النهضة الرائدة والصفوة الفريدة
إن المتتبع في بطون اسفارالتاريخ يجد الكثيرمن الأبطال وعظماء الرجال الذين دفعهم دينهم وقيمهم واهدافهم إلى الجهربكلمة الحق والدعوة إلى العدالة وتفجير الثورة باقتحام ميادين الجهاد ومقارعة الظلم والظالمين هنا وهناك لينالوا شرف الدفاع عن المباديءونصرة المضطهدين ولو أدى ذلك إلى بذل مهجهم واستشهادهم والتضحية بكل ما يملكون . الا ان تلك الثورات لم تخلد ولم ترسم خريطة طريق للاحرار وتنبض بالعطاء الدائم والعشق الطافح – لانها اخبار في بطون التاريخ ليس الا- وما كان لها شعلة متوهجة في عالم الوجود وفي كل زمان ومكان ما لنهضة الحسين من حرارة وعنفوان حماس ولا تزال حية متالقة تعكس تفاعل الأمة مع التاريخ في حركية وعطاء مستمر في حاظر المسلمين كما كانت في ماضيهم ..وأغنت بعطائها التضحوى وأفكارها السامية وأهدافها النبيلة تاريخ الإسلام بالاندفاع المستميت في منازلة جحافل البغي مهما تفرعنوا ومهما كانت التضحيات … على انها الثورة الوحيدة بل الفريدة من بين تلك الثورات التي عبأت الإنسان منذ انطلاقها ودفعت به في طريق النضال الطويل والوعر للتحرر من الاستعباد والتسلط وأسهمت ولا تزال تسهم بدورمحوري في تكوين الشخصية العقائدية والثقافية والاجتماعية والسياسية..
فاصبحت النهضة الحسينية المناروالبوصلة لكل من جاء بعدها من الثورات في عالم الاسلام كثورة ابن الزبيروالتوابين والقراء وزيد حتى ان حركة العباسين وما تلاها من الثورات ما كانت لتنجح ابدا لولا استغلال اسم الحسين وكارثية ومأساة النهضة الحسينية !!!
كما كشفت تلك الثورة زيف أدعياء الاسلام وما يضمرونه من شرك وشرللرسالة وللصلحاء ولازالت رمزا للاصلاح ومحاربة الفساد..!!!
وكما يتضح ان النهضة الحسينية لم تكن لعصر دون عصرولا لفئة من الناس دون فئة كما لم تكن وليدة ظروف طارئة أو تحركات سياسية محددة الآثاروالدوافع لكونها نابعة من تعاليم السماء والقيم النبيلة ، بل كانت النور الساطع للمسلمين في جميع تحركاتهم الهادفة لإتمام المسيرة الرسالية إلى الاهداف السامية والغايات الرفيعة التي بعث من اجلها نبي الرحمة محمد (ص) وكانت تمثل المرآة الصافية لواقع الامة الذي كانت ترسف في أغلاله .!!
فالنهضة الحسينية ملئت الدنيا وشغلت الناس وستبقى الى اخر الدهر جذوتها تلهب ظهورالطغاة وتنير الدرب للاحرار
فدم ارقت كانه من جدة الان يعطر في الثرى ويخضب
لم تشهد البشرية طوال تاريخها صفوة اصحاب واسطورة ثواركاصحاب الحسين
من المعلوم ان الكثرة العددية ليست معيارا للحق ولا بوصلة للصحيح والقران طافح بالكثيرمن الايات التي تؤكد هذا المعنى
اولا:المؤمنون قلة
في كل زمان ومكان يظهرالقران قلة المؤمنين قال تعالى :(ثلة من الاولين وقليل من الاخرين)الواقعة:13 و:(وقليل من عبادي الشكور)سبأ:13 وقال تعالى 🙁 وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)هود:40
ثانيا: الكثرة الكاثرة من الناس ليست معيارا للحق
قال تعالى:( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)الروم:8 وقال تعالى :(وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)يوسف: 103(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)يوسف :106و:(وان اكثركم فاسقون)المائدة :59و:(لقد جائكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون)الزخرف:78و:(بل اكثرهم لايؤمنون)البقرة:100و:(ولكن اكثرهم لايعلمون )الزمر:49 و:(اكثرهم لايعقلون)الحجرات:4 (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أويعقلون إنهم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا)الفرقان:44 (وإن تطع اكثرمن في الارض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون الا آلظن وإنهم إلا يخرصون)الانعام:116وقوله: (و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) الأعراف: 179.
قال ابن القيم: “كاد القرآن أن يكونَ كلّه في شأنهم؛ لكثرتهم على ظهرالأرض وفي أجواف القبور”سراج السالكين :1-388.
ثالثا:القران يرفع عقيرة التنديد بالصحابة المنافقين في مكة أوأول ظهور للنفاق في الاسلام
الكثير يعتقد ان ظهور النفاق في الاسلام كان بعد الهجرة الى المدينة تحت راية شيخ النفاق ابن ابي سلول ورهطه من المنافقين لكن البحث يثبت وبشهادة القران.. والكلام في هذا الباب واسع وكبير وتعج به مصادرالتفسير واسباب النزول ومصنفات الرجال ومدونات الحديث لعلماء السنة ولاينكره منكرمنهم نختصره بنقاط :
مرضى النفوس من الصحابة مكيين
الجدير بالذكران في القران يوجدعنوان (الذين امنوا) الى جنب (الذين في قلوبهم مرض) في بعض السور (المكية)
قال تعالى 🙁 وما جعلنا أصحاب النار إلاملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتو الكتاب ويزداد الذين امنوا إيمانا ولايرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون واليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) المدثر:31 وسورة (المدثر) وهي من أوليات السور ومكية بالاجماع
وهذا يوضح بجلاء إن الذين في (قلوبهم مرض) من (الصحابة) لازموا النبي (ص) منذ بداية الدعوة في العهد المكي وحيث كان الاسلام غظا غريرا والصحابة قلة لكن استحكمة علة المرض فى نفوسهم وبقت ملازمة لهم حتى بعد الهجرة الى المدينة وهؤلاء المنافقون غير منافقي المدينة الذين نزلت فيهم سورة كاملة (المنافقون)وحشد من الايات في سوراخرى
المنافقون من الصحابة في مكة
يؤكد العلماء ان ظاهرة النفاق ظهرة في محيط الصحابة في بداية الدعوة الاسلامية والصحابة يوم ذاك قلة ولم يفتتنوا بعد بدنيا عريضة ويغرهم زبرجها بل كانوا مستضعفين ..يقول الواحد النيسابوري في اسباب النزول بهامش كلمات القران الكريم ص310قوله تعالى:(ومن الناس من يقول آمنا بالله ..) قال مجاهد :نزلت في اناس كانوا يؤمنون بالسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الله ومصيبة من انفسهم افتتنوا وقال الضحاك:نزلت في اناس من (الصحابة )المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا الى الشرك
المرتدون من الصحابة في مكة
جاء في تفسير الطبري للاية 60 من سورة الاسراء :(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ )
عن قتادة يقول: الله أراه –أي محمد- من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس. ذُكر لنا أن ناسا ارتدّوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله (ص) بمسيره، أنكروا ذلك وكذّبوا له، وعجبوا منه، وقالوا: تحدّثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة.
القرطبي يؤكد ذلك في تفسيره للاية : وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي (ص) أنه أسري به .
الصحابة الظالمين في مكة
والظالمين من الصحابة ظهرت بوادره في اول عهد الرسالة في مكة في جماعة من الصحابة لم يهاجروا الى يثرب ولكن خرجوا مع جيش المشركين الى بدر واحد فنزلت فيهم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)النساء:97 جاء فى اسباب النزول للنيسابورى قائلا:هذه الاية نزلت فى اناس من أهل مكة تكلموا بالاسلام ولم يهاجروا وأظهروا الايمان واسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا لهم ماذكر سبحانه.انظراسباب النزول بهامش القران الكريم ص153 دار المنار القاهرة
جاء في احكام القران للقرطبي في تفسير قوله تعالى :(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون )و ظالمي أنفسهم وهم ظالمون أنفسهم إذ أوردوها موارد الهلاك . فألقوا السلم أي الاستسلام . أي أقروا لله بالربوبية وانقادوا عند الموت وقالوا : ما كنا نعمل من سوء أي من شرك . فقالت لهم الملائكة : بلى قد كنتم تعملون الأسواء . إن الله عليم بما كنتم تعملون وقال عكرمة .نزلت هذه الآية بالمدينة في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، فأخرجتهم قريش إلى بدر كرها فقتلوا بها ; فقال : الذين تتوفاهم الملائكة بقبض أرواحهم . ظالمي أنفسهم في مقامهم بمكة وتركهم الهجرة . فألقوا السلم يعني في خروجهم معهم. ما كنا نعمل من سوء يعني من كفر . بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون يعني أن أعمالهم أعمال الكفار . وقيل : إن بعض المسلمين لما رأوا قلة المؤمنين رجعوا إلى المشركين ; فنزلت فيهم . وعلى القول الأول فلا يخرج كافر ولا منافق من الدنيا حتى ينقاد ويستسلم ، ويخضع ويذل ، ولا تنفعهم حينئذ توبة ولا إيمان ; كما قال : فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا
رابعا:تضافر جهود قطبي النفاق (المكي والمدني) في المدينة وتفاقم ظاهرة حشود النافقين بشكل مرعب
تلاقحت مفاهيم النفاق وتوافق شيوخ النفاق (مكي ومدني) (المنافقون )من (الصحابة ) فقد تكاملت ملامح النفاق بعد إن ظهر الاسلام وبداءة تظهر قوته وتتركز شوكته فتظاهرحشود كبيرة من الصحابة بالاسلام خوفا وطمعا وابطنوا الكفروالعصيان ..ومواقف المنافقين العدائية للاسلام وعصيان امر الرسول (ص) كانت كثرة وواضحة وفي اشد الحظات خطورة منها على سبيل المثال والاشارة فقط :
تغيير القبلة .غزوة احد وعصيان الرسول والفارين من الزحف .غزوة الخندق (الاحزاب)والمرجفين. غزوة بني قريضة وعصيان النبي .صلح الحديبية وعصيان النبي وحتى بكائه من عنت اصحابه .فتح مكة وخيانة الله ورسوله . غزوة الطائف وعبادة شجرة ذات انواط .غزوة حنين والهروب الكبير .غزوة تبوك وتخلف ثلث الجيش –ومحاولة قتل الرسول- . جيش اسامة –ولعن المتخلفين- تمرد الصحابة على النبي عصيانهم من تقديم الكتف والدواة واتهام النبي (بالهجر) .اشهرالسيف بالمسجد وهو محرم .طامة السقيفة وتيه الامة …
خامسا:تواترحديث السحق والبعد والتقهقرللصحابة اخرج البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ) .عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) واخيرا وليس اخرا كثرة الكاذبين من الصحابة على النبي (ص) حتى قال (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)انظر مسلم، البخاري، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، أحمد
سادسا:الثلة المؤمنة اواصحاب البصائر
قال تعالى 🙁 إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )الكهف:13
الملاحظة الملفته دائما الحركات الرسالية والاصلاحية تجذب ثلة عقائدية اوتستجيب لها ثلة صالحة تخلص لمباديء الحركة وتتحمل اعبائها وتنصرها رغم كل التشويش وبريق الاطماع والدنيا العريضة لكونها مؤمنة بها ايمان راسخا فتؤثرعقيدتها اوقيمها وتواصل مشوارها حتى النهاية وفي الاسلام ترجمها ثلة قليلة من اجلاء الصحابة امثال: مصعب بن عميرو حنظلة بن أبي عامرغسيل الملائكة وحمزة سيد الشهداء وجعفرذو الجناحين وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وعماروخزيمة وحذيفة وابو ذر ..
سابعا:الظاهرة الفريدة كل اصحاب الحسين كانوا صفوة وقلتهم كثرة لثبات ووحدة موقفهم
كان ولازال اصحاب الحسين اسطورة ومثلا اعلى لما تميزوا وتفردوا به من دون سائرالاصحاب بذوبانهم المطلق في نصرة الحق والتصميم العقائدي الذي لايتزعزع والصمود الذي لايقهرونموذج التضحية الذي لاتشفع والتفاني عن بصيرة ثابته لاتدرك والتسابق ببذل المهج عن وعي كامل وتدبر وكانت تلك القلة القليلة بشخوصها معيارا للحق وسمو المعنى اكثرمن ان تعد اوتحصى شمائلها.. فهم ليس فقط لم يناقشوا اويعترضوا للمواقف الحسينية بل كانوا كلهم تسليم واطاعة مطلقة ..فلم يتراجعوا او ينكصوا.وبقوا اوفياء للحسين حتى اخر قطرة من دمائهم ويوصي احدهم الاخربعدم التقصيرفي نصرة الحسين ويتمنوا لو يخلقوا من جديد مرات ومرات ليجاهدوا الباطل ويستشهدوا في نصرة الحق وهو حاسر امام الاسنة الشارعة والسيوف المصلته (حب الحسين اجنه )كعابس ومن تخلى عن الامارة ولتحق بموكب الشهادة كالحرومنهم سيد القراء بريرومنهم التركي ومنهم الشاب المسيحي الذي طلق زهرة الحياة الدنيا واصر على الشهادة ومنهم الشيخ الفاني كالصحابي ابو جنادة الانصاري ومنهم الزعيم حبيب بن مظاهر الذي تخلى عن الدنيا وعزم على الشهادة ومنهم الشاعرالطرماح المصمم على الدفاع عن الحق والموت دونه ومنهم المولى شوذب المتفاني في الشهادة ومنهم اليافع وحيد امه المترنم باميره الحسين وذك نافع الذي رخصه الحسين باتخاذ الليل وسيله للنجاة والهروب فأبى الا الحضوة بالشهادة متمنيا ان يفوز بها70 مرة وهذا زهير بن القين البجليّ -قال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك..الخ
ثامنا: شتان بين الباطل والحق
فشتان بين كثرة فيالق الشرممن باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم لقاءوعود زائفة فذهبوا بشنارها وركسوا في عارها وتلاحقهم لعناتها وبين ممن طاروا بفضائلها وتجللهم رضوانها فازوا بجنانها ..
لَو لَم تَكُن جمعت كُلّ العلا فينا لكَانَ مَا كَانَ يَومَ الطّفِ يَكفيِنَا
يَومٌ نَهضنَا كأَ مثالِ الأُسودِ بهِ وأَقبلَت الدِّبا زَحفَاً أَعاديِنَا
جَاؤُوا بسبعيِن أَلفاً سُلّ بقيِتَهم هَل قَابلوَنا وَقد جِئنَا بِسبعِنَا
تاسعا:الصفاء الكامل المبراء من كل عيب
فخالص اليقين وعميق الايمان خالط ارواحهم وسرى في جوارحهم فانغمسوا بالحق وتكهربوا بحب الحسين فسطروا ملاحم الولاء والفداء والايثار…فهذه الصفوة رغم قلة عددها حوالي 70 لكن كانوا كثرة واكثر من جموع واشد من حشود ببصيرتهم وتماسكهم وصبرهم وعظيم بسالتهم وقوة شكيمتهم وعمق اصرارهم على شرف نيل الشهادة ويتضح حيث (جعلوا في كل بيت بالكوفة نائحة او نائحتين )لكثرة من قتلوهم من زمرالبغاة وعصابات العدوان …
عاشرا:اصحاب الحسين فوق ميزان الاعتدال
فرغم كل المخاطر الحقيقية لم ترهبهم جحافل الشروكتائب البغي وليس فقط كل واحد منهم كان مصمم على الدفاع عن الحق والاستشهاد في سبيله بل ويتلهف لو يقتل ويحرق سبعين مرة ويسلم الحق عن بصيرة نافذة مطلقه وكانوا يستأنسون بالمينية دونه استناس الطفل الى محالب امه فتسابقوا بالعزيمة والارادة للفوزبالشهادة .. رغم تنوعهم احراروغلمان وتعدد قبائلهم وتفاوات اعمارهم شيوخ وفتيان واطفال .. فاصبحوا الانموذج الفذ والمقام السامق الذي لايشفع حتى غدى كل واحدا منهم يمثل صبر وايمان واقدام الحسين ..!!
فكانوا مصدقا لقول الحسين : (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)
فاصبحوا المثل الاعلى والانشودة :(فياليتنا كنا معكم فنفوزفوزاعظيما)