23 ديسمبر، 2024 7:41 ص

الاقتران الإنساني بين الوطن والشاعر وبين العمق الأدبي والعمق الإنساني

الاقتران الإنساني بين الوطن والشاعر وبين العمق الأدبي والعمق الإنساني

دراسة ذرائعيه لديوان(مرايا الورد)للشاعرالعراقي د :وليد جاسم عبيس الزبيدي.
اولا:المقدمه:
————
تختلف لغتنا العربيه عن غيرها من اللغات كونها هجائية/ألف بائية purely alphabetical language وهي تشكل (٣١ عنصرا بصريا منظورا ,ونفسه من الأصوات غير المرئية ,مع مراعاة التشديد لنفس الحرف والذي لايضيف عنصرا جديدا للنظام الأبجدي,فحين يخرج الكلام من حيز التفسير نحو حيز التواصل,تتقرر الدلالات وتتعدد المفاهيم بين الدال والمدلول,حيث يفسر كل تفصيل من تفصيلاته,فينحصر المعنی بين مفهومين : السيمانتيكي,و البراغماتيكي,الذي يدخل حيز اللغة الفوقيهDiscourse Language وهي لغة الإستخدام اليومي بأشكال متعدة من حالات متعددة ، إجتماعية تواصليه وسياسية واقتصادية وتهكم…..الخ ,وهذا مانلاحظه في السياق كمعان مؤجلة prospective meaningful situations ، وينتظم الكلام تحت سيادة المعنی الذرائعي علی المعنی السيمانتيكي.وذلك بسبب ارجحية الدوال المؤجله في طيات المعاني التي قررها الكاتب او التصاص والتي التقطها المتلقي او الناقد وهذه المعاني تقع في مفاهيم وتصورات لاحدود لها ، مما يتولد بعد القراءة نصوص جديدة تشكلت من خلال الاختلافات المستمرة جراء التحليل سواء اشار الدال نحو الصوت ومدلوله غير المرئي ، وهذا لايشكل ضعفا في المنظور البراغماتي بل قوة ورصانة وتفوق يساهم بقلب المنظور التفكيكي راسا علی عقب ، حين يكون حجر الزاويه اعطاء ارجحية التمركز علی الدالة المكتوبة اكثر من الدالة المنطوقه او الملفوظة لكونها صناعة مدروسة ومحبوكة اعدت باتقان لتقرر نوعية وديناميكية اللغة الادبية والتي تركز عليها النظريه البراغماتية.والتي تؤكد علی التنوع في المعاني من حيث المفاهيم وفق ديناميكية اجتماعيةconnotation meaningsبدلالات تضمينية تتنقل بين الواقع والخيال مع التعامل باللغة كونها فكرا بصيغ لغوية متكاملة situationsفي نظام إجتماعي متنوع للتبادل اللغوي الإنساني اليومي discoures language وكذلك الإقرار بالمفاهيم الخيالية والرمزيه والمرئيه والتي تعطي عمقا ايحائيا بسياقٍ تنظيمي عالٍ للغة ,وهذا بمجمله يجرنا نحو الأدب وهو اللغة المتحركة والوسيط الذي اعتمدته البراغماتيه في الإطار الفني والجمالي .
ثانيا:التعريف بالشاعر:
——————-
الدكتور وليد جاسم عبيس الزبيدي,شاعر عراقي معروف ,تولد١٩٥٦ العراق/بابل,ينظم العمودي باقتدار ,والشعر الحر وقصيدة النثر ,وسأوجز سيرته عِبر المحطات التاليه:
*عضو اتحاد الأدباء العرب.
*عضو إتحاد الأدباء والكتاب,بابل.
*عضو إتحاد المؤرخين العرب.
*صدر له:
١.ديوان خرافة المرايا,مكتبة الأدباء /بابل ١٩٩٥م
٢.ديوان,حصی الإنتظار,مكتبة الأدباء,بابل/1998م.
٣.كتاب جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام/دراسة وتحقيق مخطوطه,دار الضياء للطباعة/النجف الأشرف,٢٠١٠م.
٤.كتاب,ذاكرة المكان,دراسة اجتماعية,دار الضياء/النجف الأشرف ,٢٠١٠م.
٥.ديوان,محارتي/دار كنوز المعرفه,الأردن سنة ٢٠١١م.
٦.أوراق وأي,كتاب نقدي,دار كنوز المعرفه/الأردن ٢٠١٢م.
٧.كتاب,محمد مهدي البصير مؤرخاً,دار تموز ,دمشق,سنة٢٠١٣م.
٨.ديوان,تغريدات نخله,المركز اثقافي,بابل,القاهرة سنة٢٠١٤م.
٩.كتاب نقدي/فنتازيا النص في كتابات وفاء عبد الرزاق/دار المعارف,بيروت سنة ٢٠١٥م.
١٠.كتاب ,كمامة الزهر وفريدة الدهر,دراسة وتحقيق مخطوطه/دار الميزان ,النجف الأشرف,سنة ٢٠١٥م.
١١.أيقونات علی مكتب الذاكرة,دراسة نقديه حول الظاهرة الأدونيسيه بين الأصالة وآفاق الحداثه.
١٢.مرايا الورد,مجموعة شعرية,موضوعة البحث والدراسة .
ثالثا:توطئة
———-
قد يتسائل البعض عن سبب إختياري الرؤية التحليلية الذرائعية في هذا العمل الأدبي(مرايا الورد),لذلك أدرج ماقاله صاحب النظرية الذرائعية الناقد العراقي عبد الرزاق عودة الغالبي من متابعته لعشر سنوات خلت للمشهد النقدي في العالم ,قائلا:
خرجت بفهم يقر أهمية النص الأدبي العربي الإنساني للمجتمع,مقابل النظريات النقدية المادية التي تغطي المنظومة الفكرية والأدبية العالمية,وهذا شيء غاب عن ذهن المتلقي العربي الذي لايعي معطيات تلك النظريات التي لاتلائم الدين الإسلامي ,ويعتبر التفكيك أهم نظرية حديثة تحترم النص المبني علی اللاغوس ,والذي لاينسجم مع الرؤية العربية الإسلامية ,كون التفكيك قلد تيارا نقديا عرف(مابعد البنيوية )وهو ضد النظرية البنيويه ,التي استكانت لافتراض التناسق في بنية النص الأدبي بناءً علی ماينطق,وقوانين لغوية صارمه وحاسمة لاتقبل النقض أو التغيير أو التعديل ,ولايتأثر بشيء خارج نطاقها ,لذلك لجأت النظرية التفكيكية إلی التشكيك بالعلاقة اللغوية ذاتها,وفي منطق اتساقها وقوانينها,إذ لم يعد النص في نظرها ,يمثل بنية لغوية متسقة لغوياً,تخضع لنظم دائمة وتقاليد ثابتة يمكن رصدها ,بل يمثل النص تركيبة لغوية تنطوي في داخلها علی تناقضات وصراعات وكسور وشروخ وثغرات عديدة ,تجعل من النص قابلا للتفسيرات والتأويلات التي لانهاية لها,وليس هناك من نص يستعصي علی التفكيك كي يخرج من باطنه ما يخفيه,لذلك تبدأ النظرية التفكيكية بتكسير السطح اللامع للنص الأدبي ,كي تبلغ أعماقه والتي لايبوح بها,ومن هنا تختلف الرؤية البراغماتيه في تحليل النص الأدبي ,فهي تحترم الظاهر والباطن معا ,خصوصا النصوص القرآنيه والكتب المقدسة الأخری ,فبعضها يكمل بعض ,والكثير من النقاد والمتلقين لايعرفون مضمون تلك النظريات وخطورتها علی النص الأدبي العربي,ولاماهية النص الأدبي العميق بشكل حقيقي ,فاتباع تلك النظريات يقود نحو الهرطقه ,وتهديم الشكل الجميل للنص الأبي العربي,لذلك حاولت الرؤية النقدية الذرائعية(البراغماتية)تعديل هذا المسار الجائر والتعريف بالنص العربي من ارض ولادته وحتی نضوجه وسيره بعد خروجه من تحت قلم النصاص اوالاديب ومعرفة ماهية النص امر مهم ليتسنی للقاری او الناقد قراءته واقرار اهميته.
ولابد من الإشارة الی المناهج النقديه الحديثه ومابعد الحداثة,كانت اتجاهاتها مادية بحته حين تعاملت مع الأدب نتاجا ونقدا,وأهملت النص الأدبي ومايحمله من قيم ومُثلٍ وفلسفة,لانها اعتبرته شكلا لغويا جماليا,فظلمت الأديب من خلال تيارات متناحرة ,فماتت الكلمة التقدية الطيبة في راس قلم الناقد العفيف….
من هنا إنطلق المنظر والمفكر العراقي الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي,واضع النظرية البراغماتيه/الذرائعيه,المتجه نحو الخيمة العربية والإسلاميه والشكل والمضمون/فهي تحترم الظاهر والباطن للنص معا ,هذا الباحث العراقي الأريب حدد خطورة النظريات الماديةعلی النص الأدبي العربي,وكان لي الشرف أن اكون رئيسا للجنة العلمية لدراسة وإقرار نظرية الغالبي,بوصفي رئيسا للمجلس التنفيذي للعلو م والآداب في مركز الحرف التابع لجامعة ستارفورد الأمريكيه في الهند.

رابعا:.البؤرة الثابته(static core :
—————————
من ميزات النص الأدبي الرصين تضمنه استاتيكيه وديناميكية التنصيص(texulization motion,في الأفكار والآيدولوجيات إبتداء من الشكل البصري ومخبوءات النصوص عِبر الدلالات السيميائيه والبراغماتيه الرمزيه والمؤجله,والتي بينت ان النصوص وفق مجری عقلاني بإنسانية حقيقية يتفاعل مع ابناء وطنه بجميع معاناتهم وارهاصاتهم الحياتيه ويعيش معها بحروفه ليرسمها لوحة واقعية بريشة بيكاسو ويعزفها أنغاما بأنامل بيتهوفن البابلي,فيرسمها بطرف قلمه رسالة انسانية يحملها بقلمه سيفا ورمحا ليقاتل آفات الفقر والإسفاف التي تفتك بهذا الجسد الطاهر الجميل سيد النهرين.

خامسا:ديناميكية النصوص Dynamic Possibilities
ومن منطلق أن الأدب سلوك إنساني راق، يسلك الناقد هذا المسلك النفسي بعناصره،
المحفز(stimulus)والاستجابة(response)أوالفعل(action) ورد الفعل (reaction) أو السؤال والجواب، لكي يتوصل إلى أعماق الأديب، من خلال نصه, وهي حالة من التداعي والاندماج بين شخصية الأديب والمتلقي أو المحلل، حينها تكون التساؤلات والإشكالات الإنسانية والاجتماعية والفلسفية و النفسية والرومانسية وحتى الاقتصادية المتخللة في النص، حصة لذلك المدخل السلوكي، فيبحث الناقد عنها بشكل دقيق ومريح، ويضع تلك التساؤلات بتقابل حسي بدالات واضحة يقوم بالبحث عن مفاهيمها التحليلية أو السيميائية أو البنيوية، ويحللها بطريقة الدلالة والمدلول والقرين والمفهوم….

المدخل البصري External Trend:
——————————–
يقتضي علی الناقد أن يتضمن بحثه التحليلي علی كل جوانب ومفاصل النصوص الشعرية ,وذلك لإعطاء التحليل الشكلاني الأولي المستوفي لجميع شروط النقدية من خلال النقاط التالية:
أ.الموسيقی الشعريه :
—————–
المطلع علی المجموعة الشعرية (مرايا الورد)للشاعر العراقي د.وليد جاسم عبيس الزبيدي ,يمكنه أن يلحظ بسهولة أن القصائد تنتظم بتنضيد سليم حرص عليه الشاعر كل الحرص وأولاه عناية فائقة .
والموسيقی نوعان,داخلية تخص الشعر والنثر ,وخارجية تختص بالشعر فقط ؟
الموسيقی الداخلية
—————–:هي ذلك النغم الخفي الذي تتحسسه النفس عند القراءة أو الإلقاء لنص شعري أو نثري ,فقد يشعرنا بالفرح أو الحزن أو الكآبة في بعض الأحيان,أو الحماس,هذا النغم ,هو حسن اختيار الأديب لمفرداته من غير تنافر بين الحروف,وسهولة النطق بها ,وقد وجد النقد أن حروف الهمس (السين والصاد والزاي)تناسب أوساط الفخامة والملوك والأمراء,حيث يغلب عليها الهدوء,والإحترام,أما حروف المد (الألف,والواو,والياء)تكثر في أدب الرثاء ,وذلك أن طول صوت الحرف يتناسب مع حالة الحزن.
الموسيقی الخارجية:
—————–
وهي التي تتولد من الأوزان والقوافي,وهي خاصة بالشعر ,وتشمل الدراسة العروضية والتفعيلة موسيقی اللفظ والتأليف من ضمن أدوات الشاعر ,لذا عليه أن يحرص ويهتم بها كل الإهتمام ,ويتجلی ذلك في جرس الكلمات والوزن والقافية والسجع والتفعيلات ,وفي الموسيقی الداخلية المنسجمة المناسبة لمضمون النص,وقد لمسنا ذلك بوضوح عند شاعرنا وليد الزبيدي,باستخدامه الألفاظ الفصيحة المناسبة لمواضيعه,والتي ابتعدت عن الإبتذال ,مما يدل علی سمو ذائقته ورصانة لغته,وثقافته الواسعة ,لفكر امتزج بالعاطفه وأسنده بالخيال والصور العديدة والتي نقل لنا عبرها أحاسيسه ومشاعره بأناقة وتناسق لافت ,أبرزتها عباراته وألفاظه المشوّقه.
تنوعت قصائد المجموعة (مرايا الورد)بين القصيدة العموديه (قريض)بقصيدة:أحدٌ ..أحد..,من مجزوء الكامل,ولمعان عاهة,من الرمل,وبعض القصائد حوت بين طياتها أبياتا شعرية,لكن الأغلب قصائد تفعيلة ,وبنسبة أقل قصائد نثر,أي, وكذلك استخدم النثر المسجوع .ان الشاعر شمل كل الحالات الموسيق,وانا شخصيا أقر بأنه من فحول القريض ,ومنذ مصاحبتي له لفترة امتدت لعقود .
في قصيدة كاملية يقول:
احد…احد…
هذاالعراق وماولد
منذ الخليقة في كبد
لواطبقت ارض ولو سقط العمد
لو انت في اردانها
في عينها ذات الرمد
وفي قصيدة ممنوعة كالخمر:
يامالكا وماملك
طيف اتاني او ملك
ماطاوعتني اناملي
اوخافقي كي اسالك.
في قصيدة المتجرّدة:
علی راسي علی راسي
سأحمل قلبك القاسي
وأجعل في غد احلی
مواويل بقرطاسي
وأنت النار حارقة
وانت الثلج في الكاس.
كما كثرت قصائد التفعيلة في المجموعة الشعريه ,منها:
في قصيدة لك كل شيء:
لك كل شيء…
لك ماتريد وتشتهي
لك ماتقول وتامر
الملك والملكوت والصوت الصدی
وفي قصيدة كيف نطير:
سيطول يطول بنا الليل
والظلمة تصهل كالخيل
والصبح عسير مولده
والناس نيام بالكهف…
*الموسيقی الداخلية:
—————-
تضمنتها القصائد دون كسور تذكر ,وهذه ملاحظة تحسب للشاعر ,آتية من قدرته الشعريه,وقد أبدع ايضا في الجمل المسجوعة علی حرف واحد ,كذلك انسيابية الموسيقی بين تفعيلات متباعدة ومتقاربة في نفس القضيدة بتنسيق موسيقي مذهل وبجمل شعرية جميلة,ومثال ذلك:
في قصيدة سيدة الأوبرا:
كنت اللوحة والفنان
كنت شرارة كونشرتو
فقاعة عسل في الفنجان
كينونة هاملت
مأساة عطيل
كنت فلسفة تنقب في
أكون أو لاأكون
هديل حمام
صهيل سكون
ابتهل المسرح والقاعة
خطوتك دقات الساعة
وهناك امثلة عديدة اتركها للتلقي كي يتلذذ بموسيقاها الخالبة.
لاحظت حرص الشاعر علی الفواصل وعلامات الترقيم وأدوات التنقيط كي يعطيها شكلا أنيقا يليق بالنص الأدبي العربي,كذلك حرص الشاعر وليد الزبيدي علی ترتيب جمل القصائد وقصائده النثرية بأعمدة وتنسيقات بصرية لائمت الألفاظ والسياقات الشعرية من ناحية واللغوية من ناحية اخری ,وهذا مامنح النصوص شكلها الذي يجب ان تتكامل به شكلا ومضمونا وموسيقا,حتی أخذت موقعها المناسب من الشعر .
ب.درجة العمق والإنزياح نحو الخيال:
——————————-
قصائد المجموعة إنضوت تحت نظرية الفن للفن والفن للمجتمع,كانت للمدرسة الوجدانية حصة كبيرة وحضرت العاطفة الوطنية بقصائده بشكل طاغي,بحيث جسدها جمالا ناطقا..
في قصيدة مرايا:
جدائلك…
التي تعلمت الطيران..
علی كتفيك
اختارت غصنا آخر
أظنه وجهي
—–
تحتفل الجبال بعربات التلفريك
والعاب الفضاء,واقدام المتزلجين
ترملت بضحايانا
لانك سنجار
———
حيث تزهو رمال الجزيرة
بعطر اوردتي
لأنك ام الربيعين
تذوب الهويات …المسميات
في قصيدة ارض نطالع:
الحمامات تنثر ريشها
حلوی علی رؤوس الأشجار
تطير الأشجار مرايا
في فضاءات تحلم بعطر النرجس
الجبال تخلع اوتادها .لتعانق رياح التمرد
لتحلق عاليا
الأنهار تودع مجاريها
لتكون نافورة بين السماوات
أما في قصيدة:إش…زهرون
فقد جاءت ثورة عاطفة وطنية تهز جبروت الصمت والسكوت معا؟
إيه زهرون..؟
تتعمد والدمع عيون
والناس نيام
من تعب تحرسها الأحلام
يعتصرها عطر الأفيون
إيهٍ زهرون…..
كما جاء الأسلوب المباشر والتقرير جزئيا وبخيال بسيط ,لانه تعمد ذلك كي يفهمها المخاطب بشكل مباشر لانها استهدف غالبية المجتمع الذي عاني منذ الأزل ومازال,ليقول:
اختلفت فيك نظريات
الموت .الحرب الأهلية,والجوع
فانت المتجاوز علی حقوق
الأمم المتحدة وحقوق الحيوان
لو تعرف ماالإنسان؟؟
وفي قصيدة اسدل الستار:
لماذا الضيم والقهر
يعشق الفقراء
والدمع والمناحات
رافق أرض السواد منذ جلجامش؟؟
لماذا العشق ينتحرُ
علی أبواب المدن؟؟

ج.التكوين الجمالي والبلاغي:
—————-
استخدم الشاعر المحسنات البديعية (طباق,سجع,مقابلة ,تورية,تصريع,ترادف,اقتباس,حسن تقسيم ,ازدواج,مراعاة النظير),وحين قمت بجمعها رقميا كانت النتيجة(٢٣٦ة)درجة,مع م استخدم الشاعر علم البيان(تشبيه,إستعارة,كنايه,مجاز مرسل),وكانت النتيجة الإحصائية لهذا الإستخدام 98درجةً,مما يؤكد إلمام الشاعر بعلم البيان والمعاني والبديع بشكل عميق.
د.الصور الشعرية:
————–
تمكن الشاعر من رسم الصور بالكلمات ,فلم تخلُ قصيدة من ذلك التصوير الذي تهدف الكتابة إليه,ليثبت لنا قدرته في خلق علاقة تبادلية بين اللفظ والتصور ليعكس بيئة الشاعر ومايدور في وجدانه وخلجاته,علی شكل لوحات ناطقة ,كما أشار لذلك أرسطو بتشبيهه للكتابة بالرسم.
ففي قصيدة جلجارا وهي ابتكار فلسفي أبتكره الشاعر للربط بين الحضارة والموروث وبين مايتطلع له عِبر شخصيتين,جلجامش وجيفارا ومابينهما من رابط معنوي حقق كلاهما الخلود من خلاله:
سفن الغرابة في بحار الظلمة/4
صواريه عناقيد كروم تتأرجخ نجوما/5
صور كفاح نساء يتعلمن حياكة صباح/6
وفي قصيدة ممنوعة كالخمر:
عن دمعة في متحف الحزن الذي
سرقته رايات القبائل
قبل منتصف السقوط/12
وفي قصيدة تنبؤات:
أي وجه تلبس الأعياد وهي تزورنا؟/6
وكإننا في كوكب ناءٍ
مجرات من النسيان/7
في قصيدة ,صيّون:
علی امتداد شارع
مازال يمتد أفعی مسالمة
تلوّح لأطفال المدارس بالتحية/8
وفي قصيدة لك كل شيء:
شمسٌ جذرها حرية الأفق المحلق
من حصار حضارة وجمود تأريخ
قد جمدتها تلكم الأحجار
والأرث المهادن والتعصب والهبوط/21
وقد أحصيت نقاط الصور الشعرية فكانت النتيجة:٢٢٥درجةً,ولم اذكر جميع الصور إنما استشهدتُ ببعضها تاركا المجال للتلقي لاكتشافها والتمتع بها.
ه.البيئة الشعرية:
————–
المحيط او الحيز المكاني بكل موجوداته,الذي أثر في فكر وعاطفة الشاعر د.وليد الزبيدي ,هذا المحفز الذي جعله يكتب في حالاته النفسية وماتولد من ارهاصات,شكلت للشاعر أجواء وجدانية مشحونة بحب الوطن أفصحت عن مقدرته بصياغة تعابير والفاظ لغوية بكل صدق ونقلها بكل امانة .

المدخل اللساني Linguistic Trend
——————————————–:
للشاعر عُمقٌ انساني وعاطفة حقيقية عميقة مع أبناء,حيث اتضح لي جليا عِبر سِباحتي العميقة في في بحور وشطآن ومحيطات الشاعر وما يحمله من رقي ثقافته,وجدته شاعراً شاملا متمكنا من جميع أجناس الشعر (القريض,الوسيط,الشعر الحر,التفعيلة /وقصيدة النثر)تلك الشمولية تؤكد بفم مليان مقدرة هذا الشاعر الفائقه,وهو يعطي لكل جنس أدبي أبعاده المتكاملة من غير لبس ولانقص ولاخدش .,وهذا ما اكتشفته عبر تحليلي لإحدی وثلاثين قصيدةً تضمنتهاالمجموعه,من خلا الدوال المتعشقه في سطوره وهي تشير بإصبع غليظ لمدلولات ومفاهيم إنسانية عابرة للتعبير اللغوي القاموسي السيمانتيكي والذي أعطاني استنتاجا غير مرئي من خلال مرئيات الدوال والعمق الأدبي المقترن بعمقه الإنساني,وهما يسران بخطين متوازيين وقد جسدا متوازيةً وطنيةً كما ثبتها في عنوان الدراسة هذه.
في قصيدته الأولی,(أحدٌ…أحد…),وبموسيقاها الكاملية الرائعه,يطلق صرخته الموجعه بصوت الجمع,وكأنّهُ نداء,عالي الصدی ,قائلا:أن الوطن باق مهما تعرض للجور والظلم والنكبات,:
هذا العراق وما ولد..
منذ الخليقة في كبد..
لو أطبقت أرضٌ
ولو سقط العمد
….
لو ناحت الأرجاء
تصرخ;وا..ولد..
والآن وحدك في الخراب ولاأحد..
تبقی وواحدك السند..
أحد..أحد…
مثل هذا يطالعنا به عبر قصائده المشحونة بالتألم والعاطقة علی وطنه وأهل وطنه,
وفي قصيدة /ممنوعة كالخمر..
يقول:
كقابِضِ الماء…
ينسل بين أصابعي
رحيق ظلك
تتمرد لغتك
علی الصرف والنحو
وهمسك الكيمياء ..
كقابض الماء..
لايحتويني فضاؤك
الحافل بكل ألوان بهجة
رأس السنه
تمحورت نصوص الشاعر العراقي وليد الزبيدي في المحاور الأساسية التاليه:
أ.أوجاع أبناء وطنه التي يحملها في وجدانه.
ب.الحنين إلی الماضي الجميل وصوره الإنسانيه العميقة المدلولات.
ج.محور الصوت الذي يطلقه بلسان الشاعر والذي يمثل صوت الوطن وأهله منذ نشأته وما يتمناه.
هذه المحاور رسمت لنا هوية الشاعر واسهمت في تكوين شخصيته والتي عكست تجربته الأدبيه والتي لاينفلت منها بسبب مانبتَ في تربته من وطنية وأخلاقية وإنسانية ومعرفيه,لايحيد عنها مطلقا في جميع نصوصه الوارده في مجموعته الشعريه التي بين أيدينا,فهو ابن المدينة البسيطة واهلها الطيبين ,أصالة وخلقاً:
في قصيدة/نخلة صيّون,أو حكاية يهودية:
نخلتهُ..
مايزال رطبها ,تأكلهُ السيارة
كان السقاء يصب عليها
من عرق جبينه
يسمونه:حمزة القناط
علی امتداد شارع
مازال يمتد افعى مسالمه
تلوح لاطفال المدارس بالتحيه
..
ظلت كمسمار جحا
يغادرها ثم يعود بعد حنين واسترخاء
منذ عهد .
علوان الطرفه..جاسم العبيس..عباس الحمد
هناك رحلة لمخاطر آخر
يسمى حسقيل
علمهم التجارة والحساب
هذا المفهوم الإنساني والوطني أعطاه برمزية مكشوفة ردا على الطائفية..ليقول ان الإنسان بالعمل والدين لله.
وفي قصيدة المتجردة يشير ايضا لخلافات السياسيين فاختار النابعة الذبياني كعمود تاريخي ليتناص معه مشيرا بورقة التوت كسترلايعرفه السياسيون..وفي قصيدة الحدباء ايضا خاتما المشهد بجملة..
واسدل الستار.
ا.المضامين المتحركه
________________:
لابد للنقد ان ينطلق من عنوان المجموعة ثم الغوص بكل مجريات النصوص الداخلية ,وملاحقة حلقات الأفكار المتصلة بينها دون إهمال لأية دلالة أو رمز أو تعاقب للأفكار والتي نجح الشاعر في جعلها تكمل بعضها البعض ,لذلك اتبعت مسلك الصياد الباحث عن اللألئ في اعماق النصوص وأملأ السلال بصيد ثمين.ولفت انتباهتي ان الشاعر اتبع سلوكا متوازيا بحبكة وفطنة,فتارة يورد المفهوم بإخبار صريح وتارة بدوال مخبوءة ,هذا المنحی المدروس لم يتجه نحو التصادم ,بل قاد الی توافقية فكرا وبناءً وفق منظور فلسفي بطريقة منطقية ,مما دعاني لأن ابحر عبر محيطاته وبحوره ,كي التقط الجمال بأعمق معانيه عبر أخيلة غير محسوسة وبمجسات حية محسوسة,هذا الشاعر العاشق للوطن بصوفية الحلاج ورومانسية روميو وتضحيات جيفارا ,حتی تناصاته جاءت مؤكدة لهذا العشق المقدس لكنه أعاد انتاجها من معطيات الواقع المؤلم والحرمان والعذاب الأزلي .
ان الشاعر العراقي د.وليد جاسم الزبيدي هو ابو بيئته ومجتمعه وهو فرد من هذا الشعب المظلوم والذي انهكته الحروب واخرها الحرب مع داعس أعداء الإنسانية ،وكذلك الأثمان الباهظة التي التي دفعها إيداعها جراء اختي السياسيين وراء مصالحهم،فيتلمس أوطانهم عن كثب ليحيلها لقصائد شجن تحاكي إرهاصات الفقراء وتطلعاتهم بعد أمن وسعيد،فلقيها لمن يسمع عبر ناياته الوجدانية تحت خيمة الفن للمجتمع،كونه شاعر اجتماعي ووطني من الطراز الاول؛حملها رسالة إنسانية بقلمه العفيف وبشكل شفاف مبتعدا عن السريالية والرمزية المفتعله،فيجعلها واقعية بمسحة أدبية راقية وبمفاهيم عميقة يستجليها حتى للبسطاء والذين استهدفهم بمجموعات الشعرية هذه ،وكذلك تستهوي العقلاء الذين لا تغريهم حول الغموض والفوضى والطيران فوق الواقع والمدعين بالفهم والافهام،لأنه قصد أوجاع الناس وهمومهم ،هذا المنحى الذي اتخذه جهله يؤاخي المجاهدين بالسلاح،فيؤازرهم بقلمه ومايؤمن به،جاعلا منه السلاح الأمضى ،فنجده قد نجح الى حد بعيد حين مزج الواقع بالخيال شكلا ومضمونا وانزاح بعمق شعري من خلال نصوص متوازية ومؤثرة وكأنها قصيدة واحدة تمر عبر بوابات مختلفه،استخدم فيها حبكات وقاموسه اللغوي وسعة ثقافته وإيمانه بالتاريخ والأدب بشكل واسع،وسأدرج بعض الأمثلة:
(1 ).يمزج هنا الخيال والواقع مستخدما التصريع والحكمة والتناص والبديع،
احد…احد…
هذا العراق وماولد..
منذالخليقة في كبد…
لو….أمطرت كل المنافي
او تطوف بك البلد..
لو ناحت الأرجاء
تصرخ وا..ولد..
والآن وحدك في الخراب ولااحد..
تبقى تواجدك السند…
احد…احد…
في قصيدة أخرى(ممنوعة كالخمر) يقول:
يامالكا وما ملك..
طيف أتاني ام ملك..
ماطاوعتني اناملي
اوخافقي,او خاطري
كي أسألك…؟
عن دمعةٍ,في متحف الحزن
الذي سرقته رايات القبائل
قبل منتصف السقوط..
كي أسألك..؟
فمتی ينام رقيبنا
ومتی يطاوعنا الدعاء..؟
ممنوعة كالخمر ..
في هذا العراق.؟.
ولم يحرره انعتاق..
ثوراته ورق يمزقه النسيم
ثواره خشبٌ,تسمّر.
أكتفي بهذا المثال.
المدخل السلوكي Behaviorist Trend
—————
هو مجموع التساؤلات التي إحتوتها النصوص ,فقد وردت عدة تساؤلات فلسفسة ,جدلية ,واجتماعية,وسياسية,ألقت ظلالها علی التلقي مستفزة له بمفاتن النص الخارجيةstimulate تستميل الناقد ,وهذه التساؤلات يستخدمها الأديب لإشراك الناقد والتلقي في الإجابة عنها ,سيما وانها تتعلق بالوضع او البيئة الإجتماعية أو الأدبية أو الفلسفيه,التي أثيرت فيها تلك التساؤلات,والتي تبدو كصراع واشتباك بالأيدي بصورة فعل ورد فعل للعديد من الظواهر كالجوع والحرمان والكفاح اليومي لأجل لقمة العيش والبحث عن ظلال آمنة لعيش كريم,وقد أشار لذلك الشاعر في عدة مواضع,مثال ذلك:
والآن وحدك في الخراب ولاأحد..
وفي قصيدة ممنوعة كالخمر…
هناك العديد من التساؤلات ,يرددها بين مقطع وآخر وجعلها بؤرة القصيدة:
كي أسألك…؟
فمتی ينامُ رقيبنا
ومتی يطاوعنا الدعاء؟
وفي نص آخر:
أي وجه تلبس الأعيادُ وهي تزورنا؟
ومتی سيطرق بابنا (بابانوئيل)؟
هل سيأتينا؟
فمتی أنام.؟؟ومتی ننام؟
أي وجه يرتدي العالمُ هذا العام؟
ومتی يرفرف في السما سرب الحمام؟
ومتی سنكسرها الحراب؟
ومتی سننسی قولةً
قد قالها يوماً غراب.؟
وفي قصيدة كيف نطير؟
متی..؟أو ماذا؟بل كيف..؟
أين الدفقُ الساكن فينا؟
أينَ الوعدُ؟وأينَ العهدُ؟
وأين شعور سيواسينا؟
قل لي كيف؟
كيفَ نطير؟/٣
وفي قصيدة كواليس قصيدة:
أي الألوان؟أي إزار؟
وفي قصيدة كهرمانه:
لماذا الآن؟
لماذا في هذه الصفحة؟
في هذا الخريف…؟
لماذا تذكرت بعد رحيل سنونو العشرين؟
هل تقوی علی الركض؟
أي صبابة أنت تصبغ الصدأ؟
وفي قصيدة خائن:
حتی أنتَ يا…؟
وتساؤلات عديدة من هذا النمط الذكي,والتي تبدو فيها الإجابة واضحةً,
لقد وظف الشاعر تلك التساؤلات التي وضحت مايريد قوله,بمجرد التلميح بذلك النوع من الأسئلة ذات العمق وذات المفهوم الواسع.
المدخل الاستنباطي Inference and Empathy Trend

مجموعة العِبر والحِكم والدلالات الإنسانية من خلال جوانب النص وأركانه التعبيرية ,وقد حفلت النصوص بالعديد من تلك المفاهيم,ففي قصيدة أحد أحد,كانت حكمته أن الوطن باقٍ مهما كثرت نوائبه ,ليقول:تبقی وواحدك السند,وفي قصيدة نخلة صيّون:أراد القول انه لاعلاقة للدين بماهية الإنسان الذي يزرع الخير حتی وان كان يهوديا,فالنخيل الذي زرعه هذا اليهودي لازال صدقة جارية,وكذلك حسقيل الذي علم ابناء مدينته,المحاويل التجارة واعتبره علما ينتفع به/وفي قصيدة لمعان عاهة,اراد ان يوجه خطابه للسياسيين,فانه مهما حاولوا الظهور بوجه لامع,الا ان الحقيقة عكس ذلك ,وفي قصيدة لك كل شيء,يتجه مخاطبا وطنه وشعبه,ان بلاده معد الحضارة حين كان لايعرف النفاق ,ولم تضعفه الطائفيه,كانوا جميعا ينهلون من عذب دجلة والفرات ويستريحون تحت ظل نخلة الوفاء,ليصرخ بأعلی صوته:حذار من أن يموت الوطن,وان مات/سيموت الناس جميعا.هذه الصرخ كانت بصوت الحلاج الذ تناص الشاعر مع عشقه للوطن,ليقول,الله..أنا….
داعيا:فانجُ برأسك ..؟واجتهد
لك كل شيء؟…لك كل شيء..
وفي قصيدة كيف نطير,يتسائل بطريقة فلسفية:
أين الدفق الساكن فينا؟
طال الصمت وطال الخوف
في ألف من ليل ألف
أحزابٌ تلعنُ أحزاباً..
وفي قصيدة كهرمانة,استخدم الرمز والقرين حيث تحدث عن سيدة يعشقها,هذه الحبيبة هي عشقها الأسمی,مدينته المحاويل,او بغداد الحبيبة,وعلی الأرجح انها بغداد؟
*مقياس الخطأ والصواب:
———————-
التزم الشاعر بالحقائق تأريخية كانت ام لغويه,ام علمية ,وذلك ان الأفكار التي أوردها لاتقبل الشك,ولم يخرج عن المقياس المنكقي والعقلاني رغمضغط العاكفة علی تلابيبه,فقد أشار الی جدليات,غير مستعصيه,وكأنها جدلية الموت والحياة,وذكر هابيل وقابيل,وكيف تعلم القاتل من الغراب ان يواري سوءته,فقد نجح الشاعر في عملية تدوير عجيب وهو يعيد الی الأذهان ماسقط من الذاكرة .
*مقياس التجديد والإبتكار:
———————-
ليس مقبولا الإشتراط علی الشاعر أن يأتي بجديد لم يسبقه أحد قبله,وهنا لابد من الإشارة الی ماابتكره الشاعر وليد الزبيدي,في قصيدة جلجارا,هذا الكائن الذي ابتكره الشاعر من شخصيتين بينهما رابط معنوي عميق,وهما جلجامش وجيفارا,برمزية عالية وخيال خصب لمتعالية لغوية معنوية رائعة:
نصفه جلجامش
يبحث عن جلد يزهر كل ربيع
يولد من دياجير ليل مثقلٍ
نصفه الآخر,جيفارا..
حيث الوطن ,الأمل,لاتحبسه حدود..
*مقياس العمق والسطحية:
———————–
من خلال الدلالات الرمزيه والمعنوية العاليه,أكد لنا الشاعر الزبيدي,انه قادر علی تثوير المشاعر واستفزاز الأحاسيس ,تجعل التلقي يلتفت لأعمدته ورموزه السيميائيه,التي استندت الی ملكة حقيقية وثقافة عالية ,فكانت الحكمة والفلسفة والوعظ والتناص والبيان والمعاني والبديع,بعبارات تم انتقائها انتقاءً,
في قصيد كقابض الماء:
ينسل بين أصابعي رحيق ظلك
تتمرد لغتك علی الصرف والنحو
لايحتويني فضاؤك
الحافل ببهجة رأس السنة
وأعياد الأمراء
كي أسألك,عن دمعة في متحف الحزن؟.
الذي سرقته رايات القبائل
قبل منتصف السقوط…
فمتی ينام رقيبنا؟
ومتی يطاوعنا الدعاء ؟
سادسا- الخلفية الأخلاقية Moral Background
الأخلاق الإنسانية هي صفة تكوينية ترتبط بتربية الإنسان وبيئته الاجتماعية، كيف يكىن ذلك اذا كان ذلك الانسان أديباً، سيكثف حتماً تلك الصفة ويؤطرها بالإلتزام الأدبي، فيلتزم بالكلمة المؤدبة التي لا تحمل تتطاولاً على الآخرين، فوقع الكلمة على الناس أشد من وقع الحسام، لذلك على الأديب أن يحترم القوانين والأعراف والأجناس, ولا يدخل نفسه وقلمه في متاهات تهين الكلمة الطيبة، فإنها أعظم الصدقات، يتوجب على الأديب عدم التعرض للمعتقدات والأديان والأجناس والمذاهب, ويكون بمنأى عن خدش الحياء والابتعاد عن كل فكر يزرع العداء والفرقة بين الناس، على الناقد بالبحث والتقصي عن خلفية النص الأخلاقية التي تلتزم بالأخلاق العامة للمنظومة الأخلاقية تحت مبدأ الالتزام الأدبي الأخلاقي (Doctrine of Compensation) وفيه لا يجوز للأديب الحقيقي التعدي على الأخلاق واختراق القوانين والأعراف، وعدم التدخل بالمذاهب والأجناس والطائفية بغرض إثارة الفرقة والفتن بين الناس…وهذا ما امتاز به شاعرنا من خلال مدلولاته المؤدبة والتي تشير نحو مفاهيم كبرى إنسانية ووطنية….

سابعا.التحليل الرقمي الساندSupporting Digital Analysis :
———————–
كي يستند التحليل علی جدار نقدي قوي ,قمت بجمع جميع الدلالات,وفق اختبار testوحسابها رقميا وموازنتها مع بعضها البعض كي استنتج منها درجة الشاعرية والميل البراغماتي وفق تلك النتائج الرقميه,وقبلها ان أشير الی انزياح الشاعر نحو العاطفة او الفلسفة او الخكمة وفق البيانات التي التي استخرجتها من التحليل الرقمي الساند,ومن خلال هذه العملية الرياضية تبين مايلي:
١.مجموع الدلالات الحسيه/٢٢٩درجة
٢.مجموع الدلالات الرمزيه/٨٥درجه
٣.مجموع الدلالات الدينيه/٤٩درجةً
٤.مجموع درجات الصور الشعرية/٢٢٥درجةً
٥.الدلالات الرومانسية/٩٤درجةً
٦.المعاني والبيان والبديع/٢٣٦درجة
ومن خلال جمعها كانت النتيجة الإجمالية=٩١٨درجة
وعليه بعد القسمة علی ١٠
918/10=91درجة الشاعرية
918/100=9درجة الميل البراغماتي
من خلال النتائج أعلاه,ان الشاعر الدكتور وليد الزبيدي شاعر حساس بدرجة عالية وعاطفي الی حد بعيد ويميل للفلسفة والحكمة,يعتني بجمله الشعرية وفق معايير البناء الفني والجمالي.
الخاتمه
——:
أتمنی ان اكون قد أخلصت بدراستي هذه ,وأن أي عمل مهما بذلنا فيه جهدا,يفتقر الی التكامل,فالكمال لله وحده,لكنني حاولت وبكل صدق ان ألج للديوان بكل اركانه ومضامينه,وأتمنی من كل قلبي اضطراد النجاح لأخي النبيل د.وليد جاسم الزبيدي وهو يثري بمنجزاته المكتبة الإدبية ويسر محبي الأدب العربي الرصين.
وبذلت الوقت اتقدم بالشكر والعرفان,للمفكر والمنظِّر العراقي الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي,صاحب النظرية الذرائعية ,والذي بفضله سننصف الأدب العربي الجميل ,بعد أن أهملته النظريات الغربية البالية والسقيمة.
ومن الله التوفيق.