الاعلام العراقي وضرورة توخي الدقة في نشر المعلومات وتصريحات المسؤولين والكتل السياسية
مرة اخرى يعيد الاعلام الحربي للجمهورية الاسلامية الايرانية ،استهداف معارضيه من اللاجئين الايرانيين من سكنة مخيم ليبرتي ومنظمة مجاهدي خلق ،وكما هي عادة هذا الاعلام التي تثبتنا منها عبر نشاطه الممتد على مدى ستة وثلاثين عاما ،فانه استمر في نهجه الذي لا يمكن الركون له في ايراد المعلومات الخاصة بمعارضي الجمهورية ،وبخاصة ما ينسبه لشخصيات عراقية مرموقة من نواب واعضاء كتل سياسية لها ثقلها في العملية السياسية العراقية ،كما حصل مع النائب جمال كوجر عن الكتلة الكوردستانية ،الذي اصدر بيانا نفى فيه ما نسبه اليه احد المواقع الالكترونية ( اشرف نيوز ) من انه هاجم منظمة مجاهدي خلق وطالب باخراجها من البلاد ،وقد اصدر بيانا صحفيا نشرته الوكالات والصحف المحلية نفى فيه ما نسب اليه ،كذلك اكد هذ النفي لي شخصيا في اتصال هاتفي معه ،واضاف ان موقفه في الحقيقة موقف انساني وهو يدعو الى التعامل الانساني مع لاجئي ليبرتي ،كما انه يدعو الحكومة العراقية الى احترام القوانين المحلية والدولية التي كفلت لهم الحماية واستحقاقاتهم الاخرى التي تصالحوا عليها في مذكرة التفاهم الرباعية التي وقعوها مع مكتب اليونامي والحكومة العراقية وممثلين عن الادارة الاميركية ، وبما يكفل حقوق الحكومة العراقية وسكان ليبرتي المشروعة ، وهناك ايضا مثل اخر ،هو النائبه نجيبه نجيب ، وهي الاخرى نسب لها تصريح بنفس الفحوى واعلنت انها لم تصرح به ونفته تماما وقالت في اتصال معها انه عار عن الصحة وانها تؤيد التعامل بانسانية مع سكان ليبرتي الى حين حل مشكلتهم على وفق القوانين المرعية محليا ودوليا باعتبارهم محميين دوليا على وفق معاهدة جنيف الرابعة – الجدير ذكره هنا ان سكان ليبرتي يحملون بطاقات هوية زودتهم بها الامم المتحدة تؤكد انهم من المحميين دوليا وانهم من طالبي اللجوء الذين وضعت طلباتهم تحت النظر كما وصفتهم بانهم مثار قلق دولي .
وهناك 12 نائبا تعرضوا لنفس الاشكال ونفوا انهم ادلوا بتصريحات مماثلة ،كما اننا ثبتنا على هذه الموقع (اشرف نيوز) – اكثر من عشرين تصريحا لنواب ومسؤولين عراقيين ثبت كذبها ، لذا فاننا لا نركن الى ما نشره هذا الموقع حول صدور بيان من كتلة المواطن تدعو فيه الى اخراج سكان ليبرتي من العراق ورفض طلبهم باعادة جزء من اسلحتهم التي سلموها للقوات الاميركية بعد احتلال العراق مقابل توفير الحماية لهم ،وهو ما افتقدوه فعليا حيث شنت عليهم ستة هجمات راح ضحيتها العشرات منهم ، وبرروا طلب اعادة جزء من تلك الاسلحة اليهم لغرض حماية انفسهم ما دامت اطراف الاتفاقية الرباعية انفة الذكرغير قادرة على حمايتهم وهم على الاراضي العراقية الى حين حل مشكلتهم واغلاق ملفهم قانونيا وانسانيا ،ومما يعزز شكنا في صدور البيان وما نسب الى النائب عن كتلة المواطن –عامر الفائز – من تصريح في نفس السياق، وكذلك ما نسب لرئيس مكتب المجلس الاعلى في البصرة السيد جواد البزوني ،من قول انه يطالب باخراج المنظمة ويحذر الولايات المتحدة التي تضع المنظمة في لائحة الارهاب من القيام بتسليحهم ، وما يدعونا في كلام البزوني الى الشك في نسبته اليه ،هو انه لا يصدق ان السيد البزوني النائب السابق يمكن الا يعرف ان الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوربي رفعا اسم المنظمة من لائحة الارهاب ، وفي مقابل ما ينقله هذا الموقع ومواقع اخرى تتوالى تصريحات العديد من النواب والمسؤولين مؤكدة على ضرورة عدم التعرض باي اذى لسكان ليبرتي طالما هم على الارض العراقية ،في الاقل لاسباب انسانية ، وطالبوا بعدم تسييس ملفهم ، وبالتالي معاقبتهم على اتهامات لم تثبت صحتها ،وبخاصة القول الذي بات يتكرر كثيرا دون اي اثبات او دليل حول علاقة متخيلة بين مجاهدي خلق وداعش – التنظيم الذي ادانته قيادات المنظمة على اعلى مستوياتها واستنكرت جرائمه الوحشية ،هذا الاتهام الذي يمكن ان يؤدي مهمة تحريضية قد تجر الى ارتكاب جرائم ابادة ضد هؤلاء اللاجئين او تبريرها ، كما يمكن عده تصريحا بالقتل ،والاضافة الاخيرة التي تدعونا الى الشك في كل ما دبج ونشرته حرفيا كما وردها بعض الصحف المحلية ،هو ايراد المنشور القول : وكان معسكر اشرف الذي يقع على بعد 60 كم شمال بعقوبة في ناحية العظيم على امتداد عقدين من الزمن مقرا لمنظمة خلق الايرانية وكان يقطنه 3400 عنصر من منظمة خلق تم اخلاء غالبيتهم الى معسكر ليبرتي في بغداد العام الماضي بالتنسيق مع الامم المتحدة تمهيدا لنقلهم الى مناطق لجوء اخرى خارج البلاد.
( والحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ان عناصر منظمة مجاهدي خلق الذين تحدث عنهم المنشور لم يجر اخلاؤهم في العام الماضي وانما تم ابتداءا من عام 2009 )
ويمضي المنشور الى القول :يقطن المعسكر حالياً 100 عنصر من خلق ابقتهم الحكومة العراقية لاستكمال اجراءات بيع ممتلكات المعسكر وتحويل اموالها لصالح المنظمة بموجب اتفاق رسمي باشراف الامم المتحدة (وهو ما يكشف ان كاتب المنشور لم يتوخ الدقة والصدق في ما يورد من معلومات وانها ضخت له دون ان يتحقق منها ونشرها كما وردته وكذلك فعلت الصحف التي نشرت ذلك المنشور ،ذلك ان المائة لاجيء من سكان اشرف الذين ذكرهم تعرضوا لمجزرة بشعة في الاول من ايلول عام 2013 راح ضحيتها اثنان و خمسون منهم واختطف سبعة بينهم ست نساء مازال مصيرهم مجهولا ،وكانت صحيفة الزمان والدستور والصباح الجديد من جملة الصحف التي استنكرت المجزرة ونشرت صورها على صفحاتها .
لهذا نتوجه الى زملائنا الكتاب والاعلاميين ومسؤولي وسائل الاعلام ورؤساء تحرير ،بالدعوة الى توخي الدقة والتاكد من مصداقية المصدر وصحة الخبر الذي يصلها قبل نشره لتجنب الوقوع في الغلط والاضرار بالابرياء .