18 ديسمبر، 2024 10:05 م

الامام الحسن منهج الاخلاق في عملية الاصلاح ..

الامام الحسن منهج الاخلاق في عملية الاصلاح ..

لا يكون من دون الارتباط بالقدوة الرمز من خلال التأثير المباشر بما جسدته سيرته من صور مشرقة على مستوى الكلمة والحركة والموقف. قدوة يعيش الإسلام بروحه وعقله، ويمتلك جميع القيم الإسلامية، ويستوعب جميع امتدادات رسالة التوحيد، مع الفهم الثاقب الذي لا يشتبه في شيء منها، بحيث يكون رسالة تتحرّك على الأرض، وعلماً يتفجّر على الدوام، وحقّاً لا باطل فيه، ووعياً للرسالة وأهدافها ومقاصدها وكأنّه قرآن ناطق ليدلّ على معالم الطريق. ولا خلاف بأن تلك الصفات قد تجسّدت كلّها في شخصية الرسول القائد صلى الله عليه وآله، القدوة الفذّ الذي وقفت السماء لتؤيّده بكل قوّة، حتى***1648; استطاع من خلال ذلك القضاء على كل ما خالف التصور الإسلامي الصحيح للرسالة في حياته الشريفة، ولم يكن هناك ثمة اختلاف كبير بين أصحابه صلى الله عليه وآله بفضل شخصيته الفذّة، ووحدة المرجعية آنذاك المتمثّلة في شخصه العظيم في كل شيء.

وبهذا يمكننا الاقتراب من معالم شخصية من نريد الحديث عنه من أهل البيت عليهم السلام وهو الإمام السبط الحسن عليه السلام، إذ لابدّ وأن تكون شخصيته مجسّدة لعناصر شخصية جده المصطفى***1648; صلى الله عليه وآله، وأبعاد شخصية صاحب الولاية الكبرى أمير المؤمنين عليه السلام، وروحانية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهم أجمعين.
لقد وجدنا السبط الأكبر عليه السلام يمثل الطهارة والنقاء في عقله وقلبه وحركته وقوله وفعله، فكان لا يشتكي، ولا يسخط، ولا يبرم حتى***1648; من أعدائه، كان حلماً وكرماً وزهداً وتقوى، وكان علماً يتفجّر، فإذا نطق جرت الموعظة والحكمة على لسانه عفواً، وإذا سكت فبلا عيّ بل عن فكر وتأمّل، وكان صلوات الله عليه لا يقول ما لا يفعل، بل يفعل ما يقول وما لا يقول، وكأنه عليه السلام يريد للفعل أن يتحدّث عن نفسه لأنه أبلغ في النفوس من كل واعظ وخطيب.

ومن هذا المنطلق فقد اشار المحقق الصرخي في بحثه الموسوم صلح الحسن ( عليه السلام ) وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((فلو كان الإمام الحسن(عليه السلام) في عصر الإمام الحسين(عليه السلام) لفعل الإمام الحسن نفس الفعل ولقاد الثورة ضد الطاغية يزيد ولو كان الإمام الحسين(عليه السلام) بدل الإمام الرضا(عليه السلام) لفعل نفس ما فعله الرضا(عليه السلام) . هذا وبالتوكيل على الله تعالى شرعت بكتابة الحلقة الأولى من سلسلة بحوث تتناول جوانب من سير المعصومين(عليهم السلام) والتي تصب في خدمة هذا الهدف الذي أسميته(الحصانة الذاتية من الهجمات المعادية) أوضح من خلالها أن للائمة(عليهم السلام) هدفاً مشتركاً واحداً بالرغم من اختلاف الوسائل التي سلوكها علماً أن كل الوسائل التي سلكوها هي وسائل شرعية وأخلاقية ولم يرد في فعلهم أو تفكيرهم أن الغاية تبرر الوسيلة كما يرفع هذا الشعار القوى الكافرة , وفي المقابل أبيّن الهدف المشترك عند أهل الكفر وانهم ملة واحدة ووسائلهم مختلفة .))

ومن معالم المنهج الاصلاحي الذي اختطه الامام الحسين (عليه السلام ) التي تمثلت بما يأتي:

الدعوة الى التركيز على المنهج الاخلاقي في عملية الاصلاح والحث على الابتعاد عن الظلم والفساد، و نبذ استخدام السلوكيات غير المشروعة,والتأكيد على ان عملية الاصلاح تبنى على مبادئ وقيم الاسلام التي انزلت على رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ومارسها اهل البيت (عليهما السلام ) ,و الأمر بالمعروف والإحسان والعدل.