قبل البدء في قراءة هذه الموضوع اود ان ينتبه القارئ إلى أنّ هناك عقبة كبيرة يجب اجتيازها فإذا تناولها، وكان لديك أفكار مسبقة (أو قناعات مسلّم بها)، أو أي معتقدات راسخة فطر عليها ورفض التخلّي عنها، فسوف لن يتمكّن من الغوص في أعماقها بنجاح..لإن “الاعتقادات الشخصية” سوف تبدأ بتصنيف نتائجها ومن ثم ستوجهها إلى مقررٍ مسبقٍ، وبالتالي سترفض أي نتيجة نخرج بها لا تناسب المعتقدات التي تراكمت لديه،
لقد وجد في الرقميات الطينية السومرية القديمة، العديد من الرموز والاشارات التي ترتبط مثيولوجياً بحادثة كربلاء، وما حصل للاله سين (اله القمر) واخته (كتشنينا) وما جرى على الامام الحسين وكيف قتل قرب نهر الفرات وماذا دار بينه وبين اخته الحوراء زينب، وقبل الاشارة الى هذه الحوادث المتشابهة، علينا ان نذكر حديث الامام علي بن ابي طالب الى سلمان المحمدي والذي هو عراقي النسب بالادلة الواضحة وليس فارسي (يا سلمان: أنا والهداة من أهل بيتي سر الله المكنون، وأولياؤه المقربون، كلنا واحد، وسرنا واحد، فلا تفرقوا فينا فتهلكوا، فإنا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمان، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة)
لقد ذكر الامام علي في كلامه انا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، ولا بد من الايمان بهذه الكلمة العظيمة المباركة،
وننتقل بعد هذه المقدمة لذكر قصة الاله سين واخته كتشنينا، وما هي اوجه المثيولوجيا والترابط مع حادثة كربلاء،
فالإ له سين هو ابن الإله إيليا .
والحسين هو ابن الإمام إيليا .
وإله سين وهو سليل آلهة، والحسين سليل نبوّة .
و آلهة شنعار اختارت إله سين بن إيليا واستدعته لينقذ عشتار من ورطتها وهي في العالم الأسفل، فذهب ضحية ذلك الإنقاذ .
وأهالي شنعار استدعوا الحسين بن علي، لينقذهم وينقذ الأمة من بقية فتنة، فراح ضحية رسالته .
وقبل رحيله إلى مكان قتله رأى إله سين حلما بأن الآلهة تدعوه أن يقدم إليها على عجل .
وقص الحلم على أخته الإلهة كشتنينا، وكنيتها “بي ليلى” .
وهي كلمة سومرية وتعني: الحزينة .
والحسين أيضاً وقبل رحيله إلى (كربلاتو) التي قيل عنها لاحقاً (كربٌ وبلاء) رأى رؤيا بأن جده رسول الله يناديه بالقول:
” العجل العجل يا حسين!” فقص (الرؤيا) على أخته الحوراء زينب، التي تلقب وإلى اليوم بالحزينة.(كعبة الأحزان)
والحزينة بي ليلى أخت سين، فسرت الحلم (الرؤيا) وقالت له إنك يا أخي مقتول، ومع ذلك شجعته على الرحيل، لأنه قدره الذي لن يفلت منه .
وزينب أيضاً فسرت الحلم (الرؤيا) وقالت لأخيها الحسين إنك مقتول، ومع ذلك شجعته على الرحيل إلى قدر أراده الله له.
ومنذ وصل الإله سين إلى منطقة بابل احتوشته عفاريت الشر وحالت دونه والعودة ومنعته الأكل والشرب حتّى قتله بعد أيام .
ومجيئه كان في شهر سين ( تموز) وفي يوم سين (الإثنين -يوم القمر- موندي) وفي بابل.
وهو المصير ذاته الذي لاقاه الحسين، الذي قتل ممنوعاً من الماء والزاد وفي شهر تموز وفي يوم الإثنين وفي كربلاتو التي يعني اسمها ضاحية بابل الجنوبية .
وعشتار حين أدركت خذلانها لسين وتوريطها له، وبي ليلى، بكت كل منهما وصرخت نادبة:
“ويلاه ويلاه! ويلي عليك يا سين! لقد اختلط دمك بالتراب وعفر وجهك الأرض، يا فتيات!
مزّقن جيوبكن وألطمن صدوركن، لقد قتل الفتى سين، يا فتى يا سين! يا فتى يا سين!”
وهي الصرخة ذاتها نصاً وروحاً التي نادت بها زينب الحزينة والتي يرددها الباكون على الحسين (عليه السلام) حتى اليوم,