23 ديسمبر، 2024 11:11 ص

الامام الجواد (ع) وغلاة السنة

الامام الجواد (ع) وغلاة السنة

غلاة السنة وهم ليسوا متطرفي السنة ، وهؤلاء الغلاة جذورهم وبذورهم زرعها الحكم الاموي وقبل ذلك لم يكن لهم وجود ،الوضع في الحديث في زمن الحكم الاموي لعب دورا هداما في سبيل تشويه السنة المحمدية ففي الوقت الذي يخفي فضائل اهل البيت يعمل على نشر اكاذيب عن الصحابة واغلب الروايات التي قيلت بحق الصحابة وضعت على يد الامويين ولم يكن لها وجود زمن الخلفاء الاربعة ، على سبيل المثال حكم رضاعة الكبير فهي رواية واحدة التي روت هذه الحادثة غير صحيحة ولم تحدث لان السؤال الذي يطرح نفسه هل يرضى الخليفة الاول لابنته ان ترضع الرجال ، وكذلك الخليفة الثاني وحتى الامام علي عليه السلام هذا اولا ، وثانيا لم يذكر لنا التاريخ احد من النساء اقدمت على هذا الفعل غير زوج النبي واختها فقط في كل كتب التاريخ وفي كل العصور ، وهذا الحديث وضعه الامويون .

اهل البيت عليهم السلام يقرون بان هنالك غلاة في الشيعة ويحذرون اتباعهم من السماع اليهم بل حثوهم على تكذيبهم ومن رؤوس هؤلاء الغلاة المعاصرين للإمام الهادي علي بن حسكة ، والقاسم بن يقطين ، والحسن بن محمد بن باب القمي ، وفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني ، ومحمد بن نصير الفهري النميري .

ولاننا نعيش ذكرى ولادة الامام الجواد عليه السلام( 10 رجب) انقل لكم هذه الرواية في رد احد غلاة السنة الذي يحاول ان يوقع بالامام الجواد عليه السلام وهي في نفس الوقت درسا بليغا في كيفية المناظرة باسلوب رصين ومتين .

لما زوّج المأمون ابنته أم الفضل أبا جعفر كان في مجلس وعنده أبو جعفر (ع) ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال له يحيى بن أكثم: «ما تقول يا ابن رسول الله (ص) في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص)، وقال: يا محمد (ص) إن الله عز وجل يقرؤك السلام، ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عني راض؟ فإني عنه راض.»، فقال أبو جعفر (ع): «لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (ص) في حجة الوداع قد كثرت عليّ الكذابة، وستكثر بعدي، فمن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عني، فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي، فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي، فلا تأخذوا به، وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» فالله عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره هذا مستحيل في العقول»

لاحظوا روعة اجابة الامام الجواد عليه السلام بقوله لست بمنكر فضل ابي بكر هذا اولا وثانيا استشهاده باية قرانية كذبت الحديث الذي وضعه الامويون وليس غير الامويين ولا يعلم بهذا لا الخليفة الاول ولا الثاني .