ما من دولة على بقاع الارض تعرضت الى نكسة، كالنكسات المتتالية التي مر ويمر بها العراق، حيث يدفع العراقيون يوميا ثمنا غاليا من دمائهم واموالهم، بسبب من تسلط عليهم بارادتهم مع الاسف، زمرة من الفاشلين الفاسدين الذين لا هم لهم سوى الاقتتال والتكالب على الغنائم، حول الحاكمون الفاشلون الفاسدون حياة العراقيين الى جحيم، فكلما يلوح في الافق بصيص من الامل يغتاله لصوص الدماء والاموال.
ما بالكم ايها الشيعة.. هل اصبتم بعمى الالوان؟ بحيث لا تختارون في كل دورة انتخابية الا هؤلاء، الم تسمعوا بالحكمة القائلة المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين؟ انكم ستتحملون المسؤولية التاريخية امام الله اولا وامام الاجيال القادمة، ان لم تفنوا ثانيا، لانكم وبارادتكم وبتوجيه مباشر اوغير مباشر من مرجعياتكم الدينية، تكررون نفس المهزلة، ها انكم اضعتم البلاد وسوف تضيعون انفسكم.
الم تقرأوا كتب التاريخ القديم والحديث، هل وجدتم في ثنايا تلكم الكتب، ان قائدا ومسؤولا لدولة ما اضاع بلاده ودمر شعبه وسلم من العقاب؟ ام نحن قوم نختلف عن سائر البشر.
ان لم تقرأوا او تسمعوا سوف اسرد لكم مثلين فقط من الالاف الامثلة التريخية.. لقد كان الجنرال النازي رومل من اقرب المقربين الى هتلر، عندما خسر معركة العلمين في الحرب العالمية الثانية، استدعاه هتلر وسلمه مسدسا، قال له لا اريد ان اعدمك بنفسي انما خذ هذا السلاح ونفذ حكم الاعدام بنفسك، واليكم مثل قريب آخر، بعد نكسة حزيران 1967، تلك النكسة التي لا تعادل 5% من نكساتنا، قدم الرئيس المصري جمال عبد الناصر استقالته الى شعبه واعلن بكل شجاعة انه مسؤول عن النكسة ومستعد لتحمل نتائجها، ولما خرج ملايين المصريين مطالبين بعودته، اول عمل قام به هو عزل رفيق عمره عبد الحكيم عامر اضافة ان ابن عامر هو زوج ابنته الوسطى، كل ذلك لم يمنعه من اتخاذ اقسى العقوبات بحق عامر، لانه وضع مصلحة بلده فوق اية مصلحة شخصية اخرى، وعمل اكثر من ذلك حيث وضع عامر في السجن ويقال ان الرجل قد انتحر من شدة الصدمة، هكذا يكون من يتحمل مسؤولية بلد وشعب.
اتساءل ويتساءل معي ملايين العراقيين، هل ان نوري المالكي هو الامام الثالث عشر المعصوم عندنا نحن الشيعة حتى يكون بمنجا من المحاسبة بل العقاب؟ هل ان رأس  نوري المالكي اثمن من رؤوس ملايين العراقيين واثمن من المدن التي سقطت وتسقط بيد شذاذ الافاق، الذين تكالبوا علينا من كل حدب وصوب؟ بسبب ادارته الفاسدة والفاشلة، اليس هو مسؤول عن جريمة هروب قادة القاعدة من القصور الرئاسية قبل اكثر من عامين في البصرة، اليس هو المسؤول عن الهروب الجماعي لأكثر من 1000 من عتاة مجرمي داعش قبل اكثر من عام من سجن ابو غريب، وكانت هذه بداية النكبة الكبرى في العراق؟ الم يكن مسؤولا عن الانهيار الكبير ابتداءا من 10 حزيران من العام الماضي ولحد الان وسقوط ثلاثة محافظات بيد عصابات داعش؟ الا يحاسب عن جريمة اختفاء اكثر من 300 مليار دولار من خزينة الدولة خلال الاعوام التي حكم فيها، الا يسأل القيادي الثاني في حزب النكبة( الدعوة) علي الاديب زعيمه المالكي كيف حصل هو في الانتخابات الماضية على 18000 الف صوت فقط وهو ابن كربلاء بينما حصل انسباء المالكي غير المعروفين بأي تاريخ جهادي لهم اضعاف تلك الاصوات، وهو يعرف جيدا ان فوز انسباء المالكي في كربلاء وابن اخيه وابن عمه في بابل جاء من السحت الحرام، من اموال العراقيين الذين حرموا من ابسط متطالبات الحياة تحت حكم المالكي، فلا امن متوفر ولا عمل للخريجين وكل العاطلين، فلا زراعة تذكر ولا صناعة نهضت ولا ابسط الخدمات وفرت في العاصمة المنكوبة بغداد ناهيكم عن المدن الاخرى.
هذا قيض من فيض من جرائم المالكي بحق العراقيين، انكم ياشيعة العراق ان لم تنهضوا للدفاع عن وطنكم اولا والعمل لكنس هذه الفئة التي اضاعت ارضكم وامولكم، وعلى رأسهم المتهم امام الشعب والتاريخ، نوري المالكي، اقول سوف لا يقوم لكم قيامة بعد اليوم، سيكون مصيركم مصير شيعة مصر عندما افسد الحكام الفاطميون في ارض الكنانة بحيث ان شعب مصر ضاق بهم ذرعا وتخلوا عن مذهبهم، اما انتم ايتها المراجع الدينية ستتحملون وزر ما يحدث للعراقيين من مآسي على يد من دفعتم المواطنين لانتخابهم واسميتموهم بالاتقياء والانقياء، فظهروا انهم من اكثر الفاسدين والمارقين، ان لم تتداركوا الامر من الان بتطهير البلاد من هذه الطفيليات التي ساعدتم ربما بغفلة او بعدم معرفتكم بمعدنهم الحقيقي، الان انكشف كل شيء، طالبوا بتقديم المتهم الاول نوري المالكي الى القضاء ليأخذ جزاءه العادل على جرائمه بحق الشعب والوطن، كذلك بقية الزمر التي تعرفونهم جيدا، والا فسوف تحاسبون امام الله وسوف لا يرحمكم التاريخ.. فاعذر من انذر.