يقسم نهر دجلة مدينتنا قسمين يمين ويسارفي اليمين مركز المدينة واسواقها وفي القسم الاخرمناطق سكنية لاتسمح لابن المركزان يسكن فيها ولا يمتلك عقارا ولا دارا ولا يفتح متجرا او اي مصلحة اخرى وحجتهم لا نريد مشاكل ونحن ناس محافظون لا ندخل شخصا غريبا عندنا ولكن لهم الحق في المقابل ان يمتلكوا الدور والاراضي في مركز المدينة واحتلوه احتلالا واضحا من خلال متاجرهم وبيوتهم بحيث اصبح ابن البلد غريبا في داره ولا احد من اهل المدينة يعترض عليهم خوفا من النزاعات العشائرية التي باتت طبيعية ناهيك عن مسالة (الكوامة) القوامة والفصل والغرامة المالية والقتل وسط غياب القانون والاخلاق .
يذكرني هذا المنظر بالاكراد في شمالي العراق اذ اصبحوا في فترة من الفترات وبالحيلة والسرقة والالتفاف على القانون والاصرار على الخطا والاتكاء على اميركا والكيان الصهيوني وبالتاييد الاوربي المنافق وبيعهم للنفط المسروق من الشعب الى اسرائيل اصبحوا من المسيطرين على الحكومة والوضع الى جانب الموقف الحكومي الضعيف الذي لم يستطع ردع هذا التهور والسرقة العلنية ولجم افواه مسعود واغلب الاكراد عن المطالبة العلنية بالانفصال تحت الرايات اليهودية التي غزت شمالي العراق واصبح عددها اكثر حتى من العلم الكردي المزعوم .
في الوقت نفسه لا يحق للعربي ان يعمل او يمتلك او يمارس اي مصلحة او مكسب تجاري في شمالي العراق ولا يستطيع ان يدخل الى هناك الا بكفيل يعرفه من داخل الشمال واصبح ابن الوطن يحتاج الى مترجم لكي يفهم الكردية وبالعكس علاوة على ذلك تعرض العرب في كركوك وغيرها للطرد من منازلهم وهدمها والتهديد المستمر لهم هناك وحتى التركمان في الوقت الذي يوجد فيه اكثر من مليون كردي يعملون في بغداد وغيرها ويمتلكون الدور والارض ويمارسون اعمالهم بصورة طبيعية ولم يخضعوا للتهديد والابتزاز لان الحكومة تعتبرهم مواطنين ولهم الحق في العيش في اي مكان من البلد .
لقد انكشف الاكراد كلهم وفي جميع الاحزاب التي تجمعهم سواء الديمقراطي الكردستاني وهو الابشع اوالوطني وحتى التغيير اذ الكل كانوا ينتظرون نجاح الاستفتاء الذي اجراه راس النفاق مسعود ان نجح مالوا اليه والا فهم على وضعهم الى ان شاء الله وانكشفت الحقيقة وانقلب السحر على الساحر وخاب كل جبار عنيد واصبح الصقر البرزاني المزعوم صافرا جبانا .
وجنت على اهلها براقش ودخل الجيش الى كركوك واحتل ابار النفط والمنافذ الحدودية ورجعت الميزانية التي كانت تسلب من ابن الجنوب عنوة الى 12 بالمائة ومنعت المطارات من الهبوط او الاقلاع وسقطت ورقة التوت وفقد مسعود(الحرامي) شعبيته التي حققها زيفا وكذبا وضحكا على ذقون شعبه المسكين واحترقت الاحلام مع العلم الاسرائيلي الذي لوث سماء الوطن ونجس ارضه .
وكلمة حق يجب ان تقال اذ لولا مساندة ايران وتركيا لما استطاعت الحكومة ان تفعل شيئا لانها بلا حول ولا قوة ولا تمتلك تلك الشجاعة التي تحرك بها الجيش لارجاع الحق واقرار القانون وسط الانقسام الذي تعيشه وكثرة الاحزاب والتيارات التي جلبت الويل والثبور للوطن ومزقته كل ممزق واضعفته الى حد يرثى له .
ان هذه الازمة التي يمر بها مسعود واصحاب الانفصال والدوامه التي سببها عقل مسعود الخشبي لهي الفرصة الذهبية التي تستطيع حكومة العبادي ان تحسس الاكراد بحجمهم وسد تلك الافواه التي صرخت كثيرا وولولت بحجة التهميش وعدم استيفاء الحقوق ومن ضمنهم رئيس الجمهورية عندما كان عضوا في البرلمان الذي كان يحتج بالتهميش الذي عانى منه الاكراد- على حد زعمه- في الوقت الذي كانوا والى الان يشغلون المناصب الحساسة والمهمة في الدولة .
يقولون اصطحب احدهم دبا معه في الطريق فاحس صاحب الدب بالتعب ونام فوقفت ذبابه على وجه فاراد الدب ان يبعدها عن وجه صاحبه فحمل صخرة كبيرة وحطم بها وجه صاحبه فمات لقد ارد مسعود ان يفعل شيئا بظنه انه جيد لقضيته ولكنه دمر بدل ان يعمر لسوء تخطيطه وقصر عقله ففضح البشمركة وجعلهم يفرون كما تفر المعزى اذا شد عليها الذئب وصنع منهم اضحوكة عندما شاهد العالم ضباطه يبكون كالاطفال الخائفين وسط صيحات الاستهزاء والسخرية من قبل الشعب الكردي لهذه العناصر التي فرت .
ليس من قبيل الصدفة والاتفاق ان يقوم الاكراد بحرق العلم العراقي او اهانة الرموز العربية والشيعية وبكل زهو وافتخار او حرق اثبات الجنسية والجواز وسط الصيحات والدبكات بكل معاني الابتزاز لاخوانهم العرب في الوطن متناسين الخبز والملح الذي اكلوه طيلة هذه السنوات من ارض العراق الطاهرة ارض القداسة والنبل والحضارة لكي يعيشوا احلامهم في دولة لم تتحقق لانها تبني نفسها وتمزق الاخرين ولا زال الاكراد امة يرقصون على احلامها .
ان الاوان لشوفينية مسعود الطافحة ان تتوقف وصوته العالي بالباطل ان ينخفض وان يتكلم وفق حده وحجمه وان اسرائيل لم تفيده ولن تنفعه ولا برنارد ليفي ولا كوشنير ولا شياطين الازمات في العالم وهل نرى مسعود البرزاني قائما في القفص امام العدالة كما وقف يوما عبد الله اوجلان فيه امام العدالة في تركيا انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا .