22 نوفمبر، 2024 7:44 م
Search
Close this search box.

الامام الحسين يخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة  ..!!!(5)

الامام الحسين يخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة  ..!!!(5)

السقيفة والشجرة الملعونة جرفت الاصول وغيرت الاحكام حتى الصلاة ضيعت  
قال تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ) مريم: 59-60روى البخاري في صحيحه في المجلد الأول، الكتاب العاشر حديث رقم 507 عن غيلان عن أنس بن مالك قال: «ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (ص)! قيل آلصلاة؟ قال أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟».وقال: سمعت الزهري يقول: (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت).كفعل معاوية حين صلى صلاة الجمعة يوم الاربعاء..!واخرج الإمام أحمد من حديث عثمان بن سعد ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ما أعرف شيئاً مما عهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم . قيل له : ولا الصلاة ؟ قال : أوليس قد علمت ما صنع الحجاج في الصلاة ؟ ويقال : إن الحجاج هو أول من أخر الصلاة عن وقتها بالكلية ، فكان يصلي الظهر والعصر مع غروب الشمس ، وربما كان يصلي الجمعة عند غروب الشمس ، فتفوت الناس صلاة العصر، فكان بعض التابعين يومئ في المسجد الظهر والعصرخوفا من الحجاج “الحسين يبين استراتيجية تحركه بمنازلة الطغاة ان شهادة فتح
الامام الحسين حول مسار الجهاد الخارجي الى الجهاد الداخلي جهاد النفس لانه الجهاد الاكبركما اكده النبي(ص)
قال رسول الله(ص): (إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم) رواه الحاكم في المستدركوأخرجه البيهقي في “الشعب” (7547) وابن عدي في “الكامل” 3/1267 وأخرجه البزار (3302) إسناد البزار الذي رجاله رجال الصحيح هو الذي سيرد عند أحمد برقم (6784) ، وسيكرر بالرقمين (6776) و (6784)
وقال البيهقى في “الشعب” 6/81: “والمعنى في هذا أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول، فتركوه، وإذا صاروا كذلك، فقد تُودع منهم، واستوى وجودهم وعدمهم. انتهى
الامام الحسين يقول لأخيه محمد بن الحنفية في وصية له:(إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)
وقوله لمروان عندما طلب منه مبايعة يزيد في المدينة :(على الاسلام السلام اذا ابتليت الامة براع كيزيد)
لقد جاء في الرسالة الشريفة للامام الحسين عليه السلام :من الحسين ابن علي ابن ابي طالب الى أخيه محمد وسائر بني هاشم
:(أما بعد فإنه من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح والسلام ).فكيف لايكون الحسين رمزالتغيير وبوصلة الانسانية ومنارالخلود …سطرها قربان الله (خذ حتى ترضى)؟!ياسيدالشهداء ماذا نقول فيك:وانت ثارالله وسليل النبوة وابن سيد الوصيين وابن سيدة نساء العالمين وابوالائمة الهدات المهديين ووارث النبين والمرسلين ..فقمت باحياء السنة وتبليغ الرسالة …؟فلا غروان اصبحت رسول عصرك وامام زمانك وثار دهرك …حتى طأطأ كل عظيم لعظمته وانحنى كل شريف لشرفكاذن ماذا نقول :وقد تنافست يراع الحكماء فاعيوا من بيان نتف فلسفتك وتصاغرت اقلام البلغاء لبلوغ شيىء من فضلك واعيت العقول من الاحاطة بوشل من شأنك وتاهت الافكار في بيان ومضامن  قدرك وعجزت المشاعرالمرهفة فى بلوغ شرونقيرفي مدحك وكلت الالسن من وصف صبرك وذهلت البشرية بحنكة سياستك واحتارت الافهام بمعاني ابائك وداخت العقول لجليل صمودك وتحيرت النفوس لشموخ  شخصك وانبهرت الدنيا بقوة شكيمتك وشدة بأسك وتعطلت مدارك ذوي الالباب في تصويرقبسات تضحيتك وعظيم فاجعتك …؟!فاصبح كل واحد من اصحابك حسينيا متيما ومفتونا بالفداء دونك ..وماذا نقول وقد تفانت الامة فى حبك وتهافتت الشعوب بتوسم نهجك وانشعبت كل ثورة من نهجك وهامت الضمائر في استلهام عبقات من درسك وتعالت صرخات ثوار الدنيا فى خطك وكل احرار الدنيا يرجوا الفوز بدربك وستبقى الاجيال تترنم متيمة بعشقك وتتسابق لاستشراف عبيرذكرك وشيعتك ترجوا شرف خدمتك والحضوة بشفاعتك …؟!سيدي ابوالاحرار ملئت الدنيا وشغلت التاريخ ولازلت متبرعما نديا تفوح باريج عطاء لاينضب وسرخلود سرمد ومصباح هدى لا يطفأ وجمر حق يتوقد …نبتت عروشا من خضاب دمك وتساقطت اخرى فتلك معجزة العظمة ..وستبقى شامخا تستلهم منك البشرية كل قيم الخيرعلى مر الدهور والعصور لانك الفيصل :(قل جاء آلحق وزهق آلباطل إن آلباطل كان زهوقا)الاسراء:81بدأ الجهاد بحمزة وبجعفر      ودم الحسين به علي يخذميامولاي يا ابا عبد الله ياسفينة النجاة وكلمة الله وحامي الشريعة المصطفى(ص) ويقول فيك: (حسين منى وانا من حسين) فقد فزت ومن سارفي دربك فوزا عظيما ..لم تنتهي معركة الحسين ..ياسيد الشهداء ان معركتك لم تنتهي بعد لانها معركة صراع الحق مع الباطل ولازالت سيوف الاشرار مصلته على رقاب الاحرار السائرين بخطك ولكن هيهات الذلة ممن عشقك ويتغنى باسمك ويسير في نهجك ايها الفاتح العظيمياسيد الشهداء وتبقى متألقا فوق الثريا رغم جهود كل الجبابرة للقضاء على ذكرك وتشويه مجدك وبمختلف اساليب الابادة والتفنن بالدماروما سخروه من الابواق وبذل الاموال وشراء الذمم لاطفاء جذوة ثورتك فقد ذهبوا الى مزابل التاريح وتبقى منارا سامقا وعطاء دافقا نابضا بالحياة يأوي اليه الاحراروويترسمه الثوارويرتشف كل صادي من معينه الصافى للارتواء حيث يجدوا فيك النورالهادي والبلسم الشافي….وتركت مدحي للحسين تعمدا                    إذ كان نورا  مستطيلا   شاملا
وإذا استطال الشىء قام بذاته                   وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاسيد الشهداء الامام الحسين مصداق النفس الالهية المطمئنةقال تعالى 🙁 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *وَادْخُلِي جَنَّتِي)الفجر:27-30
السلام عليك ايها السرالمكنون ..يا ابا عبدالله ياسيد الشهداء 
جاء في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي : أن النفس المطمئنة هي التي تسكن إلى ربها و ترضى بما رضي به فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير أو شر أو نفع أو ضر و يرى الدنيا دار مجاز و ما يستقبله فيها من غنى أو فقر أو أي نفع و ضر ابتلاء و امتحانا إلهيا فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان و إكثار الفساد و العلو والاستكبار، و لا يوقعه الفقروالفقدان في الكفر و ترك الشكر بل هو في مستقر من العبودية لا ينحرف عن مستقيم صراطه بإفراط أو تفريط.
و توصيفها بالراضية لأن اطمئنانها إلى ربها يستلزم رضاها بما قدرو قضى تكوينا أوحكم به تشريعا فلا تسخطها سانحة و لا تزيغها معصية .و فيه دلالة على أن صاحب النفس المطمئنة في زمرة عباد الله حائز مقام العبودية.
و في قوله: (وادخلي جنتي) تعيين لمستقرها، ولا يوجد في كلامه تعالى إضافة الجنة إلى نفسه تعالى إلا في هذه الآية.
جاء في تفسير بن كثير: قال العوفي، عن ابن عباس: يقال للأرواح المطمئنة يوم القيامة( : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) يعني : صاحبك ، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا ، ( راضية مرضية )
وروى الحافظ ابن عساكر :عن بو أمامة : أن رسول الله (ص) قال لرجل : (قل اللهم ، إني أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك )
وفي تفسير القمي والمحاسن للبرقي والكافي للكليني  بإسنادهما عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا و الله إنه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا لأني أبر بك و أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر. قال: و يمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فيقال له: هذا رسول الله و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهم السلام) رفقاؤك. قال: فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد و أهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمدا و أهل بيته و ادخلي جنتي فما من شيء أحب إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي.
ان تلك الاية خير من جسدها الامام الحسين في اطمئنانه وصبره وثباته
 
بشهادة الامام الحسين انتقلت قيادة النهضة للسيدة زينب 
لعل البعض يراه عنوانا غريبا اومتمحلا ..ولكنه الواقع في تجسد عبقرية القيادة المحمدية وبسالة البطولة العلوية وعظيم صبرالفاطمية وتراث المعارف الحسنية وسموا المباديء الحسينية …
اولا:ان ماتحملته فخر المخدرات من ويلات ومصائب تهد الجبال الراسيات لو صب عليها شيء من فضيع تلك الرزايا التي لايصمد امامها اشد الرجال قوة وشجاعة ..فرغم الهواجس المرعبة التي عايشتها طوال عشرات الايام ومنذو وصول خبر شهادة مسلم وجعجعة الحربركبهم  ونزولهم في صحراء كربلاء وتتابع رايات كتائب ال ابي سفيان وحتى الاحاطة بهم من جل صوب وحدب وتضيق الحصار عليهم ..وشدة الهجمه وتكالب جيوش الشر والغدر والحقد عليهم يوم عاشوراء حيث كانت تراقب المجريات من على التلة (الزينبية ) وعاينت مصارع اخوتها وحماتها واهلها واولادها وحتى تقطيع رؤوسهم  وسحق اجسادهم  بحوار خيول الطغام وليس لها من تلوذ به او تشتكي اليه او تحتمي بحماه …وقد احرقوا خيامهم وفرارالعطاشى ممن بقى من الايتام والارامل في البيداء وقد اجدب ضمير القتلة الاوغاد من كل شفقة فسلبوا المرعوبات المذهولات كل ماعليهن …ولايمكن باية حال تصوير تلك المشاهد الكارثية والتي لم تشهد البشرية وحشية ودموية مثلها ..!!  
لكن كل تلك الخطوب لم تزد زينب الا اصرارا وصلابة ورباطة جأش
ثانيا:لا اعتقد اين كان.. بمقدوره تحمل حماية ركب الارامل والايتام من زبانية (الشجرة الملعونة) والقيام بمسؤلية  مواصلة وادارة تلك الثورة الوليدة التي قمعت باشد وسائل العنف والتوحش والارهاب وابيد قائدها وأهله وكافة اصحابه في معركة شرسة غير متكافئة .فحملت لوائها وواصلت دربها ونشرت فكرها وقارعت جموع البغي وزبانية الطغاة ورجس الخلفاء وفاسق الامراء بيان الحق وفضح الباطل ..وفي أول وأخر مرة في التاريخ تنهض به امرأة واحدة فقط مخدرة عقيلة الهاشمين الفارعة السيدة زينب الكبرى بنت علي منار النساء عفتا وطهرا وشمائل الشرف
  زينب توقد شعلة نار الثورة الثانية
ثالثا: من الواضح ان السيدة استطاعت بحنكتها وحكمتها وفهمها (عالمة غيرمعلمة وفاهمة غير مفهمة) فاوقدت شرارة الثورة الثانية لتكمل ولتديم اوار شعلة ثورة الحسين وهاجة متقدة في الامصار ..بمقارعة الظلم في امصاره وفضح الظالمين في عقوردورهم  فقلبت الطاولة على وجه الطغاة في قصورهم … فنجحت وانتصرت في تلك المواجه الغير متكافئة بكل المقاييس وحققت ما خططت له ونهضت به  ..فهزت الضمائر وشحذت العزائم .. وكسرت حواجز الخوف ..حتى ابكت اهل الكوفة وتلاوموا لخذلانهم الحق فتصارعوا وكانت تلك الشرارة الاولى التي قصمت دولة الشجرة الملعونة ..فتلاحقت الانتفاضات والثورات حتى سقطت دولة الشر 
فكانت ولازالت العقيلة زينب الانموذج الفريد والمثل السامق لكل النساء العفيفات في عظيم قدرات المرأة وفائق عزمها وعمق فهمها بل ونجاها الباهر في مقارعة وقهرحتى اعتى النظم البوليسية شراسة وارهابا في تحقيق ماتصبوا اليه ..نصرة الحق وتثبيت القيم وفرض المباديء بقوة المنطق ووسائل بديع الاعلام … وان جدب الضميروقل المعين وطال المسير …!!
 
[email protected]

أحدث المقالات