الالعاب على العموم تطورت عبر التاريخ الى ان أصبح لها علم مختص بها وبتصاميمها وادارتها والنهايات القصوى التي ستصل اليها كما ان لكل لعبة غايات واهداف لابد من تحقيقها يقع في اولها الربح والانتشار ولا يمكن حصر كل تلك الالعاب بمقال بل تحتاج الى بحث وفصول ولكني سأوجز سريعاً عن الالعاب الفديوية التجارية Commercial Video Games ولن اتطرق لالعاب المحاكاة التدريبية التعبوية والاستراتيجية ولعب الحرب لانها موضوع مختلف تماماً Simulation Games .
بدأت الالعاب الالكترونية منذ خمسينيات القرن الماضي بالعاب مبسطه تصمم على حواسيب وتدمج بكاسيت او كاترج فكانت اول لعبة الكترونية هي لعبة التنس على جهاز الاتاري وبعد ان حققت تلك اللعبة انتشاراً واسعاً وحققت مبيعات بارقام هائلة بدأت الشركات تفكر وتخطط لاستثمار هذه التجارة الجديدة حتى وصلوا اليوم الى الالعاب العابرة للمسافات عن طريق شبكة الانترنت فاصبح الملايين يتبارون في ان واحد.
شركات العاب الفديو اصبحت مطلباً ملحاً لشراكات اخرى ومن مستثمرين جدد يختلفوا بغاياتهم واهدافهم فعلى سبيل المثال شارك الجيش الامريكي شركة مايكروسوفت لتصميم لعبة اكس بوكس تحمل عنوان الجيش الامريكي وهي سلسلة بدأت في العام ٢٠٠٢ وحدثت اكثر من اربعين تحديث لغاية ٢٠١٤ هذه اللعبة ساهمت اسهاماً فعالاً في رفع اعداد المتطوعين من المراهقين والاحداث وطلاب المرحلة الاعدادية بل ويضيف مدير قسم التطوع لولاية كاليفورنيا ان المتطوعون الجدد اصبحوا على اتقان تام باستخدامات الاسلحة وانواعها والرمي بها اضافة للاعداد الكبيرة التي كسبت عن طريق لعبة فديوية . تلك اللعبة يتم اقتناؤها من قبل اللاعب من مراكز التطوع وبعد ان يثبت بياناته يقوم بالدخول باللعبه ويعيش اجواء الجيش الامريكي في القتال بالميادين المختلفة وطبعاً العدو فيها على الاغلب من الملثمين والمليشيات التي تشير لهويات محدده فانتجوا جيلاً يرى كل مسلم وعربي عدواً محتملاً .
هنالك العاب اخرى استثمرت من قبل شركات صناعات وتسويق وترويج بل اصبح الاعلان داخل اللعبة مكلفاً اكثر من اي اعلان اخر .
هذا الميدان الواسع كان لابد من يهيمن عليه جهازاً اكبر وهو جهاز الاستخبارات والمخابرات والامن القومي فاصبحت الالعاب نوافذ لمراقبة وتتبع الاشخاص وتسجيل دوري لسلوكهم وتصرفاتهم والتحكم بعقولهم وتغيير نواياهم او استشرافها كما استثمرت تلك الالعاب لطرح معاضل غير معلومة النهايات بل تترك النهايات والحلول لابداعات تفكير اللاعبين وبذلك يتم اختيار افضل سيناريو للحل ليعتمد لاحقاً كواحد من حلول المعضلة .تتميز العاب الاونلاين بانها تتمكن من الدخول الى حساباتك فاللاعب كي يتمكن من البدء باللعب لابد عليه من ادخال بياناته وقسما منها تستخدم عبر حسابه على الفيس بوك ثم لاجل دفع الرسوم يجب علية استخدام بطاقته الائتمانية وهو بذلك يكون قد كشف كل بياناته الى مدير اللعبة الذي بدورة يكون قد باع تلك المعلومات للمستثمر سواء كان من جهة عسكرية او مخابراتيه .
الالعاب الاخطر في يومنا هذا هي العاب تغيير السلوك واطلاق النوازع العدوانية الكامنة في السلوك وجعلها تذهب الى ابعد مدياتها فتوغل بالقتل والفتك والتعذيب وتقليص محددات التمييز بين العدو والصديق والمحايد فيصبح الكل هدفاً وتلك الالعاب كان من مخرجاتها للاسف جيل يتفنن في القتل والاباده كما في اللعبة المشهورة GTA والتي يستخدم فيها اللاعب كل ما هو متاح ليحوله لالة قتل منها الدهس بالسيارة وهو ما حصل فعلاً في عدد من الدول كعمليات ارهابيه .
شهدت اسواق الالعاب الفيديوية عبر شبكة الانترنت في الوقت الحاضر جيلاً جديداً من الالعاب يتبارى فيه اللاعبين عبر مراحل قسماً منها تنتهي بالسيطرة التامة على سلوكيات اللاعب مما قد تدفعه للانتحار مثلاً او القاء نفسه من مرتفع وتلك الالعاب اودت بحياة المئات كلعبة الحائط الازرق المميته وهناك مباريات تحدي قدرات التحمل وايذاء النفس كلعبة الجروح التي كلما عبرت مرحلة عليك بايذاء نفسك بجرح ساعدك بالة جارحه وجعل الدم يتدفق امام الكاميرا حتى يصل لمقياس شريطي يلصق على الطاولة ومنها ما تنتهي المرحلة الاخيرة من اللعبة بخنق زميلك في الغرفة امام الكاميرا وتقطع ورود الدم والاوكسجين عن الدماغ حتى الاغماء ليكتب المغمي عليه لذة وانتعاش الغيبوبة الكاذبه وكم من حالة لم يستفيق منها الضحية وادت الى وفاته وغالبيتهم من اخوة اللاعبين الصغار وهناك العاب اثارة جنسية تصيب عقل المراهق بمرض وهوس قد يدفع به لارتكاب الزنا والاغتصاب .
الالعاب اليوم اصبحت نافذة يمكن من خلالها الدخول الى عقول اللاعبين وتغيير سلوكياتهم وقد اثمرت بعض تلك الالعاب عن تغيرات حدثت في اجيال ادمنت لعب الكومبيوتر والاكس بوكس كما اثمرت لعبة مانوبلي الشهيرة ابان الخمسينيات عن انتشار ثقافة الاحتكار والاستغلال العقاري فهذه الالعاب العابرة للمسافات بالاضافة الى انها تربي جيلاً كسولاً يلازم كرسي اللعبة لفترات طويله بلا حراك الا ان الاخطر هو تغيير سلوكياته وتفكيك روابطه الاسرية ثم دفعه الى غايات مصممه تخدم مصممي اللعبه وكما اسهمت لعبة فيفا بابتداع اساليب لعب جديده بكرة القدم وكذلك في باقي الرياضات الا ان هناك العاب ساهمت في تدمير ادمغة جيل كامل خلقت منه جيلاً بنزعات عدوانية مختلة تجعل منه فريسة سهلة للجريمة والاغتصاب او المجاميع الاجرامية الاخرى جيلاً ادمن على المنشطات والتي هي اول درجات سلم الادمان على المخدرات وعقاقير الاكتئاب وجميع المجرمين والمغتصبين والسفاحين وجد انهم من رواد العاب فديوية للاسف .
ختاماً لابد للجميع من مراقبة العاب اطفالهم وخصوصاً التي هي اونلاين ولعن الله من اساء استخدام تلك التقنيات وشركاتها والجهات التي تستثمرها ورحم الله العابنا الرجولية التي تربي لدى اللاعب قيم الفروسية كلعبة عصاة الراعي والبكسر والمبارزة وسباق الخيل والرياضات الاخرى ولعب الطفوله من چعاب ودعبل ومصاريع وصگله وجلگه وهويشه والتي غالباً ما تنتهي بالتعادل فلا خاسر بل الكل رابح وسعيد .