23 ديسمبر، 2024 11:48 ص

الامريكيون لايقدرون مخاطر التمدد الايراني في المنطقة..والبيت الابيض غائب تماما !!

الامريكيون لايقدرون مخاطر التمدد الايراني في المنطقة..والبيت الابيض غائب تماما !!

الكثير من متتبعي السياسة الامريكية في المنطقة ينظرون بعين الريبة والشك والتساؤل وربما القلق من دواعي هذا الغياب الاميركي غير المبرر أزاء تمدد الدور الايراني الخطير والذي تتضح ملامحه في اكثر من بلد عربي، والخارطة الجيبولتكية تعيد رسمها طهران على هواها، في حين تراقب الادارة الاميركية الضعيفة جدا، الاوضاع عن بعد، وهو ما يشكل علامة استغراب كبيرة عن مرحلة غمضت فيها أعين واشنطن، وهي ترى ايران تضرب يمينا وشمالا وتتحرك على هواها دون رادع اميركي يضع حدا لهذا التحرك الذي يشكل تهديدا خطيرا للسياسة الاميركية ولمصالح دول المنطقة بل والعالم أجمع!!
ربما يشكل موقف رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي موقفا اكثر ادراكا لمخاطر الدور الايراني من ادارة اوباما التي تعد اضعف الادارات الامريكية على الاطلاق، وتشكل مواقف هذه الادارة تراجعا خطيرا لم تشهده الادارات الامريكية طوال عهودها ان يصل حد الخور والوهن والجبن الاميركي الى هذا الحد من الخنوع للمطامع والمطامح الاميركية التي تقاتل على اكثر من صعيد لتستعيد امبراطوريتها الفارسية، وهو ماصرح به مسؤولون ايرانيون رفيعو المستوى وفي أعلى سلم هرم السلطة من ان بغداد اصبحت عاصمة الامبراطورية الايرانية، وتصريحات كهذه لم يكن بوسع ايران ان تصل طموحاتها الى هذا الحد لولا الغياب الاميركي التام وعدم وضع حد لهياج الثور الايراني الذي ما ان يرى بقع الدماء تسيل حتى يزداد هياما وجنوحا الى القتل والى استهداف كل فريسة تقع امامه، بينما الاسد الاميركي الرابض على تخوم المحيطات والذي كان يجثم على الكثير من مقدرات المنطقة تراه رابضا وهو يغمض عينا ويفتح اخرى على استحياء، وهو يرى الخطر ماثلا امامه ولا يحرك حتى ذيله ليرعب القط الايراني الذي يحاول ان يمزق بمخالبه كل ما يجد امامه من مواقع جيبولتيكية على مساحة اكثر من بلد عربي وكأن طهران هي الدولة الكبرى ، أما الولايات المتحدة فلا تعدو امام الثور الايراني الهائج سوى اسد مرتعب، يتمنى خراب المنطقة، والسيطرة على مقدراتها وترويض ساستها واخضاعهم لمشيئتها ، والراية الايرانية تتقدم خطاها، لأن نواطير بعض الدول نامت، ولم تعد حتى كلاب الحي تنبح ، ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية!!
ديمبسي رئيس هيئة الاركان كان ربما يريد ايصال رسالة مفادها ان قيادات العسكر الاميركي اكثر تحسسا لمخاطر التمدد الايراني في المنطقة، من ساسة البيت الابيض ، وهو ربما الاكثر من شخص بعض معالم هذا الخطر، بينما تغفو عيون الادارة الامريكية وبيتها الابيض ، الذي يعيش حالة خور وسبات وتراجع في الدور لم تشهده الادارات الاميركية قاطبة على مر دهور السياسة الاميركية التي لم تشهد حالة ( انبطاح ) خطيرة كالتي هي عليها الان، وهي ترى خطرين يهزان مستقبل المنطقة في آن واحد : خطر ايران وخطر داعش، وكأنما الموازنة الان في احتساب كلا القوتين ، اما القوة التي كانت تسمي نفسها عظمى فقد تهاوت وعانت سياستها من الشلل والارباك والخور والجبن ، حتى راح اطفال صغار ربما يستهزئون ويسخرون من المصير الذي آل اليه مصير السياسة الامريكية ومن مخاطر تمدد داعش ومن تمدد ايران ، وكأن دول المنطقة ترى ان هناك توافقا في الرؤية مع الصراع الايراني الداعشي، دون ان تلتفت الى ابعاد هذا الخطر على  المصالح الاميركية في المنطقة، وربما تصحو الولايات المتحدة يوما وتجد نفسها وهي تغط في نوم عميق ، بعد ان يصل الخطر الايراني على ابواب واشنطن، وربما كانت تل ابيب ونتانياهو هما الوحيدتان التي ادركتا ان الادارة الاميركية لم تقدر فعلا مخاطر الدور الايراني في الهيمنة على مقدرات المنطقة، بل ان واشنطن لم تدرك ان ايران تريد ان تجاور تل ابيب، وتكتسح كل دول المنطقة الواحدة بعد الاخرى، وربما تبقى تل ابيب هي الوحيدة التي تواجه التهديد الايراني لها ، بينما امريكا صديقتها وقد اغمضت عينيها ولم تضع حدا لهذا التمدد الايراني الخطير الذي يقترب من اسوار واشنطن وتل أبيب أو على مقربة منها، وقد ترى واشنطن ان مجاورة ايران لاسرائيل ومحاددتها لها ليس فيها جانبا من الخطورة، لانهما قد يعقدا ( صفقة ) للتعاون المشترك، بعد ان تكون طهران قد حققت لواشنطن مالم تحلم به من قبل وهي انها سهلت عليها مهمة الاقتراب من اسوار تل ابيب، ليكونا صديقين، يشتركان في رسم معالم المنطقة وهما من يحددان مستقبل العالم، عندها قد يرى البيت الابيض ان ايران حققت لواشنطن مالم تحلم به، وهي انها سهلت عليها رسم معالم خارطة جديدة، لانستبعد ان تكون واشنطن جزءا من هذا السيناريو، وكل ماقيل عن صراع امريكي ايراني لم يعد هناك من يصدقه، بعد ان اثبتت تطورات العلاقات الايرانية الاميركية ان ما خفي بين البلدين من سياسات وخطط وتممد ورسم خارطة طريق جديدة للمنطقة يخدم السياسة الاميركية في نهاية المطاف، وقد تعقد واشنطن معاهدة عدم اعتداء ستراتيجية عندما تحقق طهران لواشنطن مالم تحلم به منذ عقود!!