياه بحجم يوازي حجم  هكذا هطولات مطرية ،والحديث عن مناطق العمارات الحديثة في مختلف المدن دون استثناء والتي اغلبها بنيت بطريقة الاستثمار الذي كلف المليارات وبطريقة بناء غير ما تعود عليها اكثر الناس ، وبمواد بناء من اردأ الاصناف ، ومن مناشئ رخيصة ، لا هم لهم الا الربح الا كثر وليذهب ساكنيها و ممتلكاتهم  الى الجحيم  ، وعدم ايلاء اية اهمية لهموم الناس  اين كانت الجهات المسؤولة عن متابعة مراحل البناء من جهة مطابقتها للشروط والمواصفات التى من المفروض ان يتم تطبيقها  عليها وخاصة المساكن والعمارات الحديثة، اين هم المهندسون والادارييون المسؤلون عن تطبيق  المواصفات ؟ ام لا احد كبير  يسأل او يحاسب، فلماذا يلتزم الموظف الصغير ؟ ولماذا لا يجارى المقاول كما يجاريه المسؤل الاكبر منه، مقابل رشوة او إكرامية، كما اصبحت تسمى احياناً، وليذهب  الضمير الى الجحيم، وليعطه اجازة، على حساب الوطن والمواطن.
 وفيضانات الشوارع و انهيار البيوت الطينية البسيطة لهؤلاء الناس البسطاء ،ومشاهدة هؤلاءالمساكين واطفالهم في الازقة والحارات وهم يعومون في الاوحال التي غطت كل شىء ،محاولين النجاة بانفسهم من الغرق بعد ان غرقت اعداد من الناس وجرفتهم السيول  فعلاً  كما شاهدنا من على شاشات التلفاز المحلية والعالمية، و اصبحت مدخراتهم ومحتويات بيوتهم وما يملكون في خبر كان  و جرفتهاالسيول   في هذا الوحل الاسن بعد  اول  الغيث الذي هطل على بعض مدننا ، والاتي اعظم  في كل سنة ، وتبدوا هذه السنة مطيرة وبشدة  حسبما اوردته وكالات الانباء نقلا عن مؤسسات دولية رصينة مهتمة بشؤن الطقس وتقلباته وتأثيراتها على منطقة الشرق الاوسط التى نحن فيها،حينها سنرى ما يكون من حجج المسؤلين وترقيعاتهم التى لا تسمن ولا تغنى عن بلل.

  وبهذه الامطار كشف المستور من فساد المسؤلين وكأنها  جاءت لتزيل عن وجوههم اصباغ النفاق والاقنعة المزيفة التى يظهرون بها امام الناس  وضمائرهم  الميتة، ولتعريتهم امام شعبهم وحتى  امام انفسهم ، عسى ان يعودوا الى رشدهم او الى ضمائرهم التى يبدوا انها نائمة و تغط في سبات عميق ،

ومشاهد هؤلاء المسؤولين الفاسدين وهم يدلون بتصريحات اقل ما يقال عنها ، انها غبية و غيرمسؤولة  ويتحججون بان مجاري تصريف مياه الامطار غير مؤهلة لهذا الكم الكبير من الهطولات المطرية( لماذا
 هى صغيرة لا تستوعب ؟)، او ان ما هطل من الامطار في ساعات قليلة يفوق ما كان يهطل في أيام  فيما مضى من السنين، ولا يتحدثون عن حجم الفساد في دوائرهم ، ولا عن من الذى كان السبب ان تكون المجارى  بهذا الحجم الصغير ؟، اين كنتم حينما تم تنفيذ تلك المشاريع؟ ، ام نفذت فى الصيف ؟ ولاجل الصيف فقط وكأن ليس هناك شتاء قادم ؟ ام ضمنتم ان الشتاء القادم لن يكون مطيراً؟ كما قالوه لكم محلليكم الخاصين جداً بالطقس و أحواله، 
 هل نسينا ما حدث العام الفائت من مآسي الفيضانات، وتصريحات المسؤولين حينها ، بالعمل على عدم تكرارها مرة اخرى، وها هى قد حدثت ولازلنا في الخريف ؟؟؟؟ فماذا ننتظر في الشتاء عندما يستمر هطول المطر احياناً لايام متتالية ؟  هل وُجب  على كل عائلة ان يكون لديها زورق!!؟  يركنه بجانب البيت ومحمل بما خف حمله وغلى ثمنه ويكون على اتم الاستعداد للانطلاق لينقذ كل اهله  و ما امكن من متلكاته؟
اذا كان الوضع هكذا!!!!!!!؟ بدون حلول!!   فعلى الدولة القيام بذلك و منح كل عائلة زورقاً بحجمها!!!! لنرى شوارعنا  وازقة مدننا وقرانا وقد اصبحت قنوات مائية  تجري فيها الزوارق بدلا من السيارات، وكلنا يجدف زورقه فى الاتجاه الذي يريد وفينيسيا ( مدينة البندقية)  الايطالية ليست احسن من مدننا  !!!!!! وستقام دورات الالعاب المائية داخل مدننا !!!!!!!!!!   وندعوا دول العالم للمشاركة !!؟ومحدش احسن من حد !!!!!!!!!     على  قول إخواننا المصريين.

وبعد ان اصبحت مدننا كالاهوار الاسنة  وطفحت المجاري  وغرقت البيوت والشوارع  والازقة  بمن فيها يطلع علينا السيد المالكي في التلفزيون وهو يتهم وزراء ومسؤلين بعينهم بأنهم هم السبب في انسدادالمجاري  بل هم من اغلقوا فتحات تصريف المياه بعد تفشي الخصومات بينهم ( خصومات على الرشاوى والعمولات؟!! )  ، وكأنه نسى او يتناسى (ان هو نسى،العراقيون لن ينسوا) بأن هؤلاء هم عينهم من هو جاء بهم الى تلك المواقع الوظيفية، ولم يتم محاسبة أي منهم على اى حالة اهمال او فساد  اطلاقاً في ما مضى من الايام  ، وملفات فسادهم اطلع عليها كل العراقيين  وهى من كل الدوائر والمؤسسات الحكومية  من مختلف المحافظات من خلال وسائل الاعلام ولا احد يستطيع انكارها او التغطية عليها بعد ان فاحت روائحها النتنة و إمتلأت  بها كل اجواء العراق وحتى غطت دول المحيط الجغرافي واصبح يتحدث عنها حتى دول القارات الاخرى، ويتندرون علينا، ويكفي حكومة  العراق فخراً انها في أخر قائمة الدول الاكثر فساداًفي العالم!!!!! لم تدع احداً ورائها !!! لأننا تعودنا ان نكون دائماً الاول، ولكن من الجهة الاخرى( الخلف )    ، ام ان كلام السيد المالكي المحترم هو فقط  للاستهلاك الاعلامي ، عسى ان ينخدع به بعض البسطاء ، ولكن لا ، حتى البسطاء  من شعبنا لم يعودوا كذلك، بعد ان رأوا بأم اعينهم محتويات بيوتهم وجيرانهم من   أثاث   وغيرها وهي تطفوا على مياه الاوحال الاسنة في  شوارع وأزقة العاصمة ومراكز المحافظات ناهيك عن القصبات والقرى، وكأنه مهرجان للعوم  الذي بدأ دون اعلان أو تمهيد  ، بل شاهدنا في القنوات المستقلة   البشر وهو يكافح سباحة لينقذ نفسه من الغرق، و في كل المحافظات  المعانات هى واحدة و نفس المشاهد الاليمة لمواطني بلد ميزانيته اكثر من ( ١٥٠)مليار دولار .

بدلا من الاستفادة من خير الامطار باقامة السدود الجديدة وتوسعة ما هو موجود منها ، لخزنها للاستفادة منها في المواسم الاخرى ، انها مهزلة كبيرة ان يتحجج المسؤولون بحجج واهية لا تقنع احداً ممن تضرروا من السيول او فقدوا عزيزا عليهم ،ولا يتحركون  الا بعد وقوع الكارثة،

ترى ماذا كان سيحدث لنا لو كانت بلادنا، لا سامح الله ،مثل غيرها من البلدان التي لا تمر عليها سنة واحدة دون اعاصير عاتية وفيضانات مدمرة، في هكذا لا مبالات ًولا مسؤولية المسؤولين، لصفي نصف شعب العراق وغرقوا في الا وحال وجرفت بهم السيول الى الى دجلة والفرات  ومن ثم الى شط العرب فالخليج ليصبحوا طعاماً للاسماك. 
لنحمد الله العزيز القدير في عليائه وندعوه ان يرحمنا جميعا، وان يجعل قلوب وعقول مسؤولينا رؤوفة رحيمة  بالمواطنين البسطاء، ويلتفتون  الى هموم الناس  ومصائبهم ويحلوها لهم ليكسبوا الاجر  والثواب من رب العالمين والشكر والعرفان بالجميل ممن اوصلوهم الى مواقعهم.
 
[email protected]