الامام علي وباب خيبر من وحي عيد الغدير

الامام علي وباب خيبر من وحي عيد الغدير

ونحن نعيش أيام العيد الأكبر عيد الغدير الاغر، وما له من اثر في نفوس المؤمنين، ولأنه تعيين الخلافة لأمير المؤمنين من سيد المرسلين وخاتم النبيين الرسول الاكرم (ص)، فتجول في الخاطر مناقب هذا الامام الهمام الذي اختصه الله بان يكون خليفة رسوله الكريم، ولان هذا العيد هو مشروع حياة يستمر طالما في الدنيا بقاء، فكانت لهذه المناقب حضور في بعض الحوادث المعاصرة، وفي هذه الأيام لاحظنا الصراع والقتال الشرس بين شعب ايران المسلم، وبين الصهاينة والموالين لهم من سائر الاجناس والأديان، وقوة ايمان شعب غزة المؤمن المرابط،
وكيف تباهى الصهاينة بما لديهم من قوة تدمر كل خصم لهم، واعتمدوا على اصطفاف كل العالم الغربي معهم وتزويدهم بأحدث تقنيات الحرب والقتال، وتوفير الأدوات المدمرة، وكذلك الأدوات المدافعة عنهم، وكثيرا ما يتباهون بقبابهم الحديدية ومنظوماتها الالكترونية المتطورة جداً، وكان لتهويلهم لإمكانياتهم التقنية اثر في بث الرعب بالمرجفين والخانعين، واصبح الكل يتحاشى الاحتكاك معهم حتى ولو بالقول،
ومثل هذا الحال كان حال المسلمين عندما واجهوا حصن خيبر الذي وضعه اليهود لحمايتهم، وكان اعلى تقنية حربية في حينه، وكان يوصف هذا الحصن بانه الحصن المنيع، حتى ان اليهود استرخوا ولم يعيروا بالاً للمسلمين، وكان بعض المسلمين تأثرت معنوياتهم بهذا التهويل الإعلامي لقوة حصن خيبر، وتراجع بعضهم، بل البعض الاخر سعى لمنع المسلمين من المواجهة، حتى تقدم الامام علي (ع) فقلع الباب، ويقول احد المشاركين في معركة خيبر (وما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي (عليه السلام)، ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه) وهذا القول في مصادر متعددة وبالإمكان معرفة المزيد منه بالعودة اليها، وبعد قلع الباب انقلبت موازين القوى لصالح المسلمين، وكان عجباً وفعلا خارقاً، بان يقوم انسان بقلع باب لا يطيق حمله أربعون رجلاً من المقاتلين الاشاوس،
الا ان الرسول الاكرم (ص) قد أزال عنا العجب حيث وضح لنا بان الامام علي (ع) كان مؤيداً بقوة من الله قوامها أربعون ملكاً بقوله الشريف (والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا) وهذا الحديث مسند وله حضور في مسترك الحاكم،
ثم اتى الامام علي (ع) وبين لنا أسباب هذه القوة الخارقة فقال (والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية) ويقول الفخر الرازي في تفسيره الآية الكريمة ( ينزل الملائكة بالروح من أمره ) حيث قال (ان قول الله ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون، وتقرير هذا الجواب أنه تعالى ينزل الملائكة على من يشاء من عبيده) وعلى وفق ما ورد في الجزء 19 ص 168.
وهذه الأسباب هي التي تجدد لنا وسيلة الاتصال والتواصل مع قيم السماء وثوابتها، بان من لا ينقطع عن الله، فانه الله سوف يمده بقوة منه، ويقول الامام علي (ع) موضحا صلته بالله عز وجل ( أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني) ويقول احد الكتاب بهذا المعنى نرى أن كل من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقل ضعفاً ولهذا قال علي بن أبي طالب (ع) (والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية) ، (لأن علياً (ع) وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول الله كنت له سمعاً وبصراً فإذا صار نور جلال الله سمعاً له سمع القريب والبعيد وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرف في الصعب والسهل والبعيد والقريب .)
وهذا ما يفسر لنا قوة الرد والاثر الذي جرى من الشعب الإيراني المسلم وقبله صمود أبناء غزة، وهم احفاد الامام علي (ع) ضد الكيان الصهيوني وهم احفاد يهود خيبر، لانهم تمسكوا بولاية علي ولم يبتعدوا عن نهجه وثوابته، وهو درس لكل مسلم بانك قوي اذا ما كان ايمانك بالله اقوى من عدوك،
اما الذين ينتسبون الى الإسلام وانهم من العرب او من غيرهم من الاقوام والاجناس، مهما توفرت لهم أسباب القوة الدنيوية، فانهم اوهن واضعف مخلوق، لانهم ابتعدوا عن الله وتقربوا الى الدنيا وشيطانها، بمنافع السحت والحرام والسرقات والفساد وهداياهم الغلول، وظلمهم وطغيانهم واستبدادهم، تجاه أهلهم وشعبهم، فمسخهم الله وجعل أسباب سطوتهم، وسيلة ضعفهم،
اللهم ثبتنا على والية مولانا واميرنا الامام علي (ع) وصلي وسلم على محمد وآل محمد واصحابه المنتجبين