اشتعلت امريكا وارتبكت مدنها رغم التنظيم الهائل الذي تتمتع به مؤسسات واجهزة امن أكبر دولة في العالم ..كل ذلك بسبب رجل قُتل ،،والحقيقة ان امريكا هي اكثر دولة يقتل فيها الناس يوميا وبالمئات وفي كل مكان ،،حتى بسبب شجار بسيط احيانا او من اجل سبب تافه ،،فهم الشعب الاكثر همجية ووحشية في نفس الوقت الذي يتسيدون به هذا العالم الغريب.
ولكن امر القتل يختلف هذه المرة ،ولذلك وصلت المظاهرات الى حد النهب والسلب من قبل المارقين ،،وحد التهديد بالدخول الى البيت الابيض من قبل الغاضبين . والسبب ان القاتل هذه المرة شرطي والضحية مدني .
شرطي استغل سلطته التي يحميها القانون فبالغ او تعمد قتل الرجل .ولم يقف الامريكيون (وحتى البيض) عند تفصيل ان الرجل محكوم سابق بجناية سطو مسلح ،،ولا ان الرجل ممثل افلام اباحية ،،بل هبوا لنصرة حق الحياة ،وجريمة سلب الحياة دون حق ولا مشروعية ..فبعد كل شيء الرجل لم يقتل احدا ولم يهدد حياة احد ،،ومادون ذلك كله له عقوبات اخرى ..ولايمكن التساهل في سلب حقه في الحياة لان هذا سيؤدي الى التساهل في سلب حياة الاخرين .
ولذلك هبّ الامريكيون لأجل روح زهقت ظلما من قبل النظام الحكومي الذي وظيفته يحمي الارواح .
فأين كانت جموع العراقيين عندما سلبت حياة المئات من خيرة شبابه على ايدي النظام الحكومي واتباعه ..وهم شباب ابرياء واشراف خرجوا لمطالب شريفة .فلماذا ثار الناس عندهم من اجل الممثل الاباحي الضحية ، ولم ينتفض الناس عندنا من اجل الرجل الشريف الضحية! ومن ياترى الذي يستحق لقب..(ابو الغيرة)!
