23 ديسمبر، 2024 10:09 ص

الاقتصاد العراقي بين الواقع والطموح

الاقتصاد العراقي بين الواقع والطموح

الجزء الرابع
ننتقل اليوم إلى ثالث ثروة طبيعية في العراق والتي تدخل ضمن العديد من الاستخدامات في الصناعة أنه مادة الكبريت الموجود في منطقة المشراق ويبعد اربعين كيلومتر جنوب الموصل ويضم احتياطيا كبيرا يعد اعلى خزين عالمي يقدر بـ(600) مليون طن..
وكذلك يوجد في العراق نوع من الكبريت يخرج من نوع من مادة النفط المستخرج وهو النفط الحمضي الحاوي على غاز H2S وبعد تصغيته يبقى لدينا كبريت يكون على شكل كتل وبودرة صفراء اللون أو على شكل شرائح صفراء اللون.وهذا النوع موجود في شركة مصافي الشمال في كركوك
يستعمل الكبريت في صناعة البارود كما يستعمل في الاستخدامات الزراعية لمعادلة قلوية التربة ومكافحة الحشرات والآفات التي تصيب النباتات وذلك بخلطها ورشها بمادة الكبريت الزراعي وهو الكبريت المطحون ومن اهم استعمالات الكبريت أيضاً في تحضير مركب كبريتي يُعد أهم مادة كيميائية تجارية في العالم وهوحامض الكبريتيك ،أما المنتجات الأخرى المحتوية على الكبريت فتشمل بعض أنواع الأسمدة والمتفجرات والمطاط والشامبو والبطاريات ويدخل ضمن صناعة تصفيات الذهب في العالم. ويستخدم في إنتاج الأصباغ والدهانات (الطلاء)، والورق والمنسوجات وعدد من الكيميائيات الصناعية وكذلك المواد الكيميائية التي تدخل في مواد مختبرات التصوير ، كما يدخل الكبريت في صناعة الأدوية كواحد من المكونات حيث يستعمل لعلاج بعض الأمراض الجلدية و يستعمل زهر الكبريت في علاج اضطرابات الهضم ويمكن استعمال الكبريت في إنشاء الطرق وتعبيدها بدلاً من الأسفلت وهنا نشير بأن الطريق المعبد بمادة الكبريت يطول عمره ولايحتاج الى صيانة في المستقبل. كذلك يدخل الكبريت في صناعة وانتاج مادة الشب بالاعتماد على مادة حامض الكبريتيك المركز ومادة هيدروكسيد الالمنيوم وهذه المادة مهمة جدا لتصفية المياه وتدخل ضمن بعض المجالات الطبية . وفي حقل كبريت المشراق تم حفر نحو (22) بئرا استكشافية وانتاجية والعمل متواصل لحفر (42) بئرا انتاجية تكفي لانتاج (500) الف طن سنويا من الكبريت الخام النقي ..أن الثروة الوطنية من هذه المادة تساهم بتحسين الواردات للبلد ورغم اسعاره المتدنية بالنسبة لأسعار النفط إلا أنه يساهم مساهمة كبيرة في إيجاد فرص عمل كثيرة وكذلك عملية النقل لهذه المادة اثناء بيعها فانها سوف تنعش قطاع النقل العام والخاص فالقطاع العام سوف يكون للقطارات التابعة لوزارة النقل والمواصلات والبواخر التابعه لنفس الوزارة نصيب كبير في نقل هذه المادة والاستفادة من أجور نقلها وكذلك سيارات وشاحنات القطاع الخاص التي تعاني البطالة حاليا وسوف يصبح العراق يمتلك اكبر اسطول نقل بري وبحري اذا ماتكاثفت الجهود واستثمرت مادة الكبريت بالشكل الصحيح .وبهذا الإنتاج من الكبريت استطعنا أن ننعش اقتصادنا في الصناعة والزراعة والتجارة والنقل .
إن بعض الدول لديها مصفى نفط واحد أو اثنين ولاتمتلك من النفط إلا القليل وما ييبقى بعد تصفية النفط من كبريت تعتبره من ضمن الثروات الرئيسة لها ويدخل ضمن حسابات الموازنة العامة للدولة..فكيف بالعراق الذي يملك اكبر احتياطي من الكبريت والأهم أن هذا الاحتياطي قابل للزيادة .فلقد اكتشف الان حقل كبريت جديد على الجهة اليسرى من نهر دجلة مقابل حقل كبريت المشراق الذي يقع على الضفة اليمنى للنهر..
إن الدولة مطالبة اليوم بتشجيع القطاع الخاص للدخول في المساهمة في هذا القطاع الحيوي المهم وذلك من خلال تشجيع تشييد المعامل التي يدخل الكبريت ضمن منتوجاتها بشكل مباشر .وحتى نستطيع تنويع مصادر الدخل القومي من خلال صنع وتصدير هذه المنتوجات الى الخارج وجلب اثمانها كعملة صعبة الى السوق المحلية ولتساهم بتعزيز الرصيد للدينار العراقي ..
وكذلك يجب على الدولة بتشجيع البحوث والدراسات العلمية من خلال بناء مختبرات للباحثين العراقيين المختصين بهذا الجانب وتشكيل فرق علمية مع الجامعات للاستفادة من مادة الكبريت في صناعات أخرى من الممكن أن تغير القيمة الفعلية والاقتصادية لهذه المادة وان يكون قسم خاص داخل الشركة العامة لكبريت المشراق يتكون من مختبرات علمية ويكون المشرفين عليها من أساتذة الجامعات ويكون العمل مستمر وومنهج وفق البحوث العلمية وتشجيع حملة الشهادات العليا بأن يقدمو بحوثهم عن صناعة مادة الكبريت في المجالات كافة ..