يعني مصطلح الاعلام جمع الاخبار والمعلومات وتقديمها للمجتمع بمصداقية وشفافية عالية الدقة ، ويقتضي أن تكون مصادر تلك الاخبار صحيحة وموثوقة، فالدقة والموثوقية هما اهم الاعمدة التي يرتكز عليها الاعلام النظيف ، فالرسالة الاعلامية تتضمن اخبار او معلومات او أفكار او آراء ، تنتقل في اتجاه واحد من مرسل إلى متلقي من خلال ثلاث قنوات ، مسموعة ومكتوبة ومرئية وما يمكن تلقيه أو اختزانه من أجل استرجاعه عند الحاجة، فتكون تلك الأفكار والآراء و البيانات بأشكالها المالية والتجارية والعلمية والادبية بالتالي تتحقق النتيجة النهائية والمتوقعة والمخطط لها مسبقا وهي محصلة كاملة لتبليغ الجمهور بالرسالة الإعلامية المحملة بكافة الحقائق المكتملة الجوانب بحيث يكون في مستطاع الجمهور تكوين آراء أو أفكار يفترض ان تكون صائبة يرتكز علي اساسها التحرك المستقبلي من أجل تحقيق التقدم والنمو الفكري والمعرفي للمجتمع الذي يتبنى هذا النوع النظيف من الاعلام .
ونستدل من هذا التعريف بان الأعلام اصبح حاجة ملحة يحتاجها المجتمع بشكل يومي لمعرفة ما يدور حوله من احداث في هذا العالم في ظل التطور التكنولوجي والمعرفي الذي اصبح فيه الاعلام اهم الادوات الانسانية التي تبث المعلومات و المتعة والتسلية وبات كل بيت يحوي اداة من ادوات الاعلام البسيطة مثل الراديو او التلفزيون او الانترنيت لذا اصبح الاعلام بغية خطرة جدا في حالة استخدامه بشكل خاطئ من قبل ذوي المصالح الشخصية و النفوس الضعيفة .
وفي ظل التطور السياسي في العالم وانتشار الديمقراطية اصبح الاعلام سلطة رابعة مكملا للسلطات الديمقراطية الثلاث وهو يد الشعب ولسانه الجريء الذي يدافع عنه وعن حقوقه المسلوبة و المجس الذي ينبه الحكومات عن الاخطاء التي تقع فيها حين يصبح تأثيرها ونتائجها سلبيا على المجتمع. ويمكن تشبيه الاعلام بالانسان : اما فاضل او شرير حين يحاول ان ينشر ما يكمن بسريرته من افكار فاضلة او شريرة ،في مطلع القرن الحادي والعشرين بدأت خطورته تزداد يوما بعد آخر ، ولأننا لا نستطيع ان نقابل هذا التسارع او نمنع أبناءنا و حتى انفسنا من مشاهدة التلفزيون بعد انتشار الفضائيات وغياب الرقابة عليها . بدأ الكثير من تلك الوسائل الاعلامية ينفث سموما في المجتمع بشكل منظم اما عالم الانترنيت والفيس بك والايفون والايباد فقد اخذ مساحة كبيرة من سوح المجتمع فزرع في انفسنا اليأس من مواجهته وهنا ياتي دور الاعلام التربوي الشريف ليكون حاجزا ومصدا للرياح الصفراء التي تهب من جهة الاعلام الرديء و الرخيص لتكون حرب اعلامية يجب ان ينتصر فيها اعلام الخير والفضيلة.
اعلامنا العراقي ، ومع الاسف، طالته يد السياسة و بدأ يتلون بتلون الكتل والاحزاب وتشظى بتشظي الكتلة او الحزب وقد اصبح شيئا ميسورا وبسيطا ان تفتح قناة فضائية بصبي وصبية لم يبلغا سن الرشد بربع الثياب بذلك انحسرت اعمدة الاعلام الاساسية مثل الدقة والرزانة والموثوقية والمصداقية والثقل الصحفي الذي كنا نراه في الاعلامي القديم….!؟..شيء مألوف ان نرى مراهقة لم تبلغ سن الرشد تمسك المايك و على الهواء مباشرة وتتراقص امام العدسة بربع الثياب وترفع وتنصب بشكل كيفي وتنتقل من مكان الى اخر وتركض بعدها العدسة اما المواضيع واللغة فحدث ولا حرج….!!؟
وغاب عن عقول هذا الجيل ما كنا نسمع من ان المذيع يخضع امام لجنة مختصة لاختيار مخارج الاصوات و سلامة النطق للغة الاعلامية والشكل المقبول والالقاء وبعد ذلك يدخل المذيع بمعهد اذاعي خاص ليتعلم تلك الامور ….!!؟…اما الان وبعد التطور التكنولوجي والانتشار الواسع بتكنولوجيا الاتصالات ضربت تلك الاصول عرض الحائط وبدا الشارع هو الحكم الذي يقرر نجاح الفضائية المعينة فبدأت بعض الفضائيات تدار من قبل اطفال بلغة غريبة لا تشبه اللغة العربية واصوات كمواء القطط واشكال وتسريحات(سبايكي) وملابس غريبة عن عرفنا وديننا ومجتمعاتنا العربية الاسلامية…!!…لماذا….؟؟…. لا ندري هل هو الجانب المادي الذي يدفع بعض الاعلاميين المنتفعين على الاساءة للأعلام لغرض توفير حفنة من النقود لكون هؤلاء الاحداث يقبلوا بأجور رخيصة….!؟..ان الاعلام يدخل جميع البيوت والاساءة فيه يكون انعكاسها سيء جدا على البيت الواعي والمثقف…!؟…هل يجوز ذلك ولماذا نتجاوز على عوائلنا ….!؟
انتقلت العدوى لبعض الفضائيات الكبيرة والمحترمة والتي يشاهدها العراقي كل يوم وباستمرار، فقد دأبت تلك الفضائيات، مع الاسف، على استفزاز المواطن العراقي بأسناد البرامج الوطنية والتي تخص المتابعة والدفاع عن حقوق ابناء الشعب العراقي لثلة مذيعي النظام السابق والذين كانوا ابواقا لتلفزيون الشباب ، سيء الصيت ، وكانت تربطهم علاقات حميمة مع ازلام النظام المقبور ، ومع ذلك يطلوا علينا كل يوم من الفضائية الفلانية للدفاع عن حقوق من اعدمهم النظام السابق والذين قد نعتوا بالخيانة من نفس تلك الالسن والابواق المأجورة والتي لا تستحي في تلفزيون الشباب و الان تدافع عنهم بنفس سلاطة اللسان والوقاحة وكأن شيئا لم يكن…..!!؟….اليس هذا استخفافا بالشعب العراقي واستفزازا للمظلومين منه …!؟. وهل تلك هي الرسالة الاعلامية الشريفة والراقية والتي اعتبرها الشعب سلطته الرابعة ولسانه الجريء الذي يدافع عن حقوقه المسلوبة…..!؟…اليس تلك مهزلة اعلامية …!؟..ولماذا تتبناها بعض الفضائيات العراقية العريقة والراقية ….!؟….هل انحسر الاعلاميون العراقيون من الساحة الاعلامية، الا من هؤلاء…….!؟
هناك فضائيات محترمة اخرى تدار من قبل بعض المذيعات ومقدمات البرامج اللواتي انتشرت فضائحهن الجنسية على افلام الفديو الخاصة بعلاقاتهن وممارساتهن الفاضحة ولياليهن الحمراء على شبكات الانترنت …..!؟…ويغض النظر صاحب الفضائية الدكتور فلان عن تلك الفضائح ويظهر امام الناس وينتقد الحكومة والبرلمان والحالات السلبية في المجتمع وهو جالس فوق تل من المنقصة والانتهاك والتعدي على الذوق العام وهو ضرس فاسد في فم الاعلام النظيف وعمود للفساد الاعلامي وهذه حالة غريبة تثير التساؤل..!؟ لماذا يصمت هذا الاستاذ الاكاديمي الذي يدير الفضائية الفلانية على تلك المذلة وهو ذو سمعة وتاريخ جيدين….الله اعلم…!؟.وكأن العهر والفساد اصبح سمة من سمات الاعلام العراقي..!؟…لماذا تتفاقم تلك الاساءات في الاعلام ومن قبل الاعلاميين انفسهم….!؟
من المعلوم لدينا ان الرقابة غائبة تماما عن الاعلام بذريعة ان الاعلام الحر رقيب نفسه ويعتبر هو عين الشعب الساهرة والمفتوحة دوما على الجوانب السلبية، لكن الظاهر يبدوا عكس ذلك لان الحرية في الاعلام وغياب الرقابة لا تعني انتهاك المحرمات وافساد الذوق العام والاعتداء على حقوق الناس في بيوتهم وتجاوز الخطوط الحمراء وضرب القيم بسياط من التهتك وتمرير السم بالعسل لأطفالنا بالقسر…!!…هنا يأتي دور وزارة الثقافة والاعلام ونقابة الصحفيين والمؤسسات المدنية في الانتباه لتلك الخروقات وتنبيه اصحاب تلك الفضائيات المسيئة للذوق العام ومنعهم من نشر اعمدة الرذيلة في المجتمع وهذا هو الواجب الوطني والشرعي لتلك المؤسسات…!؟…املنا كبير ببعض المؤسسات المدنية ان تأخذ دورها الفاعل لرفع اصواتها ضد هذا التيار الحامي لبث الفساد والعهر في نفوس شبابنا ومنع ،على الاقل، عرض بعض المسلسلات التركية الفاضحة والتي تسيء للدين والعرف الاسلامي والمجتمع العراقي بمواضيع اجتماعية مسمومة و موجهة تسيء للذوق العام وتبث في ابناءنا انتهاك جدار العائلة العراقية والدين الحنيف وتشجعهم على عصيان الآباء بحجة الحرية الشخصية و نشر الخلاعة والوقاحة وخدش الحياء والافكار الهدامة……!!؟
الاعلام الان هو دليل المواطن الاول والاخير و مكمن راحته وتسليته وثقافته فاذا كان غرضه بناء سيكون مؤثرا ويربي مجتمع رصين واما اذا كان هدام يؤسس لهدم اواصر المجتمع وهذه حالة خطرة يجب الانتباه اليها….!!؟؟…..املنا كبير في اعلامنا الرصين المثقف والراقي الانتباه لتلك المظاهر الهدامة وتصحيح المسارات المعوجة وتغذية المجتمع العراقي بالأسس الاخلاقية الرصينة المستندة الى اساسات واعمدة قوية و متينة من المثل العليا لكون اعلامنا العراقي هو اهم واشرف وارقي اعلام في العالم يلتزم بالمصداقية والشفافية والاعتمادية والموثوقية في المعلومة والخبر و يؤكد على الجوانب الاخلاقية والروحية ويلتزم بمبادئ الدين الاسلامي الحنيف و الاصول والاعراف العربية الاصيلة ولا يتبنى مبدأ التشهير ولا يتعدى على حقوق الانسان . امنياتنا له التشبث بالمثل العليا والعدالة والمصداقية والشفافية ونبذ الامور المشوهة لمسيرته البيضاء….!