لعل من أخطر ما يواجه بلد مثل العراق في مرحلته الراهنة والعصيبة بسبب الفوضى التي تسوده والعتمة والظلام اللذان يوشحانه ..هو تسويق الخبر المصنع الكاذب من جهه وترويج الدعايات والأشاعات المثيرة والخادعة والناس بين متشكك خائف وقلق من المصير المجهول ومتيقن منساق كالقطيع وراء الدوائر والمؤسسات المروجة والمشيعة لمثل هذه الاخبار.
أن هذه الدوائر والمنابر السياسية والاعلامية لم تكتفي بهذا القدر بل تعمل على تحليل هذه الاخبار والبناء عليها والعمل على ترسيخها في أذهان الناس على انها حقائق لا مناص منها يتبناها ويدافع عنها الى حد الموت الجهلاء والمغفلين الذين يشكلون قواعد لأثارة الفتن الفئوية والطائفية والمناطقية كل ذلك بسبب غياب الوعي والثقافة وأنعدام القيم الروحية والوجدانية التي تحدد وتشكل الشخصية .
والمحزن والمخيف ان هذه التوترات والتناحرات التي تخلقها وتبثها المؤسسات المأجورة وصلت الى الحلقات الاساس في التركيبة الاجتماعية وهي الاسرة الواحدة فباتت المتبنيات والدعوات الخبيثة والزائفة سبب تمزيق الكثير من الاسر ووصول الامر الى أختلاف أفرادها وتباعدهم وطغيان جو الكراهية والحقد .
أن وسائل وأدوات نقل هذه الافكار بوعي مسبق معلومة لديكم كالمرئية والمقرؤة والمسموعة يضاف اليها الوسائل غير الواعية وهو جيش المضللين الذين يعملون على ترويجها بلا وعي وقصد مسبق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل عمل النار بالهشيم .
وليت الامر أقتصر على ذلك بل أتسعت دائرة الروايات والأقاويل على لسان شخصيات معاصرة أو تاريخية لها صدى واسع بين أوساط الناس وتاثير روحي وعقائدي الهدف من هذه الاقوال زيادة الشعور بالاحباط والدونية والعجز فهناك من يقول (ان أصل الخيانة العرب والمسلمين ) وأخر يقول (نحن في أخر ترتيب شعوب العالم) أو( نحن لا تليق بنا الديموقاطية والحرية ) أو المقولة الخالدة ( أحنه متصيرلنه جاره) وغيرها الكثير التي عملت على تشويه التكوين العرقي والاجتماعي ووقوفه منكسراً وذليلاً بين أوساط المجتمعات المحيطة بنا .