25 نوفمبر، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

الامر لإيران ماسيأتي لاحقا

الامر لإيران ماسيأتي لاحقا

لم تشهد الاوضاع في إيران أي تغيير إيجابي يعطي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ثمة أمل على الرغم من کل تلك الضجة المثارة منذ إستلام حسن روحاني لمهام منصبه منذ آب2013 وإن الامال الطويلة العريضة التي بناها على السياسة التي إعتمدها ازاء الغرب منذ إستلامه لمهام منصبه ولحد الان و هو في بداية العام الاول من ولايته الثانية، من أجل فك حال الحصار والعزلة المفروضة على بلاده بسبب من السياسات المتشددة طوال العقود الاربعة المنصرمة، يبدو انها تسير الى طريق مسدود خصوصا وإن العقوبات يتم تجديدها ولايوجد هناك من يدعو للتفاٶل خصوصا بعد إنتخاب ترامب الذي له الکثير من المآخذ و الانتقادات على تعامل إدارة أوباما مع الملف الايراني.
الاوضاع الاقتصادية لم تشهد أي تقدم إيجابي للأمام وانما تزداد وخامة خصوصا وان الخطط و البرامج الاقتصادية التي أعدها لإخراج الاقتصاد من حالة الرکود التي تشهدها، باءت کلها بالفشل و إصطدمت بعوائق و عقبات أکبر منها بکثير، خصوصا وان النهج الذي يريد من خلاله تحسين الاوضاع الاقتصادية في البلاد، ينعکس سلبا على الطبقة الفقيرة التي تشکل أغلبية الشعب الايراني، وهو مايثير حنق و سخط هذه الطبقة و قد تدفعها للوقوف ضده، خصوصا وانها تتذکر عهوده و وعوده المعسولة بشأن تحقيق الرفاهية و التي يبدو انها لن تقبض منها شيئا فيما لو إستمر روحاني على نهجه هذا.
من ناحية أخرى، يواجه روحاني مشکلة عويصة في مسعاه الانفتاحي على الغرب، وهي التي تتعلق بملف حقوق الانسان الذي يشهد تدهورا غير مسبوقا منذ إستلامه لزمام الامور، إذ ليس هناك أي إنفراج او تقدم على صعيد هذا الملف و الذي يجعل موقف روحاني أمام الغرب صعبا، ذلك أن التقارير التي تتقاطر من طهران و التي تتحدث عن تصاعد غير مسبوق في حملات تنفيذ أحکام الاعدام، و محاولة روحاني لتسويغها و تبريرها بدلا من معارضتها و مواجهتها و السعي للتأثير عليها بصورة أو بأخرى، تجعل من مزاعمه الاصلاحية بشأن حقوق الانسان في إيران محض هراء، لکن الذي من شأنه أن يضاعف القلق لدى روحاني بشکل خاص و النظام برمته، هو خروج مجزرة صيف عام 1988 التي أعدمت فيها السلطات الايرانية بموجب فتوى غريبة للخميني 30 ألف سجينا سياسي ويحتمل أن يتم في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر القادم، إتخاذ موقف دولي”لاذع ولاسع”ضد إيران قد يصل الى حد المطالبة بتشکيل هيئة دولية مستقلة للتحقيق في تلك المجزرة.
المسعى الانفتاحي لروحاني على الغرب و الذي يمر الان بمرحلة حساسة يکاد أن يکون الاختبار الخاص لأنه تحت الانظار، إختطه روحاني بدعم غير معلن من مرشد النظام الديني الايراني، کي يتمکن من الوقوف بوجه حملات التشکيك و الطعن بممارسات و سياسات نظام الجمهورية الاسلامية و المنطلقة بقوة من جانب المعارضة الايرانية النشيطة الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و التي صارت تشکل کابوسا و صداعا مزمنا لهذا النظام و على الرغم من کل تلك الجهود المختلفة التي بذلت من أجل إقصاء و تحجيم هذه المعارضة، لکنها تمکنت دائما من تجاوز و تخطي کل العواقب و الحواجز و السدود التي کانت توضع أمامها، وان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي أکد في بيانات سابقة له قبل و أثناء و بعد إنتخاب روحاني، أنه”أي روحاني”، ليس إلا إمتداد للنظام و ليس بوسعه إنجاز او تقديم أي إصلاح خصوصا على صعيد حقوق الانسان الذي يتعارض مع مبادئ و اسس النظام، ومايصيب روحاني و نظام الجمهورية الاسلامية أکثر بمشاعر الاحباط و الخيبة، ان توقعات و وجهات نظر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کلها کانت في محلها و الذي يعقد موقف روحاني أکثر، أن هناك المزيد من التوقعات الاخرى التي کلها في طريق التحقق والانکى من کل ذلك، إن ماقد أکدته المقاومة الايرانية بشأن مزاعم الاصلاح و الاعتدال لروحاني، قد بدأت أوساطا سياسية أمريکية و أوربية في طرحها و تسليط الاضواء عليها، الى الحد الذي يمکن فيه القول؛ أن حملة روحاني للإنفتاح و التي کانت في البداية أشبه ماتکون بأوراق خضراء يانعة، قد صارت الان اوراق صفراء في طريقها لکي تذرو بها الرياح، و يبدو إن طهران في طريقها لتواجه أوضاعا صعبة و بالغة التعقيدخصوصا وإن کل المٶشرات و التقديرات و التخمينات تٶکد بأن الامر و الادهى هو ماسيأتي لاحقا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات