23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

الاعلام من سلطة رابعة الى سلطة رادعة

الاعلام من سلطة رابعة الى سلطة رادعة

افترضت الانظمة الديمقراطية الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وكان الاعلام راصد لتلك السلطات بكل حرية وحيادية لخدمة المواطن والقنوات الفضائية ووسائل الاعلام نعمة ونقمة فمرة تكون ناقدة بنائة مشخصه ومرة اخرى مادحة مسخرة لخدمة المسؤول ومن المنظومات الوقائية الدفاعية الرادعة عنه بتلميع صورته وعرض انجازاته وكأنه المثل الاعلى في النزاهة والقيم والالتزام والتفاني والعلم والدراية والتخطيط وقيادة المؤسسة بأتجاه النجاح , فدور الاعلام هو نقل الوقائع بشكلها الطبيعي فاخترعت المؤسسات الوسائل الاعلامية ودوائر الاعلام واصبحت لكل وزارة وبشكل عنكبوتي لكل مؤسساتها وكأنها منظومة استخبارية فهي ترافق اي وسيلة اعلام اخرى كي لا تتطلع على الخفايا وتمنع الموظف من التصريح الا بالتخويل حتى اصبحت لها صحف ومطبوعات وبوسترات وبرامج تلفزيونية تمجد ليل نهار و وصل طموح بعض الوزارات الى انشاء محطات فضائية فلم نسمع من اعلام اي مؤوسسة في يوم انتقدت مسؤولها او مواطن طالع صحفها فهي لا تملك المهنية للدفاع عن حقوق المواطن حتى وصلت لإنفاق الاموال الطائلة لترهق ميزانية الوزارة من تلك الصرفيات لمئات الموظفين والمكاتب اضافة الى العطايا والهدايا والهبات والايفادات كلما كان المدح واضح في تلميع الصوره السوادوية , فعلى سبيل المثال وزراة الكهرباء تطمح بأنشاء محطة فضائية تفعمنا بالجدل واقناع المواطن انه المقصر ولا يملك الثقافة الكهربائية ونشرات اخبار لا تمت للحقيقة بشيء ولا نجد من احد يتابعها لانها مجرد فقاعات اعلامية تحاول تلك الادوات الرادعة ان تجعلها دروع واقية لحماية وتبرير الفشل في ادارة الملفات والمسؤول او الوزير يعرف انه يكذب ولكنه يحاول اشغال الرأي العام ليمتصوا غضبه تجاه تلك الافعال المشينة لينتقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض له فكل مرة يهل علينا احدهم كهلال العيد حينما يتفرغ يوم من انشغاله طول السنة بالجدل السياسي فيترك واجبه واختصاصه ويعمل في مجال التحليل والتنظير السياسي وما يكون من ذلك التصريح الا قنبلة يطلقها بأتجاه الحقائق وعلى سبيل المثال القول ان الكهرباء سوف تنتهي نهاية العام الحالي وسوف يكون هنالك فائض يصدر للخارج ليكون مورد اخر يساعد النفط او يقول ان الحصة التمونية لا تحتاج سوى مكالمة هاتفية ولا نشكل لها لجان للتحقيق في موادها المتلكئة والمغشوشة التي لم نحصل على جواب سوى ان الفاعل مجهول او تستخدم تلك الملفات كأدوات ضاغطة في الجدل الساسي عند الضرورات الضيقة . ليت المسؤول يترك وسائل الاعلام ومدح المادحين ووعاظه المشرعين لكفره تجاه الواجب ويحول اموال الاعلانات والدعايات والتلميع ويعيدها الى ميزانية الوزارة وربما لا تحقق ذلك الشيء الواضح في الخدمة ولكنها فتات يسصل للمواطن يضاف لفتات ما يبقى من ميزانية الوزارة لنجمع الفتاتين ربما تحقق لقمة وليت المسؤول يترك الظهور الكثير في وسائل الاعلام الاخرى وبدل الدفاع الغير مقنع بالاعلام يدافع بالفعل من خلال عمله ويترك ذلك العمل يتكلم عنه ..