23 ديسمبر، 2024 4:25 ص

الامام علي أمير المؤمنين.. كما جاء في مصادر كبار العامة

الامام علي أمير المؤمنين.. كما جاء في مصادر كبار العامة

رأيت من الضرورة أن أكتب هذه المرة بشكل آخر عن الاْمام أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عليه السلام، ونحن نعيش ذكرى استشهاده الأليمة في محراب الصلاة بمسجد الكوفة وفي شهر رمضان المبارك.. هو إبن عم الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الميامين، وأول من صلّى معه.. هو أفضل الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً وعبادة لله تعالى، وجهاداً في سبيله، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين.

ارتأيت أن أذكر بعض من مناقبه التي جاءت في كتب العامة قبل الخاصة بدلاً من استعراض المظالم التي تعرض لها وسلب حقه في الخلافة دون فصل بعد الحبيب المصطفى، ليقف القاريء الكريم على من أهمية مقام ومكانة ومنزلة وعظمة من غيبته اقلام وأكاذيب وأقاويل أبناء الطلقاء وأتباعهم ومن سار على خطاهم الضالة المظلة، وحقيقة كره وحقد وعداء هذه الفئة الباغية الشجرة الملعونة في الكتاب والسنة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولوالده مؤمن قريش ولأبنائه أئمة الهداية السماوية.

لم تعرف لإنسانية في تاريخها رجلاً – بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من الامام علي بن ابي طالب (ع) ولم يسجّل لأحد من الخلق من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لأمير المؤمنين علي (ع)، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل أسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو أجتمع الناس على حبه – كما يقول الرسول الأكرم (ص) لما خلق الله عزوجل النار.

والحديث عن أمير المؤمنين الأمام علي (ع) طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس: ” والذي اختار محمّداً خاتماً لرسله، لو كان نبت الدنيا وأشجارها أقلاماً وأهلها كتّاباً وكتبوا مناقب عليّ وفضائله من يوم خلق الله الدنيا الى فنائِها ما كتبوا معشار ما آتاهُ الله من الفضل” – «ينابيع المودة» ب 40 ص 122، وفي مشارق أنوار اليقين: ص 58 ، فكيف بمقالنا الصغير هذا يمكنه احصاء حتى الجزء اليسير جداً منها.

وبغية أن لا نطيل أكثر، نستعرض اليكم بعض فضائل الامام علي (ع) من مصادر أهل العامة فقط، ذلك الذي عجزت الإنس والجن من عدّ فضائله؛ وذكره عبادة (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذكر علي عبادة – رواه فيض القدير: ج3 ص565 ح10006. الفردوس بمأثور الخطاب: ج2 ص244 ح3151 وكثير غيرهم)؛ والنظر اليه عبادة (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر الى علي عبادة – رواه المستدرك على الصحيحين: ج3 ص141، حلية الأولياء: ج5 ص58. مجمع الزوائد: ج9 ص119. الصواعق المحرقة: ص123 ب9 ح15 وكثيرين غيرهم)؛ ونزلت في حقه أكثر من ثلاثمائة آية من القرآن الحكيم – جاء في ينابيع المودة: ص150 ب42: قال القندوزي الحنفي: أخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال: نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه، وكثير أخرين غيره)…

1- قال النبي الاكرم (ص) : عنوان صحيفة المؤمن: حب عليّ (المناقب لابن المغازلي 243 – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/410 – الجامع للسيوطي 2/145 – ينابيع المودة).

2- وقال (ص) : حامل لوائي في الدنيا والآخرة: عليّ ( كنز العمال6/122 – الطبري 2/201 – الخوارزمي 250 – الفضائل لاحمد 253 – ابن المغازلي 42/200).

3- وقال الرسول الأعظم (ص) : أمَرني ربي بسد الأبواب إلاّ باب عليّ (الخصائص للنسائي 13 – مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/125 – الترمذي 13/173 – البيهقي 7/65 – ينابيع المودة 282 – مسند أحمد 4/369 – ابن المغازلي 245 – ينابيع المودة 126.

4- وقال (ص): الصديقون ثلاثة: مؤمن آل ياسين ، ومؤمن فرعون ، وأفضلهم : عليّ (المناقب لاحمد 194 ، 239 – كنز العمال 5/31 – الجامع للسيوطي 2/83 – ابن المغازلي 245 – ينابيع المودة 126 .(

5- وقال (ص): مَن سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، فليتول من بعدي عليّ (مسند أحمد 5/94 – مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/128 – كنز العمال 6/217 – الطبراني) .

6- وقال النبي (ص) : لكلّ نبي وصي ووارث , ووصيّي ووارثي : عليّ (ع)- كنز العمال 6/158 – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11/173 – شواهد التنزيل 2/223 – ينابيع المودة 94 .

7- وقال (ص) : براءة من النار حبّ عليّ (ع)- مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2/241 – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 6/85 – اخطب خوارزم 86 – ابن المغازلي 90 .

8- وقال: (ص) : أوصي من آمن بي وصدقني بولاية عليّ (ع) – الجامع للسيوطي 1/230 – الرياض النضرة 2/168 – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/316 – ابن المغازلي 49 – ينابيع المودة 266 .

9- وقال(ص) : لا يجوز على الصراط أحد إلا ببراءة في ولاية عليّ (ع) – ابن المغازلي 15 – الاستيعاب 2/457 .

10- قال النبي (ص) : عليّ (ع) الفاروق بين الحق والباطل- مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/132 – مسند احمد 1/331 – ينابيع المودة 92 .

11- وقال (ص) : عليّ (ع) الصدّيق الأكبر .رواه :البيهقي 4/53 – كنز العمال 7/176 – الجامع للسيوطي 2/276 – ابن المغازلي 93.

12- وقال(ص) : عليّ (ع) خير البشر , فمن أبى فقد كفر .رواه ابن المغازلي 129 – ينابيع المودة 233 – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5/37 – الخوارزمي 235 .

17- وقال (ص) : عليّ (ع) مع القرآن, والقرآن مع علي (البخاري 5/19 – مسلم 2/360 – الترمذي 5/304 – مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/109 – ابن ماجة 1/28 – مسند أحمد 3/328 (.

13- وقال النبي (ص) : عليّ (ع) حبه إيمان, وبغضه نفاق (ابن المغازلي 67 – الخوارزمي 236 – فرائد السمطين – ينابيع المودة .(

14- وقال (ص) : عليّ (ع) من فارقه فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله (ابن المغازلي 45 – ينابيع المودة 181(.

15- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا على ! لو أن عبدا عبد الله عزو جل مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ولم يوالك لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها (المناقب للعلامة الخوارزمي ص 28).

16- وقال رسول الله (ص): يا علي! أنت حجة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، وأنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وسيد الصديقين.. يا على! أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصديق الأكبر، وإن حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وإن حزب أعدائك حزب الشيطان (ينابيع المودة الباب 95: ص 496).

17- وقال الصادق الأمين (ص): على بن أبي طالب باب الدين، من دخل فيه كان مؤمنا، ومن خرج منه كان كافرا (ينابيع المودة ج 2 ص 61 ط اسلامبول).

18- وقال رسول الله: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فَفِيَّ النبوة وفي عليّ الخلافة(ابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن ابي طالب …: ص87 ـ 88 الرقم 130).

19- ابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب: ج42 ص308 الرقم: 8853: عن أنس بن مالك قال: «كنت جالساً مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) إذ أقبل عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): {يا أنس أنا وهذا حجّة الله على خلقه}.

20- الحاكم في المستدرك على الصحيحين: ج3 ص124. عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: «كنت مع عليّ (عليه السلام) يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا فرغ ذهبت الى المدينة، فأتيت أمّ سلمة فقلت: إنّي والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكنّي مولى لأبي ذر. فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس. قالت: أحسنت، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: {عليّ مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض}.

21- وقال خاتم المرسلين (ص) في مرض موته: {أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي، ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لايفترقان حتى يردا عليَّ الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما}- ابن حجر في الصواعق المحرقة: ص75.

22- وقال النبي (ص): من اطاعني فقد اطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني (الحاكم في المستدرك على الصحيحين: ج3 ص121).

23- وقال الرسول محمد (ص): من فارق عليّاً فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله (المتقي الهندي في كنز العمال: ج6 ص156).

24- الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج13 ص188، الرقم 7165. عن علقمة والأسود، قالا: أتينا أبا أيّوب الأنصاري عند منصرفه من صفّين.. وساق الحديث الى أن قال، قال أبو أيّوب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعمار: {يا عمار تقتلك الفئة الباغية، وأنت ذاك مع الحق والحق معك، يا عمّار بن ياسر إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليّ، فإنّه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى}.

25- قال رسول الله (ص) لعلي (ع): إذا كان يوم القيامة، يؤتى بك يا علي بسرير من نور، وعلى رأسك تاج، قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: أين وصي محمد رسول الله؟ فتقول: ها أنا ذا. فينادي المنادي: أدخل من أحبك الجنة وأدخل من عاداك في النار، فأنت قسيم الجنة والنار (القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص96 ب16).

26- البخاري في صحيحه: ج5 ص77 كتاب المغازي، ب 38 باب غزوة خيبر. قال النبي (ص) يوم خيبر: {لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجو ان يعطاها، فقال (صلى الله عليه وآله): أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال علي يا رسول الله: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال (صلى الله عليه وآله): انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم}.

26- عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: {لقد أُعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصالٍ لأن تكون لي خصلة منها أحبُّ إليَّ من أن أُعطي حُمر النعم، قيل وما هنَّ يا أمير المؤمنين، قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسكناه المسجد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحل له فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر}- المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3، ص125.

27- عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر بن الخطاب: {أحبّوا الأشراف وتودَّدوا إليهم واتَّقوا أعراضكم من السفلة، وأعلموا أنَّه لا يتم لأحدٍ شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب وحبه} – بشارة المصطفى، محمد بن أبي القاسم الطبري، ص382، ح27.

28- عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين الى الإسلام فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أنَّ لي واحدة منهنَّ فكان أحب إليَّ ممَّا طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة، إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) بيده على منكب علي، فقال له: {يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً وأول المسلمين إسلاماً وأنت منِّي بمنزلة هارون من موسى} – تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص167.

29- إنَّ عمر لمَّا بدأ بالحسنين في العطاء قال له ابنه: قدَّمتهما عليَّ، ولي صحبة وهجرة دونهما؟ فقال: {أسكت لا أمَّ لك أبوهما والله خير من أبيك، وأُمَّهما خير من أمِّك}- (الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي النباطي البياضي، ج2، ص70.

30 – عن سويد بن غفلة عن عمر بن الخطاب قال: رأى رجلاً يشتم علياً كانت بينه وبينه خصومة فقال له عمر: إنَّك من المنافقين سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: {إنَّما علي مني بمنزله هارون من موسى إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي} – تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص166.

ومئات المصادر الاخرى التي لا يتسع لها مقالنا هذا القصير لدرجها…..

وختاما، قال الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين: أشقى الأولين والآخرين قاتل عليّ (الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/141 – مسند أحمد 4/263 – الخصائص للنسائي 39 – الطبري 2/408 – كنز العمال 5/58(.. حيث قتله أشقى الأشقياء أبن ملجم المرادي لعنة الله عليه وهو قائم يصلي صلاة الفجر صباح يوم الـ19 من رمضان المبارك وهي من تبعات سقيفة بني ساعدة ومؤامرات اللقطاء أبناء هند آكلة الأكباد، حيث وفارقت روحه الطاهرة الحياة في صباح يوم الجمعة 21 رمضان كما ولد في جوف الكعبة من فجر الجمعة 13 رجب المرجب.

 

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

[email protected]